حسين الشريف
حلبة للمصارعة في «الخبر»
حسين الشريف
تابعنا جميعاً بكل أسف ما حدث في كورنيش مدينة الخبر من تدمير متعمد لمنشآت عامة وخاصة كثيرة, والسبب في هذا كله هو وجود مجموعات من الشباب، الذين تاهوا كثيراً وهم يبحثون عن مكان أو تجمع أو نشاط أو فعالية تجمعهم وتقتل وقتهم الذي بذلوه في الدوران حول أنفسهم في ذات الطريق لعدد هائل من المرات طوال اليوم، وبدون توقف، على أمل أن يجدوا ما يلفت انتباههم, المهم قتل الوقت!
المنطقة الشرقية خصوصاً مدينة الخبر تعتبر مقصداً لكل من يزور الشرقية ودون استثناء, الجميع يزور كورنيش الخبر وكل الزائرين لا يجدون سوى المجمعات التجارية أو المطاعم وأخيراً الكورنيش. ثلاثة مواقع فقط يمكن أن تجمع أكبر عدد من الزائرين، ولا نجد في هذه الأماكن علامة أو دلالة أو حتى قرينة على وجود مهرجان لصيف الشرقية, سمعت عن إنطلاقة وعن انغلاقة فقط!
لا يتسنى لي رؤية أي إعلان في أي شارع عن فعالية سوى سايتك ومهرجان بريدة وتفطير الصائمين عند التقاطعات الرئيسة.
لو تخيلنا ـ في الخيال فقط ـ وجود فعاليات متفرقة في كورنيش الخبر والدمام، قادرة على جمع الزوار بأعداد كبيرة أثناء الصيف ـ وهذا ما يسمونه مهرجانا في الصيف ـ من خلال نشاطات جاذبة، تشعر الجميع بأن هناك ما يستحق المشاهدة أو الاستماع له, لكان الأمر مختلفاً. أتوقع أن معظم المخربين الذين شاركوا في تدمير الكورنيش، سواء من شباب المنطقة أو من خارجها في ذلك اليوم تحديداً, سيتفرقون في هذه الفعاليات، لتعزيز فرص ما قد يشاهدونه لقتل وقت فراغهم، وجعل زيارتهم للشرقية تجربة ناجحة، وإن كنا نتخيل فلا مانع أن نبحر في خيالنا، ونرى أنشطة تكون سببا في توفير وظائف صيفية تدر دخلا إضافيا، ويتعلم أيضاً شباب الشرقية من خلال هذه الأنشطة مهارات تنفعهم في سوق العمل مستقبلاً.
أعتقد لو أقيم في ذلك اليوم أي فعالية, حتى لو كانت خيمة كبيرة وحلبة للمصارعة الحرة بداخلها, لما حدث التدمير!
وقانا الله وإياكم شر الخيال.
|