عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2008, 06:09 AM   #43
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

سوق الاتصالات أصبحت مشبعة لدرجة أنها لم تعد تشكّل مصدراً للنمو
تقرير : ضغوط المنافسة تزداد على قطاع الاتصالات الخليجي

- عماد دياب العلي من أبو ظبي - 14/05/1429هـ

خلص تقرير حديث إلى أن ضغوط المنافسة التي يواجهها مشغلو قطاع الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي تزداد على نحو مضطرد، عقب التحرّر الذي شهده هذا المجال. كما أشار التقرير إلى أن المحتوى سيؤدّي دوراً محورياً في استراتيجية التميز التي سيعتمدها هؤلاء المشغلون في المستقبل.

وأوضح التقرير الذي أصدرته شركة بوز ألن هاملتون أن سوق الاتصالات، الثابتة أو الجوّالة على حد سواء أصبحت مشبعة لدرجة لم تعد تشكّل مصدراً للنمو استثنائياً وقابلاً للاستمرار، وفتح تلاقي قطاع الاتصالات بالقطاعات التقليدية الأخرى فرصاً ومخاطر متعدّدة لأنه ينبغي على مشغلي الاتصالات مواجهة عدد من المنافسين الجدد، من شركات الإعلام التقليدية واللاعبين الأساسيين في تقنية المعلومات، إلى المجالات التي تقدّم خدمات مالية.

ويؤكد التقرير أن التميز يطرح تحديات متزايدة بعد تعميم الوسائل التقنية وتوفيرها لجميع اللاعبين في السوق, بغية مواجهة هذا التحدي، سينتهز العديد من المشغلين من فرصة تلاقي قطاع الاتصالات والإعلام، لخلق ميزة تنافسية، فريدة ومستدامة في أسواقهم.

وأكد التقرير على وجه الخصوص، إمكانية استفادة المشغّلين من عدد من الفرص لاستخدام قدرات تلاقي قطاع الاتصالات والإعلام، ونعرض أدناه ملخّصاً عنها.

تلاقي الاتصال والإعلام

ويشير التقرير إلى أن قطاع الاتصالات بات يلتقي والإعلام بفضل انتشار تقنية شبكة النطاق العريض الثابتة والجوّالة، ويقدم المشغّلون خدمات البثّ لمروحة واسعة من المحتوى للمشتركين- على غرار الألعاب والأخبار والرياضة والطقس والموسيقى.

وفي حين لم تتبلور حتى اليوم ملامح التلاقي هذا في دول مجلس التعاون الخليجي حتى الآن، غير أن الأمر متوقّع، بما أنه يشهد انتشاراً واسعاً في أوروبا, ومن شأن عوامل رئيسية خاصة بالتقنية والسوق أن تسرّع عجلة انتشاره ومن تلك العوامل تشبّع سوق الاتصالات, حيث باتت سوق الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي شبه مشبعة، ما يدفع المشغّلين الأساسيين إلى التركيز على المحافظة على العملاء عوضاً عن جذب عملاء جدد، ويعاني المشغّلون استمرار تراجع معدل العائدات للمستخدم الواحد، وبخاصة في الخدمات الصوتية.

ويتعلق العامل الآخر بتحرير سوق الاتصالات, فبعد تحرير جميع أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، فرض ارتفاع حدّة المنافسة على المشغّلين تقديم خدمات متميزة لضمان تحقيق ميزة تنافسية, و تشكّل خدمات المحتوى الأساس الصلب الذي تقوم عليه هذه الخدمات التي يقدّمها المشغّلون، خاصة نظراً لتشابه خدمات الاتصالات الأساسية المقدّمة.

تطور متطلبات المستخدم

يضاف إلى ذلك تطور متطلبات المستخدم النهائي للاتصالات, حيث يتمتع المستخدمون في دول مجلس التعاون الخليجي بقدرة شرائية كبيرة، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد 18 ألف دولار, وسهّلت هذه الوفرة النسبية اعتماد وسائل التقنية الحديثة وأوجدت قسماً كبيراً من المستخدمين.

إضافة إلى ذلك، لا يتجاوز 33 في المائة من سكّان دول مجلس التعاون الخليجي عمر 18 سنة، ما يسمح بملائمة خدمات المحتوى مع متطلّبات الشباب الخبير في التقنية، الذي يشكّل غالبية المستخدمين على المديين المتوسط والطويل.

ويوضح التقرير أن التقنيات التكنولوجية الهدّامة مثل بروتوكولات الإنترنت باتت ضغوطاً متزايدة على المشغّلين، وتجبرهم على زيادة تنوّع الخدمات التي يقدّمونها وخفض الأسعار في الوقت عينه، وعليه تشكّل تقنيات نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت خطراً كبيراً على الخدمات الصوتية التقليدية التي يقدّمها المشغّلون.

ويضيف التقرير أنه لطالما شكّلت محدودية شبكة النطاق العريض عائقاً أمام الاستخدام الكثيف لخدمات المحتوى، غير أن هذه الوسائل التكنولوجية شهدت انتشاراً واسعاً بفضل اعتماد خدمات الجيل الثالث (3G ) والإنترنت السريع DSL في المنطقة.

وباتت الهواتف النقّالة وأجهزة الكاميرا الرقمية ومشغّلي الموسيقى والفيديو والمساعد الرقمي الشخصي تجتمع في آلة واحدة. كذلك فإن أجهزة الخطوط الثابتة المركبة في موقع المستخدم تلتقي بأجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة التحكّم التفاعلي set-top box، وتتمتع بخصائص تشمل قدرة تخزين عالية وقدرات الفيديو عند الطلب وأجهزة دعم تسجيل الفيديو الرقمية وجهاز فكّ الرموز المتعدد الأشكال والدعم الأمني وإدارة حقوق الملكية الرقمية، وعليه يسهل تلاقي قطاع الاتصالات والإعلام، بشكل يخوّل المستخدم التصرّف بالمحتوى من دون اللجوء إلى الآلات التقليدية.

ويؤكد التقرير أن قطاع الإعلام التلفزيوني في العالم العربي مجزأ للغاية، حيث تشهد العديد من القنوات التلفزيونية المجانية نمواً متسارعاً, وبلغ عدد القنوات أكثر من 500 قناة في نهاية عام 2006- معظمها محددة المحتوى. وتزداد شعبية القنوات ذات المحتوى المحدد وحصتها في السوق، في الوقت الذي شهد إنتاج المحتوى أيضاً ارتفاعاً ليلبّي عدد القنوات الكبير، حيث يعد قطاع إنتاج المحتوى الموسيقي القطاع الذي يشهد النمو الأسرع في المحتوى السمعي البصري.

ويلفت التقرير إلى أنه لا ينبغي على مشّغلي الاتصالات الاكتفاء بتحديد محتوى الخدمات المناسب، بل رسم النموذج وقاعدة التقنية الأفضل، إضافة إلى أجهزة المستخدم النهائي واللغة المناسبة لكل محتوى"، كما يتوجب على المشغّلين فهم سلسلة القيمة لتقديم المحتوى واختيار الدور الذي سيؤدّونه للبقاء في المنافسة.

اقتصاديات المحتوى

وقدرت الدراسة أن يبلغ حجم سوق المحتوى المقدّم من خلال قنوات الاتصال في المنطقة نحو 750 مليون دولار بحلول عام 2010، محققاً ارتفاعاً من المعدلات الحالية البالغة أقلّ من 400 مليون دولار. وفي حين يدرّ الهاتف الخلوي أكثر من 99 في المائة من هذه الإيرادات، ويتوقّع أن تحقق خدمات التشغيل الثلاثي triple play services ارتفاعاً بنسبة نحو 6 في المائة من إجمالي السوق بحلول عام 2010.

وبشكل عام، من المحتمل ألاّ تتخطّى سوق المحتوى 3 في المائة من الإيرادات الإجمالية التي يحققها مشغّلو قطاع الاتصالات، ويجب اعتبار دور خدمات المحتوى وسيلة لخلق ميزة تنافسية تفاضلية، تهدف إلى المحافظة على العائدات والأرباح الرئيسية، في حين من المستبعد أن يصبح المحتوى بحد ذاته مصدراً أساسياً لنمو العائدات لمشغّلي قطاع الاتصالات.
bhkhalaf غير متواجد حالياً