عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2009, 05:36 AM   #6
يد النجر
فريق المتابعة اليومية - عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 15,043

 
افتراضي

عبد العزيز الموسى

ملتقى شباب الشرقية : أمل مشرق

عبد العزيز الموسى



ينعقد ملتقى شباب الشرقية في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، ذلك الملتقى الذي يمثل لنا ولكثير من المهتمين بالشأن الاقتصادي والاستثماري حدثا كبيرا يحمل في طياته بوادر نهضة وجذور تنمية وآمال اجيال !
لم يفتأ الاقتصاديون وغيرهم من ذوي التخصصات والخبرات من تشجيع الشباب على سلك درب التجارة وقرع ابواب العمل الحر ،مدللين بندائهم تجارب الأوائل وشواهد التاريخ بل ونصوص الشرع وأحاديث السنة.
حتى يتحقق ما صبا إليه الأوائل من رواد التنمية بهذا البلد، ومن مؤسسي غرفة المنطقة الشرقية، من دفع عجلة التجارة المباركة ، ونشر تلك الثقافة بين الناس ، فإن المسؤولية هنا جماعية ولا يعفى منها بنظري مسؤول كبير، أو مواطن بسيط.
تبدأ ثقافة التجارة والعمل الحر من المنزل والأسرة ، فأي دعم مادي أو معنوي مبكر من الأسرة لأبنائها اليافعين قد يجنى ثمرته رزق مبارك وعمل مربح.كما أن للجامعات والمحاضن التعليمية دورا محوريا بذلك، ولو اكتفينا بوجود مراكز بالجامعات تبنى تلك الفكرة وتدعمها لكانت الفائدة بذلك كبيرة والمنفعة عظيمة.للبيئة أيضا تأثير كبير لكل من أراد العمل أو عزم البدء، فالصديق الحميم كما ايضا الجار المصاحب والقريب ،يشكلون في غالب الأحيان عقبة كؤود مثبطة امام كل ذي همة، ولو تبدل التثبيط إلى تشجيع ، ورافق ذلك دعم ومؤازرة ، لكان الناتج أفضل والواقع أجمل.
مما يزيد الموضوع تشجيعا ودفعا للأمام إنما هو واقع المملكة العربية السعودية ومتانة اقتصادها، إذ أن جل المؤشرات تبشر بمزيد من التنمية وإسراع للعجلة، ولعل آخر تلك المؤشرات تصريح وزير المالية الاخير باستعداد المملكة لإنفاق 400 مليار دولار لبرنامح الاستثمار في القطاعين الحكومي والنفطي خلال السنوات الخمس القادمة،إضافة إلى إقرار الميزانية السنوية للعام المقبل الرامية إلى الاستمرار والتوسع في الانفاق مقدرة المصروفات للعام المقبل بـ 475 مليار ريال ، و225 مليار ريال أخرى خصصت للاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتوسع في المشاريع القائمة.
تلك الأرقام السابقة تولد لاشك فرصا استثمارية عظيمة لمواطني ومقيمي ارض هذا البلد المعطاء، وأي إضافة في معدل الاستثمار الحكومي يشكل مباشرة زيادة في معدل الحراك التجاري وارتفاعا لمعدلات الفائدة وإسراعا في طريق النشاط الاقتصادي المثمر، الأمر الذي نأمل أن ينتهزه شباب هذا الوطن وابناؤه لتبقى بذلك أموال هذا البلد ضمن حدوده بعد أن غردت خارج السرب سنين مديدة من حوالات العمالة الوافدة التي بلغت 910 مليارات ريال في الفترة من 1975 إلى 2001م وبتقرير أخير بلغ متوسط التحويل الاجنبي 30 مليار ريال سنويا!.
لتكتمل الحلقة وتتحصل المنفعة، فإنه لابد من متابعة التشجيع بتثقيف وتوعية، ولعل ندائي هنا لكل من أراد البدء او عزم التخطيط ،أن يقدم الأناة على العجلة ، والدراسة على العفوية، وأن يحتسب الخسائر قبل الأرباح ، وان يضع المخاطر اولى اولياته وأهم اهتماماته،ولتكن البداية بمشروع يتقنه ويفهم خبايا عمله ولتُصرف الاذهان حاليا عن حلم التوسع وطموح الثروة، وليستبدل ذلك بجد واجتهاد وحرص وانضباط،
وأخيرا ليرجع بعد ذلك كله الحول والقوة لله وحده المتكفل بالرزق الموفق للعبد.
يد النجر غير متواجد حالياً