رئيس المجموعة الأوروبية: عملتنا الموحدة «ليست في أزمة»
التحذير من «وباء» اليورو
محمد الهلالي من جدة
حذر مختصان تحدثا لـ ''الاقتصادية'' أمس، من خطورة وضع العملة الأوروبية الموحدة، بل إن أحدهما - الدكتور أسامة الفلالي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز ذهب إلى حد التأكيد بأن منطقة اليورو تعيش ''معاناة خطيرة جدا''.
يأتي ذلك بعيد تصريح مقتضب على ''رويترز'' في وقت سابق أمس، أكد فيه جان كلود يونكر رئيس مجموعة اليورو أن عملة اليورو ليست في أزمة وإنما الأزمة بشأن مستويات الدين العام لبعض دول منطقة اليورو.
وهنا يؤكد الدكتور أسامة الفلالي، أن هناك مخاوف من انهيار الاتحاد الأوروبي وليس العملة فقط بخروج العديد من الدول من الاتحاد الأوروبي بسبب الأوضاع الاقتصادية بصفة عامة، ومشكلات عملة اليورو. وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يعاني، ومنطقة اليورو من المناطق التي وصلها الوباء.
وبين أن أهم المؤشرات على تراجع عملية اليورو وتأثرها بالديون، ارتفاع نسبة البطالة ومعاناة النشاط الاقتصادي، وانخفاض معدلات النمو، وتزايد معدلات البطالة وتجاوزها للخطوط الحمراء. وبدأت المعاناة الحقيقية في دول الاتحاد الأوروبي بعد المظاهرات التي شهدها عديد من دول منطقة اليورو والمطالبة بفرص العمل.
وأضاف ''العالم غير مستقر اقتصاديا في الوقت الحالي، ونحن نعيش مرحلة ركود اقتصادي عالمي، ولم نصل إلى مرحلة الكساد، ولكن العالم يعاني مشكلات الركود الاقتصادي والتدهور على مستوى العالم، كذلك من أهم المؤشرات على انخفاض اليورو تراجعه أمام الدولار. وبدأت العديد من المنظمات الدولية تتعاون مع الصين وترجو منها رفع سعر عملتها لأن الصين لاعب كبير جدا في الاقتصاد العالمي، وهي أحد أهم العوامل التي أثرت في العالم''. واستطرد: النظام الغربي وخاصة مجموعة العشرين تعمل على قدم وساق لوضع الحلول الملائمة التي تخرج أوروبا واقتصادات العالم من الركود الاقتصادي وتحرك عجلة الاقتصاد بوتيرة أسرع، والاجتماعات الأخيرة لمجموعة العشرين وقادة الدول يسعون إلى وضع الحلول السريعة لإنقاذ أوروبا والعالم من الأزمة والتدهور الذي تعانيه عديد من دول العالم.
وعن إطلاق التصريحات في الوقت الحالي لرئيس مجموعة اليورو، قال ''بلاشك باعتباره مسؤولا عن مجموعة اليورو لابد أن يدافع ويحاول التبرير وتطمين الآخرين، ولكن ذلك لايمنع من ظهور الحقيقة على السطح''.
من جانبه، قال فيصل صيرفي رئيس بيت الاستشارات المالية في جدة، إن التقارير الاقتصادية تؤكد أن ديون الدول المتعثرة في منطقة اليورو للبنوك لن يتم تحصيلها وذلك سيؤثر في الاقتصاد العالمي وسينعكس بشكل سلبي.
وأردف ''هناك مؤشرات لانخفاض قيمة اليورو وأزمة عملة اليورو. وتظهر أهم المؤشرات من خلال انخفاض قيمة اليورو أمام الدولار نظرا للارتباط الوثيق بعملية العرض والطلب، وهي أمور مالية تدلل على أزمة في عملة اليورو. وبين أن أزمات الديون المالية للعديد من الدول في منطقة اليورو أدت إلى أزمة في عملة اليورو.
وزاد صيرفي ''أزمة الديون المالية في العديد من الدول الأوروبية ستؤثر بشكل مباشر في اليورو. وتأتي التصريحات كتطمينات ومسكنات للاستثمارات والبنوك العالمية''.وكان يونكر قد قال في مؤتمر في لشبونة أمس إن اليورو ليس في أزمة، وينتابني الغضب حينما يقول الناس إن اليورو في أزمة. لدينا أزمة دين عام في بعض الدول الأعضاء في منطقة اليورو وفي دولة بعينها، لكن اليورو لا يواجه أي خطر وليس في أزمة. وأضاف أن اليورو قصة نجاح من حيث الأداء والسيطرة على التضخم.
وتأتي تصريحات يونكر في اليوم نفسه الذي تفاقمت فيه أزمة ديون منطقة اليورو. وسجلت عائدات السندات الإيطالية أعلى مستوياتها منذ طرح العملة الموحدة، مما أثار مخاوف الأسواق العالمية من مستويات ديون روما المرتفعة.
|