صناعة الاتصالات قاطرة العالم للخروج من أزمته المالية
4.6 مليارات مشترك في الهاتف النقال
جانب من أجنحة معرض الاتصالات الدولي في جنيف
جنيف: ماجد الجميل
أكَّد مسؤول في الإتحاد الدولي للاتصالات أن صناعة الاتصالات قد تفادت الأسوأ في الأزمة المالية. وقال فرانكو مونتي في مؤتمر صحفي على هامش معرض الاتصالات العالمي 2009 المنعقد حاليا في جنيف أنَّ الأزمة المالية قد أخفقت في قضم أي جزء مِن الطلب العالمي على خدمات تقنية المعلومات والاتصالات، في حين أثبتت سوق الهاتف المحمول وقطاع الأقمار الصناعية لأغراض البث التلفزيوني ازدهاراً كبيراً في ظل الأزمة.
وأضاف أنَّ مطالب المُستهلكين على أجهزة الهاتف المحمول ذات التقنية العالية ما زالت تواصل تغذية النمو في قطاع الاتصالات في مختلف أنحاء العالم خاصة في البرازيل والصين والولايات المتحدة.
وقال مونتي إنَّ المؤشرات المتاحة الآن تؤكد أنَّ تقنية الاتصالات والمعلومات هي القاطرة التي ستُخرِج العالم مِن أزمته المالية الراهنة. وأضاف: خلال الأزمة اضطرت حكومات وأفراد مِن اقتطاع المصاريف والتقشف في عدة مجالات، لكن لم يتخل واحد عن هاتفه المحمول وواصل الناس اتصالاتهم.
وقال إن البث الإذاعي والتلفزيوني قد تأثر بدرجة أقل مِن القطاعات الأخرى، لكنهم لم يواجهوا الأزمة بتاتاً. وأضاف أنَّ مُجهزي مُعدات وأجهزة الاتصالات تضرروا بالأزمة أكثر مِن المُشغلين أنفسهم، لكن مؤسسات الاتصالات هي الأقل تضرراً مِن كافة قطاعات الاتصالات الأخرى.
وأوضح أنَّ ندرة الأموال خلال الأشهر الأولى مِن الأزمة المالية دفع المُشغلين إلى تقليص خططهم الاستثمارية خاصة ما يتعلق بتطوير الشبكات القائمة والتخلي عن تنفيذ شبكات مِن الجيل الجديد.
فيما كشف الاتحاد الدولي للاتصالات في معرض الاتصالات العالمي 2009 الذي يُنظِّمه في جنيف أنَّ عدد المشتركين في الهاتف المحمول في العالم سيصل إلى 4.6 مليارات مُشترك قبل انقضاء العام الحالي، إلى جانب 600 مليون مشترك في الهواتف المحمولة متعددة الأغراض.
وقال مُدير مكتب تنمية الاتصالات بالإتحاد، سامي البشير، في مؤتمر صحفي إنه في بداية عام 2009 فإنَّ أكثر مِن ربع سكان العالم كانوا يستخدمون الإنترنت، وهو رقم يُمثل زيادة أكثر مِن ثلاثة أضعاف مُقارنة مع عام 2004. لكن البشير حذَّرَ مِن تعاظم الفجوة في تقنية المعلومات والاتصالات بين العالمين المُتقدم والنامي. وقال إنه في إفريقيا، على سبيل المثال، يوجد مُشترك واحد فقط في الهاتف الثابت مِن كل 1000 شخص، أما في أوروبا فهناك 200 مُشترك لكل ألف شخص. مشيرا إلى أن الأسعار النسبية لخدمات تقنية الاتصالات والمعلومات هي الأعلى في إفريقيا، وهي القارة التي تبلغ فيها مستويات دخل الأفراد إلى أدناها.
وأشار إلى أن الصين تملك الآن أكبر عدد مِن المُشتركين في الهاتف الثابت بعد أن تجاوزت أقرب مُنافس لها، وهي الولايات المتحدة، في نهاية عام 2008. وقال إن تقديرات الإتحاد الدولي للاتصالات تشير إلى أن ثلاثة أرباع المنازل في العالم تملك الآن جهاز تلفزيون، وأكثر مِن ربع المعمورة ـ بضعة 1.9 مليار شخص ـ يملكون جهاز حاسوب في المنزل، وهي أرقام تُظهر الإمكانات الضخمة لأسواق الدول النامية.
|