أبو رياش : نقص مساكن الحجاج وزيادة عدد السكان وراء ارتفاع الأسعار الهائلة
إغلاق عقارات العاصمة المقدسة حتى موسم الحج المقبل يهدد بأزمة سكنية في مكة المكرمة
يعاني سكان مكة من قلة المعروض للمساكن المعدة للتأجير بسبب توسعة المنطقة المركزية وتوجيه كثير من المساكن للحجاج
مكة المكرمة – جمعان الكناني:
يعاني مئات المواطنين بالعاصمة المقدسة من أزمة سكنية كبيرة، بعد أن أغلق جميع المستثمرين عمائرهم بهدف إيجارها في موسم الحج فقط بينما واصلت الارتفاعات الهائلة في أسعار الشقق السكن الدائم حيث وصل سعر الشقة ذات 5 غرف إلى أربعين ألف ريال، وعلى دفعة واحدة بينما كانت في العام الماضي لا تتجاوز 25 ألف ريال وعلى دفعات ويرجع ذلك السبب إلى السماح للمناطق البعيدة عن الحرم المكي الشريف باستخراج تصاريح حج وتأجيرها في الموسم فقط فيما قام العديد من مستثمري العمائر بإقفال عمائرهم وتأجيرها في موسم الحج فقط .
"الرياض" التقت بعدد من المواطنين من الذين تكبدوا عناء البحث عن شقق للسكن دائم لهم ولأسرهم، ويرى المواطن عبدالله الطويرقي من سكان مخطط الشوقية أن في أزمة السكن التي طال أثرها معظم سكان مكة المكرمة من ذوي الدخل المحدود ممن لا يملكون مساكن ملك خاص بهم بعد أن تكالبت عليهم أزمات الحياة الواحدة تلو الأخرى من ارتفاع قيمة المواد الغذائية، وعواصف سوق الأسهم التي بددت حلمهم بالحصول على أهم متطلبات حياتهم لتأتي أزمة السكن التي تفاقم أثرها بكافة أنحاء المملكة و تحديداً بمكة المكرمة نظراً لما تتمتع به هذه المدينة من أهمية دينية بموسمي العمرة والحج الذي يدر على سكانها أرباحاً اقتصادية جيدة. وامتدت مشكلة ارتفاع الأسعار إلى ملاك العقارات السكنية البعيدة عن مركزية مكة بالعديد من الأحياء "كالشوقية والسبهاني والفيحاء والنوارية والشرائع" وغيرها فمنهم من أغلق ***** عقاراته بالكامل استعداد لتأجيرها بالموسم القادم كما هو الحال بمخطط "الشوقية" والمخططات المجاورة له التي أصفدت ***** جزء كبير من عقاراته بوجه المواطنين ومنهم من اخرج المستأجرين من شققهم ليحل محلهم الحجاج وهناك من رفع قيمة الإيجار إلى ثلاث و أربع أضعاف المبلغ المتفق عليه أو إخلاء السكن علماً بان بعض العقارات لا تستحق كل تلك المبالغة بقيمتها فقد وصلت قيمة الإيجار في مكة بين 28 -40 ألف ريال للشقة الواحدة المكونة من 3إلى 5 حجر بدون أي خدمات "كالماء – المجاري" بالأحياء البعيدة عن المركزية والتي بها نقص في الخدمات, وأما الشقق التي قيمتها من 20إلى 25 ألف ريال يكون على المستأجر إخلائها بموسم الحج .
ومن المواطنين من تكبد عناء البحث عن سكن يسترهم وعوائلهم اقل بكثير من مواصفات السكن التي اعتادت عليها العوائل بالسعودية من حيث الخصوصية والحقوق منذ ثلاث وأربعة أشهر ولم يعثروا على أي شيء.
واستطرد الطويرقي حديثة قائلاً: إن بيت الله الحرام هو ملجأهم الأخير لاحتواهم وأسرهم للإقامة به بدل نصب المخيمات على قارعة الطريق للسكن بها والجلوس على الأرصفة.
ويقول المواطن جمعان الزهراني أعايش المأساة منذ سماح لجنة تصاريح الحج باستخراج التصاريح في جميع أنحاء مكة المكرمة فما زلت أبحث عن شقة للإيجار ولم أجد في معظم أحياء ومخططات مكة المكرمة وبسؤالي لمكاتب العقار، قالوا الأفضل أن لا تبحث وتتعب حالك فجميع أصحاب العمائر في هذه المنطقة طالبوا أصحاب الشقق بالإخلاء لإيجارها لموسم الحج والبعض الآخر من أصحاب العمائر استغل هذا الوضع وقام برفع الإيجار أضعافاً مضاعفة، وطالب الزهراني المسئولين بإيجاد لهم حل لهذه الكارثة السكنية أو التوجه إلى الحرم المكي الشريف للسكن بدلاً من التشرد.
كما تحدث المواطن احمد الحمود ويقول قام صاحب العمارة التي اسكن بها بإخراجي طالبني بالخروج من الشقة أو زيادة الإيجار 3 الآف ريال عن السعر السابق وبدون خدمات مما يعني أن يوصل إيجاري إلى أكثر من 30 ألف ريال.
وأوضح الشريف منصور بن صالح ابورياش رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ان هناك عدة أسباب لإغلاق وارتفاع السكن الدائم ومنها نقص في عدد مساكن الحجاج وارتفاع هجرة المواطنين إلى مكة المكرمة لغرض العمل والتجارة وعدم ضوابط تحمي المستثمر والمستأجر بالإضافة عدم السماح من قبل أمانة العاصمة في تعدد الأدوار في بعض أحياء العاصمة المقدسة وتسير على نظام معمول من قبل 12 سنة، وأضاف ابورياش بان هناك فجوة بين العرض والطلب فحيث إن الطلب يفوق المعروض بأضعاف مضاعفة فلا بد من وضع حلول وإنشاء مساكن دائمة تكون في متناول ذوي الدخل المحدود فاغلب الشباب رواتبهم لا تتجاوز 2500 ريال سعودي فكيف يقدر على استئجار شقة تصل إلى 40 ألف ريال غير الأكل والشرب والسيارة، وأكد مالك لأحد مكاتب العقار بحي الشوقية بأنه لا يوجد أي عروض من مستثمري العقارات بتأجير شققهم كسكن دائم وإنما يوجد عرض بخروج حج فقط وبأسعار تصل إلى 25 إلف ريال للشقة المكونة من 5 غرف مشيراً إلى انه هناك عروض ضيئلة جداً للسكن الدائم ولكن بسعر خيالي يوصل إلى 40 ألف ريال وعلى دفعة واحدة.