عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2009, 04:11 PM   #15
زيــنــه
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 5,130

 
افتراضي

تراجع مستوى بيع المنازل ولوحات التأجير تستعيد مكانها أمام أبواب الأمريكيين
اختفاء ثقافة الشراء بالجملة بين الأمريكيين..والأسواق تكافح بالعروض


محمد البيشي من نيويورك
فعلت الأزمة المالية العالمية فعلتها بسكان مدينة نيويورك المعروف عن أغلبيتهم مستوى معيشة مرتفع، بعد أن اختفت من بينهم ثقافة الشراء بالجملة أغلبيته التي كانت من أبجديات الأمريكيين قبل الأزمة، وبات الشراء بالقطعة بل وبالحبة سمة جديدة في الأسواق الأمريكية.

حبة ''ليمونة'' نظيفة..وثلاث إلى أربع برتقالات كافية لعائلة أمريكية مكونة من ثلاثة أشخاص .. بعد أن كان معظمهم وفق متسوقين تحدثوا لـ''الاقتصادية'' لا يتعاملون إلا بالجملة والكيلو ومفهوم الكرتون الكامل، ولكن الزمن تغير وعليهم التعامل معه وفق ذلك، بمعنى أن الأزمة نجحت فيما فشلت فيه كل برامج الترشيد، التي كانت تطلقها القنوات التلفزيونية الأمريكية قبل الازمة.

لاحظت ''الاقتصادية'' بعد جولة في ثلاث مدن أمريكية ( بيتسبيرج، واشنطن ونيويورك) أن سكان نيويورك وهم القربيون من مركز ''الإعصار'' وول ستريت الشرارة الأولى للأزمة المالية العالمية، أكثر السكان تأثرا بالأزمة .. بل وأكثرهم اطلاعا على تفاصيها ومسيرة علاجها.

ولعل ضعف عدد المتسوقين في المراكز التجارية وانتشار مظاهر الأكل الجماعي، والمتسولين في المدينة خير دليل على أن نيويورك تلقت الضربة الأقوى داخل الولايات المتحدة. المراكز التجارية تكافح هذا الترشيد الشديد من قبل المتسوقين بالعروض المغرية فعند شرائك قنينة مياه واحدة لن يقل ثمنها عن 1.20 دولار فيما شراء ـصندوق يحوي 12 قنينة لا يكلف أكثر من خمسة دولارات وبمثل هذه الطريقة تسوق البضائع الأخرى.

وهنا تظهر البيانات الحكومية أن أسعار المستهلك في أمريكا ارتفعت بأسرع من المتوقع في آب (أغسطس) مقارنة بتموز (يوليو) بدعم من ارتفاع أسعار البنزين غير أن الاتجاه الأساسي يشير إلى ضغوط تضخمية محدودة. وقالت وزارة العمل إن مؤشرها لأسعار المستهلكين ارتفع 0.4 في المائة في الشهر الماضي بعد استقراره في تموز (يوليو) وهو أعلى بقليل من توقعات السوق بارتفاع بنسبة 0.3 في المائة.

وقفزت أسعار البنزين 9.1 في المائة بعد انخفاضها 0.8 في المائة في تموز (يوليو). ومقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي انخفضت أسعار المستهلك 1.5 في المائة. وتتراجع الأسعار على أساس سنوي منذ آذار (مارس) 2009.

باستثناء أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة يكون المؤشر الأساسي لتضخم اسعار المستهلكين، الذي يراقب من كثب قد ارتفع 0.1 في المائة في آب (أغسطس) بعد زيادة بنسبة 0.1 في المائة في تموز (يوليو).

وتراجعت أسعار السيارات الجديدة 1.3 في المائة مسجلة أكبر انخفاض منذ تشرين الأول (أكتوبر) 1972 فيما يعكس الحوافز التي ترعاها الحكومة والتي تمنح خصومات للمستهلكين لتشجيعهم على مبادلة سياراتهم القديمة بسيارات جديدة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود. وكانت التوقعات تشير إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي 0.1 في المائة في آب (أغسطس). ومقارنة بآب (أغسطس) 2008 ارتفع معدل التضخم الأساسي 1.4 في المائة مسجلا أقل زيادة منذ شباط (فبراير)2004 بعد ارتفاعه 1.5 في المئة في يوليو. وفي ملاحظة أخرى تحولت إعلانات بيع المنازل، التي انتشرت قد عقب الأزمة العالمية في معظم الولايات الأمريكية نتيجة للرهون العقارية العالية التي عجز أصحابها عن تسجيلها، إلى تأجير ..رغم استمرار بعضهم في خسارة منازلهم. تأتي تلك الملاحظات متفقة مع التقارير التي أكدت أن أعداد المنازل المبيعة في الولايات المتحدة سجلت ارتفاعا للشهر الرابع على التوالي في تموز (يوليو) الماضي، بصورة تؤكد التوقعات باقتراب تعافي الاقتصاد الأمريكي.

وأوضح تقرير أصدرته ''الرابطة الوطنية لوسطاء العقار'' وورد في وكالة الأنباء الكويتية ''كونا''أمس الأول، أن معدل بيع المنازل التي كانت تملكها أسر منفردة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 7.2 في المائة في تموز (يوليو) من العام الحالي مقارنة حزيران (يونيو) السابق له وبنسبة 5 في المائة مقارنة بتموز (يوليو) 2008.

ويعد ارتفاع مبيعات المنازل المسجل في تموز (يوليو) من العام الحالي الأكبر منذ بدء إجراء إحصاءات في هذا الشأن قبل عشر سنوات إضافة إلى أنه فاق جميع التوقعات.

في المقابل فقدت أسعار المنازل نسبة تفوق 32 في المائة مما كانت عليه في صيف 2006 فيما بلغ معدل الرهون العقارية أدنى مستوى له ليؤدي إلى خفض أسعار المنازل إلى أدنى مستوى لها منذ 20 عاما.
زيــنــه غير متواجد حالياً