[ألباحث]

لم يستبعد وصوله إلى 200دولار
السهلاوي: استمرار تلاعب المضاربين بأسعار النفط يصيب الاقتصاد العالمي بالاضطراب


د. محمد السهلاوي

الدمام - سعيد السلطاني:تصوير - عصام عبدالله
قال خبير متخصص في مجال اقتصاديات الطاقة والبترول ل"الرياض" ان النتائج الأولية للدراسات المتخصصة حول تسعيرة البترول بعملة بديلة عن الدولار أو بسلة عملات ليس حلا للحد من ارتفاع سعر برميل النفط، موضحاً أن الحل المجدي لتفادي ارتفاع الأسعار التي تسببت في ارتفاع نسبة التضخم هو تسعيرة البترول بناء على حقائق السوق من ناحية العرض والطلب، محذرا في الوقت نفسه انه أذا استمر المتعاملون في التلاعب في الأسعار ستشهد اقتصاديات الدول المنتجة أو المستهلكة أو النامية اختلالا في الميزان التجاري والنمو الاقتصادي وزيادة مضطربة في التضخم وارتفاعا في سعر برميل البترول إلى 200دولار.
والجدير بالذكر انه تباينت آراء خبراء في مجال الطاقة والبترول حول الحد من ارتفاع أسعار البترول التي من المتوقع أن تتجاوز 200دولار للبرميل ومن المقترحات أن يتم تغيير تسعيرة البترول بعملة بديلة عن الدولار بسبب انخفاض سعر صرفه في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومنذ فترة بدأ الحديث عن تغيير تسعيرة البترول بعملة بديلة أو سلة عملات والمملكة العربية السعودية ليست بعيدة عن هذه التوجهات، وأشار الخبير انه ليس من الجدوى أن يتم تغيير تسعيرة البترول بعملة بديلة معللا ذلك بان معدلات الطلب على "البترول" من الولايات المتحدة تتجاوز 20بالمائة من اجمالي الطلب العالمي قائلا "سعر برميل البترول الحالي مصطنع" وليس حقيقياً.

ووصف السعر الحالي لبرميل البترول ب 100دولار حسب قوله "بأنه غير واقعي" مشيرا إلى أن السعر العادل لبرميل النفط في الفترة الحالية مابين 50إلى 60دولاراً، وقال لو نجحنا في تحقيق هذا السعر ستحقق الدول المنتجة عائدا معقولا بينما الدول المستهلكة سعرا عادلا، مما سيساهم في خفض التضخم الذي يشهده العالم الفترة الحالية.

وقال الدكتور محمد بن عبدالعزيز السهلاوي خبير اقتصاديات الطاقة والبترول ل"الرياض" انه عندما نفكر في تسعيرة البترول بعملة بديلة لدولار أو بسلة العملات يجب أن نفكر عدة مرات من ناحية الجوانب الاقتصادية والسياسية ويأتي بالدرجة الأولى مصالح المملكة العربية السعودية.

وأضاف السهلاوي عندما ننظر إلى الدولار كعملة تسعيريه للبترول يجب أن نعرف أن تجارة البترول يتم التعامل بها بالدولار، ومعدلات الطلب من الجانب الأمريكي يتجاوز 20بالمائة، مبينا إلى انه يجب النظر إلى الميزان التجاري مع الدول المختلفة والتجمعات الاقتصادية المختلفة نجد أن الميزان التجاري للمملكة يشغله الحجم الأكبر التجارة مع أمريكا وبذلك يحتم التعامل بالدولار.

وقال خلال حديثه ل"الرياض" ان البترول سلعة لها جوانب استراتيجية وليس مجرد أسهم أو سندات أو معدن مثل الذهب يتم المضاربة عليها، مضيفا إلى انه يجب أن يعي المتعاملون في سوق النفط أن البترول سلعة رئيسية مهمة للاقتصاد، واللاعب في أسعاره له انعكاسات على الدول المنتجة والمستهلكة والنامية من ناحية ارتفاع نسبة التضخم، الاختلال في الميزان التجاري والنمو الاقتصادي.

وتوقع السهلاوي ان يستمر ارتفاع سعر برميل البترول إلى مستويات تقارب ال 200دولار، اذا لم يع المتعاملون بهذه السلعة وفرض رقابة على السوق وعمل تقديرات للطلب والعرض بدلا من المضاربة على أسعاره مثله الأسهم أو السندات.