عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2009, 07:38 AM   #29
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

ملايين لترات الحليب تسكب على الأرض لرفع الأسعار



اتسع نطاق الاحتجاجات في فرنسا الجمعة رغم إعلان الاتحاد الاوروبي عن مزيد من الدعم لمنتجي الالبان في دول الاتحاد الـ «27»، واصل المزارعون الاوروبيون احتجاجهم على انخفاض اسعار الحليب عالميا.
واتسع نطاق الاحتجاجات، من بلجيكا الى فرنسا وهولندا والمانيا والنمسا وايطاليا وغيرها، وقام المزارعون بسكب ملايين اللترات من الحليب على الارض وقطع الطرق على شاحنات نقله الى شركات التصنيع الكبرى. هذا في الوقت الذي أدى فيه الركود الاقتصادي العالمي الى زيادة كبيرة في اعداد من يعانون نقص التغذية في دول العالم النامي.
وحسب تقديرات الامم المتحدة، ادت الازمة الاقتصادية العالمية الى تجاوز أعداد الفقراء في العالم المليار نسمة، فيما يعاني 2.5 مليار نسمة سوء التغذية.
ويقول الممثل الخاص للامم المتحدة لشؤون الحق في الغذاء اوليفييه دي شوتر : «في دول العالم النامي يعاني ثلث الاطفال مشاكل في النمو بسبب سوء التغذية، وكل عام يتوفى 5.4 مليون طفل نتيجة نقص الغذاء». ومع ان اسعار الحليب الطازج منخفضة عالميا، إلا ان الحليب المعبأ والمصنع ( قليل الدسم وخالي الدسم والمجفف) يباع بأسعار ليست في متناول الفقراء. ويذهب الفارق في الاسعار ارباحا لشركات الاغذية العالمية العملاقة.
ويهدف اضراب منتجي الحليب الى الضغط على المفوضية الاوروبية لوقف خطتها بالغاء سقف الانتاج للدول المختلفة. فالغاء سقف الانتاج، رغم انه يتسق مع توجه حرية السوق إلا انه يعني زيادة العرض ومن ثم حدة المنافسة لصالح شركات الالبان ومنتجاتها على حساب المزارعين.
ويقول المزارعون الاوروبيون : ان اسعار الحليب العالمية انخفضت بشدة، ما جعلهم لا يحصلون سوى على سعر (نحو 20 سنتا اوروبيا للتر)، اي ما يعادل نصف تكلفة الانتاج حسب قول المحتجين. وخطة الاتحاد الاوروبي هي رفع حصص الانتاج تدريجيا بنسبة 1 بالمائة سنويا حتى عام 2015، والحد من التدخل في السوق، على ان تلغى حصص الانتاج تماما بعد ذلك. وسيؤدي ذلك في نظر المزارعين، الى فائض أكبر في السوق يجعل الشركات الكبرى التي تصنع الالبان ومنتجاتها تعرض اسعارا اقل على المزارعين وتضاعف ارباحها.
وفي استجابة سريعة للاضرابات، أعلن الاتحاد الاوروبي الخميس عن دعم اضافي لمنتجي الالبان في دول الاتحاد. وقالت المفوضية الاوروبية : انها ستغير قواعد المساعدات الزراعية لتسمح للدول الاعضاء بدفع 15 الف يورو لكل مزارع في صورة دعم استثنائي.
ويذهب نصف ميزانية الاتحاد الاوروبي على الدعم الزراعي، الذي يعد الاكبر بعد الولايات المتحدة الامريكية، ويقدر البعض ان نصيب البقرة في اوروبا من الدعم الحكومي يصل الى دولارين يوميا، فيما يعيش حوالى مليار من البشر على اقل من دولارين يوميا. ويحصل المزارعون الاوروبيون على أكثر من 90 مليار دولار سنويا في شكل مساعدات رسمية، وتلك احدى العقبات الاساسية أمام اتفاقيات تحرير التجارة العالمية.
معضلة المضربين تتمثل في سكب المضربين ملايين اللترات من الحليب الطازج على الارض، ومنذ ايام قرر المزارعون منتجو الالبان الدخول في اضراب للاحتجاج على خطط الاتحاد الاوروبي والمطالبة باستمرار التدخل في السوق لحمايتهم. ولان المزارعين لا يستطيعون التوقف عن حليب ابقارهم، التي تحتاج للحليب يوميا وإلا مرضت ونفقت، فما كان منهم إلا منع وصول شاحنات الحليب لمصانع الشركات الغذائية الكبرى وسكب محتوياتها على الطرقات والاراضي الزراعية.
وعلى مدى الاسبوع، سكب المزارعون البلجيك أكثر من 4 ملايين لتر من الحليب يقترب سعرها من مليون دولار.
وفي فرنسا شارك نحو نصف منتجي الالبان في الاضراب، وبحلول الجمعة كانوا سكبوا ملايين اللترات من الحليب فوق اراضي المزارع. وتكرر الامر في هولندا والمانيا وغيرها، لكن تلك الكميات المسكوبة قد لا تؤثر كثيرا في ميزان العرض والطلب بسوق الحليب بما يزيد الاسعار. كما ان المزارعين لا يمكنهم الاستمرار في عدم بيع منتجاتهم.
وتنتج اوروبا أكثر من 134 مليون طن من حليب الابقار سنويا، اي ما يعادل 30 بالمائة من الانتاج العالمي. ربما يجد الاتحاد الاوروبي صعوبة في التراجع عن خطة الغاء سقف انتاج الحليب في بلدانه، لكن البرلمان الاوروبي والسلطات القطرية في كل بلد تدعم مزارعيها وتساند احتجاجاتهم، لذا يرجح ان يستمر الدعم للمزارعين، وبزيادة خاصة لمربي الابقار ومنتجي الالبان على الاقل طالما بقيت الاوضاع الاقتصادية العالمية متراجعة والى ان يعاود الاقتصاد النمو بقوة.
يد النجر غير متواجد حالياً