عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-2008, 01:58 AM   #29
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

اقتصاديات رمضان .. بداية ولادة لثقافة جديدة
العشوائية ما زالت سيدة الموقف .. وثقافة تنظيم الموارد تتحدى تعاقب المواسم

أحمد الديحاني من المدينة المنورة - - 01/09/1429هـ

لا يكاد خالد (40 عاما) الموظف في القطاع الحكومي يسعد بانتفاخ جيبه من أوراق العملة الكبيرة بعد عملية سحب مصرفي لكامل ما تستطيع بطاقة بنكية عادية أن تسحبه، حتى تعود به الحال إلى سابق عهده قبل أن يصل البيت محملا بلوازم الشهر الفضيل وهي عزاؤه الوحيد.
يروي خالد ومثله كثيرون أن الأيام الأخيرة من شهر شعبان التي تصادف هذا العام صرف رواتب الموظفين الحكوميين مع موظفي القطاع الخاص تشهد إقبالا كبيرا على الشراء بشكل يفوق الوصف في شتى المجالات، بدءا من المواد الغذائية، وانتهاء بالملابس، بعد مرورها بالمقتنيات المنزلية والأثاث الجديد، ما دعا العديدين إلى اتخاذ إجراءات اقتصادية طارئة لمواجهة نفاد الأرصدة البنكية عند نسبة كبيرة من موظفي الطبقة المتوسطة.
يقول خالد: "خذ لديك هذا المثال: يوم الجمعة الماضي حين أردت استغلال الإجازة الأسبوعية عبر شراء بعض اللوازم المهمة للشهر الفضيل المقبل، والتي هي فقط عبارة عن ذبيحة "خروف متوسط الحجم"، ومجموعة من الأواني المنزلية الضرورية، وبعض المواد الغذائية الموسمية، إلى جانب ما يكفي من الخضراوات الطازجة لأسبوع واحد فقط، ذهبت مغتبطا بنزول الراتب مخرجا بطاقتي البنكية لأكثر من جهاز صراف آلي لم يستطع دفع النقد مع نفاد مخزونه، حيث يبدو أن الكثيرين فعلوا مثلي في اليوم ذاته، وبعد محاولات مضنية مع أكثر من عشرة أجهزة صرف، تمكنت أخيرا من ملء جيبي بكامل الحد الأعلى من الصرف اليومي خمسة آلاف ريال، وعدت إلى البيت محملا بحاجيات الشهر المقبل وبذات الوريقات الصغيرة التي كانت قبل السحب في محفظتي".
ليس كل الموظفين على طريقة خالد التي يصفها هو نفسه بالعشوائية، إذ يشير ناصر السبيعي وهو معلم يتقاضى راتبا يقترب من تسعة آلاف ريال، إلى أن الشهر الكريم باحتياجاته الاجتماعية والاقتصادية الضخمة لا يأتي مصادفة، فهو مرتب في التقويم السنوي بالشهر التاسع، ما يجعل عملية الترتيب له واجبا اقتصاديا مفروضا من الشهر السادس أو السابع على الأكثر.
ويلفت السبيعي إلى تجربته الشخصية مع تنظيم موارده المالية، والتزاماته الاقتصادية لهذا الشهر بالقول: يبدأ الرصد المالي لرمضان منذ شهر جمادى الأولى، حيث ألتزم بحفظ مبلغ من المال مع الشهور الثلاثة اللاحقة لصرف التزامات شهر رمضان، في حين أبدأ بالتبضع من المواد طويلة الصلاحية مع مطلع شهر شعبان، وبالأثاث الجديد قبله، والملابس في أوسطه في حين أسمح لنفسي بأن أزاحم الجميع فقط مع شراء احتياجات الأسرة من الخضار الطازجة قبل أيام قليلة من انتهاء الشهر.
وبين ضرورة تقنين آلية الصرف من الموارد المالية لموظفي الطبقة المتوسطة والعملية الاقتصادية العشوائية التي تحصل كل عام، حيث يبدو أن الأمور تتجه مبكرا وبصورة مازالت غير مكتملة النمو إلى ولادة ثقافة اقتصادية جديدة عند السعوديين متوسطي الدخل، وتنظم الموارد المحدودة على مستوى الأسرة لتستطيع الإيفاء بالتزامات المواسم الأكثر إنفاقا اقتصاديا، مثل موسم رمضان، والإجازات الصيفية، واللذين يتصادف تعاقبهما هذا العام، إضافة إلى موسم بداية المدارس مع مطلع شوال المقبل، ما قد يوجد تحديات اقتصادية كبيرة على الأسر الفقيرة ومتوسطة الحال.
bhkhalaf غير متواجد حالياً