"الشورى" يرفض بالأغلبية تسليم القطاع الخاص مشاريع القطارات
محمد السلامة من الرياض
رفض مجلس الشورى في جلسته الأخيرة من الدورة الرابعة أمس برئاسة الدكتور صالح بن حميد، وبأغلبية بلغت 51 في المائة منح القطاع الخاص ملكية مشاريع القطارات التي تعتزم الدولة تنفيذها.
ومرر المجلس مشروع نظام النقل بالخطوط الحديدية الذي يتكون من عشرة فصول تحتوي على 38 مادة، تمهيداً لرفعه للملك حسبما يقتضي نظام مجلس الشورى، إلى جانب موافقة المجلس بالأغلبية على مناقشة توصية إضافية تطالب بإبقاء الخطوط الحديدية مملوكة بنسبة الغالبية للحكومة وبما لا يقل عن 51 في المائة، خصوصا في المشاريع السبعة الرئيسية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
مرر مجلس الشورى في جلسته الأخيرة من الدورة الرابعة أمس برئاسة الدكتور صالح بن حميد، مشروع نظام النقل بالخطوط الحديدية والذي يتكون من عشرة فصول تحتوي على 38 مادة، تمهيداً لرفعه للملك حسبما يقتضي نظام مجلس الشورى، إلى جانب موافقة المجلس بالأغلبية على مناقشة توصية إضافية تطالب بإبقاء الخطوط الحديدية مملوكة بنسبة الغالبية للحكومة وبما لا يقل عن 51 في المائة، خصوصا في المشاريع السبعة الرئيسية.
كانت مواقف الأعضاء قد تباينت خلال مناقشة مشروع النظام المقدم من لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بين مؤيد ومعارض بشأن ما نص عليه التنظيم بالعمل بعقود الامتياز في مشاريع السكك الحديدية الجديدة في مختلف مناطق المملكة، حيث دعا البعض اللجنة المعنية بتبني توصية تدعو إلى إسناد إنشاء الخطوط الحديدة الرئيسية خاصة خطي الشمال - الجنوب والشرق - الغرب للحكومة دون وسيط، ثم توكلها إلى من تشاء من الشركات لإدارتها امتيازيا، خاصة في ظل هذه الظروف الحالية. كما استند الأعضاء في مطالبتهم بعدم إلقاء المسؤولية على القطاع الخاص في إنشاء شبكات الخطوط الحديدة لأنها مكلفة ومرتبطة بحياة الناس وأمنهم وآمالهم، لذا فلا بد أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها في الإنشاء والصيانة والمراقبة ونزع الملكية، كما أن ترك هذه الخطوط المهمة التي أصبحت خدمة أكثر من ضرورية لكل مواطني البلاد للامتيازات سيتسبب في هضم حق بعض المناطق، حيث سيهتم فقط بالمناطق التي سبق أن نمت اقتصاديا ولديها ميزة نسبية في هذا الجانب، أما المناطق التي ليس لها ميزة نسبية فإن المستثمر سيحجم عن الاستثمار فيها وبالتالي فإن أمرها سيمثل إلى الدولة وهي الأولى برعاية مواطنيها، مطالبين في هذا الصدد المجلس بأن يتبنى توصية إنشاء الخطوط الرئيسية من قبل الدولة ثم توكل لمن تشاء إدارتها بامتياز.
وبحسب مشروع نظام النقل في الخطوط الحديدية، يجوز لهيئة الخطوط الحديدية أن تتيح لصاحب الامتياز أو المتعاقد معه بعقود طويلة الأجل الاستفادة من الأراضي التي تقام عليها الخطوط الحديدية وأحرامها وفقا للأنظمة وبما يقضي به العقد، كما أجاز أن تتضمن عقود الامتياز والعقود طويلة الأجل تقديم دعم حكومي أثناء مدة العقد.
ووفقا لمشروع النظام فإنه يفرض عقوبة مقدارها 20 مليون ريال بحق كل من يتكرر منه مخالفة النظام، فيما تفرض غرامة لا تزيد على عشرة ملايين ريال في المرة الأولى. كما يعاقب المخالف بإيقاف نشاطه بشكل مؤقت أو إلغاء الترخيص أو فرض العقوبة، كذلك يسمح النظام بجمع أكثر من عقوبة، ويعتبر كل من أخل بشروط أو قرارات هيئة الخطوط الحديدية وقدم خدمات الخطوط دون ترخيص أو قدم معلومات مزورة أو مضللة وغير صحيحة للهيئة، كما يعد مخالفاً كل من أخل بمتطلبات الأمن والسلامة وشروطها التي أعدتها واعتمدتها الهيئة، وكذلك عدم إبلاغ الهيئة عن حادث أو عارض وإساءة استخدام المكانة المهيمنة والدخول في اتفاق أو ترتيبات من شأنها أن تمنع مبدأ المنافسة أو تقيده أو تشوهه.
واعتبر النظام أيضا عدم تقديم المعلومات التي تطلبها الهيئة وفقاً لدورها الرقابي في منع السلوك المنافي للمنافسة أو إعاقة المختص بالتحقيق من منسوبي الهيئة، كما أعطى النظام لمحافظ الهيئة اتخاذ التدابير اللازمة حال ضبط المخالفات التي تحتاج إلى إجراء عاجل وله إيقاف المخالفة والنشاط وتعليق الترخيص، في المقابل حذر النظام الهيئة من تعطيلها للنقل حال تطبيق العقوبات وطالبها باتخاذ التدابير الاحترازية والترتيبات اللازمة لضمان استمرار خدمة النقل.
وتشمل فصول مشروع نظام النقل بالخطوط الحديدية اختصاصات وزارة النقل وهيئة الخطوط ومهماتها، الذي حدد مهام الوزارة بوضع استراتيجيات وسياسات وخطط لتطوير قطاع النقل في الخطوط الحديدية ومتابعة تنفيذها بعد إقرارها، وتمثيل المملكة في الهيئات المحلية والإقليمية والدولية في قطاع النقل، وكذلك تشجيع أنشطة البحث والتطوير في القطاع. فيما تتولى الهيئة إعداد وثائق منافسات تنفيذ وصيانة الخطوط الحديدية ومرافقها وخدماتها، وطرح المنافسات وامتيازاتها واستكمال الإجراءات اللازمة لتوقيع عقودها والإشراف على التنفيذ وتحديد أنواع الخدمات وتصنيفها وشروط التراخيص ولها مراقبة تنفيذ المرخص لهم وأصحاب الامتياز لأحكام النظام.
وتضمن المشروع أيضا توضيحا لحدود حرم الخطوط الحديدية، والذي شدد على أن تكون المنطقة المقام عليها الخط الحديدي والمنطقة الواقعة على جانبيه ملكاً عاماً للدولة وتسمى حرم الخط الحديدي، على أن يحدد مجلس الهيئة بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة حرم الخط بما لا يتجاوز 200 متر من مركز الخط على كلا الجانبين وفقاً لما تقتضيه حاجة التشغيل والأمن والسلامة والمتطلبات الفنية للخط الحديدي. كما اشتملت فصول المشروع على شروط وإجراءات الترخيص لتقديم خدمات الخطوط الحديدية، متطلبات توفير أمن الخطوط الحديدية ومرافقها وسلامتها، التحقيق في حوادث وعوارض الخطوط الحديدية، عقود امتياز الخطوط الحديدية والعقود الطويلة الأجل, تنفيذ الخطوط الحديدية وصيانتها، والأحكام العامة.
|