اشكرك على الطرح الجميل ولكن ارى ان القضية في غاية المخاطرة :
نحن نشهد اكبر عملية استحواذ في البورصات الامريكية والاوربية خاصة من قبل دول الخليج والصين والهند فهل تخلى هذه الدول الراس مالية ذات الخبرة العريقة عن مثل هذه الشركات الكبيرة بهذه البساطه لنا من باب جهلهم
باستراتيجة ادارة الاموال ؟
ام ان هناك شيئ يدور خلف الكواليس قد يغيب عن هذه الدول التي تتهافت على هذه الاستثمارات وكانها وجدت افضل الفرص دون تركيز بما يعيشه الاقتصاد العالمي من تباطؤ
وما اشبه دول الخليج والصين والهند الا كمثل المواطن السعودي عندما اتى للسوق السعودي ودعمته اوساط التفائل وسائل الاعلام للدخول للسوق عندما كان في اعلى مستويات الخطر و كانت الكارثة ويكفي ان نرى اكثر من اعلان استحواذ في اليوم يدل على ان هذه الضاهرة اصبحت ملاحظة وملموسة وتدل على ان اننا قريبين من تصحيح على مستوى الاصول
ولا ننسى شركة "إعمار" وهي أكبر شركة تطوير في منطقة الشرق الأوسط قد قامت في 1 يونيو 2006 بالاستحواذ على كامل أسهم شركة "دبليو ال هومز" ثاني أكبر شركة لبناء المساكن في أمريكا، التي تقوم ببناء المساكن في ولايتي كليفورنيا وكولورادو الامريكيتين، وقامت إعمار بدفع 4.02 مليار درهم مقابل عملية الاستحواذ.
ويبدو أن إعمار لم تكن موفقة في اختيار التوقيت المناسب للشراء حيث تمت عملية الشراء قبل أسابيع قليلة من وصول سوق العقارات الأمريكية إلى أوجه، ورغم أن الدخل التي كانت تتوقع الحصول عليه إعمار كعائد سنوي من الصفقة لايتعدى بضعة مئات من ملايين الدراهم، وهو ماستفقده إعمار جراء تراجع القطاع العقاري الأمريكي، إلا أن مافقدته إعمار كان أهم من ذلك وهو الـ 4 مليارات من الدراهم التي دفعتها الشركة نقدا
وكان اول اعلان لاعمار كالتالي :
قالت شركة إعمار أن نتائج الربع الثالث لأنشطتها في أمريكا ستتأثر جراء أزمة الرهن العقاري في أمريكا، وذلك بسبب انخفاض اسعار المساكن وانخفاض الطلب على بناء مساكن جديدة. واضاف متحدث باسم الشركة أن الشركة التابعة في امريكا لن تتعرض لخسائر ولكن الارباح ستكون أقل بكثير من التوقعات السابقة.
ولا تستطيع اعمار الان بيع الصفقة بنفس القيمة ولك ان تتابع نشاط اعمار بالمستقبل لترى اثر هذه العملية والتي اصبحت
ملموسة وبانتظار اخبار بقية الشركات الاستحواذية ونتائجاها نهاية العام لكي تتضح الصورة اكبر
وقد لا تجد من يشترى استثماراتها مع اول تصحيح بربع القيمة وسيكون الضرر الكبير على الشركات ذات القروض خاصة لو دخل الاقتصاد في ركود بسبب التباطؤ الاقتصادي الطفيف القابل للتطور
اما الشركات التي تمتلك احتياطي كبير وتحتاج فقط لبعض اللتقنيات المتاحة لدى بعض الشركات الجيدة في تلك الاسواق ونضرتها بعيدة المدى وتستطيع مواجهة اي ركود اقتصادي وليس عليها التزامات وقروض فقد تكون مستفيدة ولو انتظرت حتى يتبين المسار فقد تكون على الاقل في مستوى مخاطرة متدنى او ذا حالفها الحظ تاخذ هذه الاستثمارات بنصف او ربع القيمة والله اعلم
|