بموضوعية
الهيئة تعقد الأمور؟
راشد محمد الفوزان
عبارة تردد دائما، ولا أفهم لها مسوغاً لا عملياً ولا قانونياً، فحين يهبط السوق يقال الهيئة، وحين يرتفع يكون بقوة السوق والمستثمرين كما سبق وذكرت مرات ومرات، الآن أستغرب تصريحات تردد عن أن الهيئة شكلت عقبة للشركات؟ عقبة للسوق؟ عقبة للمضاربين؟ عقبة لأرباح المتداولين؟ عقبة استقرار السوق؟ عقبة عقبة؟ من يردد هذه العبارات وهذه الأقاويل إلا من يريد سوقاً على مقاسه وتفصيله، يريدون أيام المكررات ألفين وثلاثة آلاف مكررات ربحية، يريدون أيام الشركات تعلن خسارة ويغلق بأحر اليوم بالنسب العليا، يريدون سوقا عبثيا ومضاربات لا تفيد إلا محافظهم، يفضلون الثراء على أموال المقترضين والبسطاء ويعتبرونها شطارة ومهارة، أي سوق يريدون عبثياً لكي يسيطرون عليه كما حدث بالماضي، يريدون سوق العشوائية، والإشاعات والقروبات وتسريب المعلومات وحصر السوق بنطاق ضيق، ثم يرددون الهيئة ( تعقد السوق وتقف عثرة ). حديث غير صحيح وترديده مسيء جدا لجهود هيئة السوق، لست منتسبا للسوق ولا محاميا عنها، مجرد أملك هذا القلم وأنني ان شاء الله أصدق بما اكتب مؤمن به، مستعد لنقاش أي كائن بهذه الرؤية وهي أن الهيئة أنجزت عملا مؤسسيا مهما بالسوق، بنت قواعد أساسية، بدأنا نجد سوقا أكثر انضباطاً وأكثر هيكلة، سوق تحت مظلة قانونية ومؤسسات، سوق يطور يوما بعد يوم ويعمل من أجله، معالي الدكتور عبدالرحمن التويجري لا ينتظر أن أكتب عنه حرفا ولا سطرا، ولكن أقف له احتراما وتقديرا وكل أعضاء الهيئة الحاليين، الذين يؤسسون سوقا للوطن أكثر عمقا وكفاءة ونضجا وهم بالبداية، رغم كل الحرب على عملهم والإحباطات وإبراز سلبياتهم في نظرهم سلبيات والترويج السيئ لعملهم، أتابع السوق منذ خمس عشرة سنة، ومن يقارب ما قبل عام واحد فقط ولا أقول قبل عشر وخمس عشرة سنة، سيجد أي عمل أنجزت الهيئة وأسست، لن استعرضها فليس هنا مكانها.
يجب أن نتعلم الإشادة بالجهود والعمل والإيجابية في حياتنا، لماذا نحرص ونسابق الزمن والوقت لنظهر هذا أخطاء وهذا سلبي وهذا غير جيد، فهل يوجد عمل بلا سلبيات؟ لماذا نحرص على الانتقاص بجهد منقطع النظير، نحرص على فشل الآخر وأنه سيكون نجاحا للمنتقص. أعتقد أن عمل الهيئة للمنصفين ومن هم يدركون أسواق المال كيف تعمل وتدار هو مؤسسي ومنطقي وعملي. لن يجدي النقر على الجبال الشامخة، والشركات الكبرى الناجحة والمستثمرون نجدهم هم الأحرص على وجود سوق استثمارية مستقرة، لا سوق مضاربة وإشاعات وتسوق الهواء وبيعه.
|