عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2009, 06:29 AM   #42
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

خير «أفريقيا».. قد يستعصي على الغرب بأمر «المناخ»

اليوم - الدمام


المناخ يهدد الأراضي الإفريقية الخصبة

لم يحد الفقر بالقارة السمراء، من طموح الدول الغنية، في استثمار أموال لها، في القطاع الزراعي فيها، مستغلين خصوبة الأراضي الزراعية من جانب، ووفرة الأيدي العاملة الرخيصة والمناخ الملائم، بيد أن دراسة من دورية بيئية أظهرت ان التغير المناخي ربما يكلف القارة الافريقية أراضي زراعية أكثر مما تستخدمه الولايات المتحدة في زراعة كل محاصيلها الثمانية الرئيسية مجتمعة.
وقالت الدراسة التي نشرتها دورية العلوم والسياسة البيئية إن زراعة ما يصل الى مليون كيلو متر مربع (أو نحو 247 مليون فدان) من الارض في افريقيا ربما يتراجع بحلول عام 2050 حيث يتسبب التغير المناخي في جعل المناطق شديدة الحرارة والجفاف لدرجة لا تصلح لزراعة المحاصيل.
وقرر قادة مجموعة الدول الثماني الكبرى خلال قمتهم التي اختتمت أعمالها أخيرا في مدينة لاكويلا الإيطالية زيادة المبلغ الذي تعهدت به بلادهم لتعزيز القطاع الزراعي في الدول الفقيرة إلى 20 مليار دولار.
وقال بيان صادر عن مجموعة الثماني: «نحن نرحب بالتعهدات التي قدمتها الدول المشاركة في لاكويلا تجاه رصد 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة عبر استراتيجية شاملة ومنسقة تركز على التنمية الزراعية المستدامة في الوقت الذي تلتزم فيه بقوة بضمان تقديم المساعدات الغذائية العاجلة المناسبة» للدول المحتاجة.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد طرح في البداية مبادرة تهدف إلى رصد 15 مليار دولار لتنمية القطاع الزراعي في الدول الأشد فقرا، وفي الوقت ذاته أوضح الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام المؤتمر أن قادة مجموعة الثماني أجمعوا على أن الانتعاش الاقتصادي الكامل لا يزال بعيدا وأنه من المبكر جدا البدء في تقليص إجراءات التحفيز.
وأظهر باحثون في المعهد الدولي لابحاث الماشية ومقره نيروبي ومؤسسة وين اسوسييتس في المملكة المتحدة أنه على الرغم من أن الاراضي ربما لا تكون صالحة للزراعة فقد تظل قابلة لتربية الماشية فيها اذ انها أكثر قدرة على تحمل الحرارة والجفاف.
وقال الباحثون ان زيادة انتاج الماشية ربما تساعد على توفير وسيلة تتيح لما بين 20 الى 35 مليون شخص يعيشون في تلك المناطق البقاء على أراضيهم وتحقيق دخل.
وقال فيليب ثورنتون العالم في المعهد والذي شارك في كتابة الدراسة «يمكن للماشية أن توفر الحماية للاسر الفقيرة من مخاطر التغير المناخي وتتيح لها الاستفادة من الطلب المتزايد على الانتاج الحيواني في افريقيا».
وأشار كارلوس سيري المدير العام للمعهد الى أن اضافة الماشية تتم بشكل متواصل. ولكنه قال ان تغير الظروف المناخية وزيادة الطلب على اللحوم سيجعل الاضافة حتمية.
وباستخدام النماذج المناخية قال الباحثون انه اذا ظلت مستويات انبعاثات الكربون مرتفعة حتى 2050 فان عدد أيام نمو المحاصيل التي يمكن الاعتماد عليها ستقل عن 90 يوما في نحو مليون كيلومتر مربع من الارض القاحلة وشبه القاحلة في افريقيا. وجاء في الدراسة أن الذرة، وهي المحصول الرئيسي الذي يزرع على نطاق واسع في افريقيا لن يكون من الممكن زراعته «بشكل أساسي» في أقل من 90 يوما.
وحتى الدخن وهو محصول أساسي في افريقيا ويعتبر مقاوما للجفاف سيكون عرضة للخطر في المناطق غير القادرة على توفير التسعين يوما.
وحددت الدراسة مناطق في افريقيا حيث يمكن لصغار المزارعين تحسين أحوالهم من خلال التحول بدرجة أكبر تجاه تربية الماشية. ولكن الباحثين قالوا انه ما زال الكثير من المعلومات غير معروف بشأن الاثر المحلي للتغير المناخي نظرا لان علم المناخ الحالي يتناسب أكثر مع الدراسات الاقليمية.
وأضاف الباحثون ان الاستثمار في تحسين مدى دقة علوم المناخ ربما يساعد الجماعات في تحديد أي المجتمعات الاكثر عرضة للخطر من ارتفاع حرارة الارض.
ومن الممكن أن يساعد تحديد المناطق المعرضة للخطر الحكومات وجماعات الاغاثة في الحد من احتياج المزارعين الفقراء للتخلي عن الزراعة من خلال وضع سياسات وجداول عمل تساعد على التخفيف من أثر التغير المناخي.
وتجرى حاليا محادثات عن التغير المناخي في بون بألمانيا بمشاركة مندوبين من 182 دولة. وربما تضع تلك الاجتماعات الاطار اللازم للتوصل الى اتفاق دولي للتغير المناخي يجري بحثه في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول.
يد النجر غير متواجد حالياً