عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2016, 10:20 AM   #12
الفنادق
متداول فعّال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 102

 
افتراضي

قبل عقد من الزمن كانت الكارثة فخذ العبرة

قد يتصور البعض ان ما سبق ذكره من الاضرار قد لا ينطبق عليه او ان الا ينجر اليه ثقة بنفسه او مغرر به ، ولكن ما حدث داخل سوق الاسهم اثناء طفرتها العظمى (عام 2004 حتى 2006 ) لم تستثني العجائز الرُمّل .
اعلم ان ما حدث لم يكن مصادفة بل ان جزء كبير منه مخطط من قبل امبراطوريات ومافيات مالية ، تطلع على كل امورك المالية وان بامكانها سن القونين و القرارات التجارية لتوجه الاموال اليها ، وتستخدم اشخاص و قنوات وبرامج اعلامية مختلفة لإبهارك ( وان من البيان لسحر ) ، حتى التحكم في اوامر البيع والشراء كما حدث ايام الانهيار حين سيطروا على نظام التداول فيسمح للعميل بتنفيذ اوامر الشراء اما البيع فلا يتم قبول طلبه لان قناة البيع مفتوحة لمحافظ هؤلاء المجرمين . ولا تزال هذه المافيات موجودة ومتغلغلة داخل النظام الاقتصادي لكنهم لا يستطيعون ان يصيبوك الا من خطيئتك فقد جعل الله لكل شيء سبب .
خطبة الشيخ صالح الفوزان :
لقد جاءت طفرة في عالم الأسهم هبت رياحها على البلاد ، وتوج العام الذهبي قبل المنصرم بارتفاع لم يسبق له مثيل، وبلغت القيمة السوقية بخانة الترليون بعدما تجاوزت المليارات ، ودخل في هذا السوق من الناس الكثرة الكاثرة ، وعندما تقوم الاكتتابات يزدحمون بتدافع، وفوضى، وتنشب المعارك في خطوط الانتظار ، وبين الموظفين والمراجعين ، وبين المراجعين أنفسهم، حتى وصلت القضية إلى حد كسر زجاج، أو اقتلاع باب ، وبيع ورقة الاكتتاب ، وبيع بطاقات العائلة ، حتى ان أحد الناس يسقط مغمى عليه فلا يتقدم شخص لإنقاذه؛ لأن الجميع يخشى على دوره في هذا الصف الطويل . وباع أناس مصالح معيشتهم وأغلقوا أبواب أرزاق عدد من العاملين فيها من هذه الجهة، والله يزرق من يشاء، حتى رعاة الماشية باع بعضهم قطعانهم .
ملايين دخلوا سوق الأسهم، ولكن هذا السوق فيه تلوث كبير، وغش، وتدليس، وخداع، وإشاعات، وأكاذيب، وخيانة للأمانات، وكشف للأسرار، وتسريب للمعلومات مقابل أموال، واحتكار أشياء لا يجوز احتكارها، وفيه أيضاً حركات غير محسوبة، طفرات عجيبة أصيبت بها الأسواق، وصارت مكررات الأرباح إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، فتأمل في الوضع غير الطبيعي على الإطلاق الذي يصل فيه سعر شركة من الشركات شبه المغلقة إلى تسعة آلاف، وهذا شيء لم يحدث في البورصات اليابانية والأمريكية والعالمية على الإطلاق ، دخلت حمى المضاربة فاجتاحت المجتمع حتى صارت حديث البيوت، والرجال، والنساء، وطبقات المجتمع، والأغنياء، ومتوسطي الدخل، بل وحتى الفقراء، صارت الشاشات فتنة للناس، اللون الأحمر والأخضر، وبناء على هذا تكون مستوى العلاقات، يشهد المجتمع ظاهرة التعلق الحميمي بالأسهم والاهتمام الشديد بها، حتى طغت على أداء الحقوق، وأشغلت الناس عن متابعة أحوال إخوانهم المسلمين ، والموظف أصبح لا يؤدي الوظيفة على الوجه المطلوب وإنما ينشغل مع الشاشة ومع الأسهم ولا يؤدي عمله فإنما يحضر بصورته وأما قلبه فهو مع الشاشة مربوطاً فيها, حتى في الصلاة كثير منهم لا يعقل صلاته يحضر جسمه وقلبه مع الشاشات ومع الأسهم يفكر فيها, فأنصرف الناس عما ينفعهم في دينهم ودنياهم إلى مجهول العاقبة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أنكم في هذه الأيام تسمعون أو ربما أن بعضكم وقع فيما حصل من قضية الأسهم التعامل بالأسهم, وكم حذر أهل العلم وأهل البصيرة كم حذروا من عدم التسرع وكم حذروا من عدم المبالاة وكم نهوا عن ذلك و أمروا بالتأني والتثبت ولكن الأطماع أخذت كثيراً من الناس فا وقعوا فيما وقعوا مما لا يحسدون عليه الآن, منهم من مات قهراً ومنهم من خُبل عقله ومنهم من وقع مريضاً ومنهم من أُثقل بالديون نتيجة أنهم باعوا أملاكهم واستدانوا وجمعوا ما لديهم وقدموه في هذه المخاطرات فا آل بهم الأمر إلى مالا يخفاكم.

كل هذا نتيجة التسرع وعدم المبالاة وعدم الأخذ بمشورة الناصحين, ولا ندري بما ينتهي الأمر عليه ولكن نقول اللهم سلم سلم .
ولعل فيما وقع موعظة لمن بقي في قلبه عقل أو تفكير أن يرجع إلى الصواب وأن يقنع بما أحل الله له وأن لا يغامر في هذه المعاملات المجهولة .
الفنادق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس