عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2009, 07:36 AM   #25
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

مشروع الاستفادة من «اليافعين»

عبدالعزيز الموسى



حينما يصل الشاب إلى عمر الـ 15, فهو بنظر الشرع والمجتمع مكلف، وبواقع حياتنا المعاصرة هو الشاب اليافع طالب الثالث متوسط الذي أمامه 7 سنوات من الدراسة ليبدأ بعدها مشواره الوظيفي العملي، والآن، ماذا لو كان الـ 15 سن العمل كما هو أيضا سن التكليف !
إن تاريخنا العظيم يؤكد لنا دوما أهلية وقادرية الشاب للعمل والعطاء بسن مبكرة وأعمار يافعة، فذاك أسامة بن زيد , قاد الجيش العرمرم وهو ابن الـ 19 سنة ، وهذا الإمام الجهبذ مالك ، تصدر للفتوى واستحقها ولم يتجاوز آنذاك الـ 17سنة، وأخيرا ذاك مؤسس هذه الدولة وموحد أركانها الملك عبدالعزيز آل سعود ، بدأ مشواره البطولي وهو في أوائل العشرينيات.تلك كانت أمثلة متفرقة، تؤكد لنا ولما بعدنا من أجيال، أن الشاب قادر على تحقيق أعظم النجاحات وتحمل أكبر المسؤوليات.
ما دفعني لدراسة ذلك الموضوع إنما هو عظم المنفعة المتحصلة من هكذا مشروع، فالفائدة تعود بذلك أولا على الشاب نفسه، إذ يشكل ذلك لا شك دخل إضافي له ولأسرته، كما أنه بناء للشاب واستثمار لمواهبه، فضلا عن يكون حفظاً لأوقات الفراغ وطيش المراهقة، وهو إجمالا مدرسة مبكرة للشاب، يتعلم بها تحمل المسؤولية، ويكون بها خبرات متنوعة تفيده مستقبلا مهنيا ووظيفيا.
للمجتمع والأسر نصيب كبير من محاسن ذلك المشروع، فعائد مادي إضافي سيعود للأسرة من عمل أبنائها الشباب، كما أنه وسيلة عملية لتفعيل الزواج المبكر الذي يتعثر دوما بشح المادة، وهو بمجمله ارتقاء نوعي وقفزة محورية تنقل الشباب من التواكل إلى الاتكال ومن التراخي إلى العمل، ومن البناء إلى البناء والعطاء !
ليس الأمر مقصورا بذلك على الأفراد والمجتمعات، بل إن الشركات هي على غالب التوقعات أكبر الرابحين والمستفيدين من توظيف هؤلاء الطلاب وتلكم الكفاءات، فالشباب دوما هو الأكثر حماسا، والأعظم إنتاجا،الأكثر ولاء ، هم تلك الخامة النقية التي بها يُستحق الاستثمار والبناء لتُجنى ثمرتها عطاءً وإخلاصا للشركة، بعد مضي زمن مديد , وتعليم مفيد.
لا شك أن الأذهان حاليا متجهة إلى ربط تلك الفكرة الخيالية بواقع الشباب وارتباطاتهم الدراسية ، ونقول هنا كما قال رائد المصرفية الإسلامية وصاحب الفكرة التي استمدت منها مقالي: الشيخ سعيد لوتاه، إن التعليم مستمر، ولا يوجد مرحلة معينة يكتمل بها تعليم الشاب، فالبكالوريوس يتبعها ماجستير ودكتوراه، والشهادات يتبعها دورات وتخصصات، وكما قيل من المهد إلى اللحد، وقطعا لن تكتمل حلقة التعليم إلا بقدر كافٍ من الخبرة العملية والممارسة اليومية. ليرى ذلك المشروع النور وليصبح الحلم واقعا ملموسا، فإن الموضوع هنا مربوط بمبادرة تاجر، وتبني مؤسسة، ليتلو ذلك حرص أفراد وسلوك مجتمع، وليتحصل بعد ذلك المأمول من عمل الشباب في سن مبكرة ، ليكون ابن الـ 16 موظف شركة كما أيضا طالب أول ثانوي، وحينها سننعم جميعا بثمرات ذلك المشروع العديدة المتنوعة، وحسبنا منها نهضة الوطن ونمو الاقتصاد, إذ أن عوامل الإنتاج الرئيسية كما حددها علماء الاقتصاد هي الأرض والقوة البشرية ورأس المال، وأي ساعات عمل وقوى بشريه إضافية سنجنيها من تبني ذلك المشروع ؟
يد النجر غير متواجد حالياً