عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-2011, 04:13 PM   #79
inizi
مشرف المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 14,427

 
افتراضي

الخبراء يعجزون عن وضع الحلول في ظل سيطرة الأفرادأسهم في أسواق الإمارات يجري تداولها بأقل من سعر المكالمة الداخليةا
لأربعاء 28 ذو القعدة 1432هـ - 26 أكتوبر 2011م


دبي – رشيد بوزراعي
تخيم حالة من الذهول والدهشة على المستثمرين في أسواق الأسهم الإماراتية، وتبدو في أعينهم حسرة على زمن الربح السريع الذي ولى منذ 3 سنوات، بينما تملأ الأصفار الشاشة مؤشرة لأسعار دون الدرهم لأكثر من 35 سهما في السوقين، كان بعضها الى وقت قريب وقود المضاربات والكسب بالملايين في جلسة واحدة.

وتفيد بيانات التعاملات في الأسهم الإماراتية أن حوالي 35 سهما تكاد تفقد قيمتها بالكامل، حيث يجري تداول 20 سهما في سوق دبي المالي، و15 سهما في سوق أبوظبي بأقل من درهم واحد، وينزل بعضها تحت مستوى 50 فلسا أي مايعادل سعر مكالمة داخلية أو سيجارة واحدة في بقالات المناطق الصناعية التي تبيع السجائر بالوحدة.

ومنذ أن حطت الأزمة العالمية بثقلها في الإمارات في نهاية 2008 يكابد مئات المستثمرين الويل للتخلص من أسهم كانت قيمة بعضها مثل تبريد أكثر من درهمين وهي الآن دون مستوى 60 فلسا.

حرية السوق ويقول المحلل المالي والمصرفي المتخصص زياد الدباس لـ"العربية.نت" إن هذه الأسهم الرخيصة تضررت من قواعد حرية السوق التي لاتحمي المستثمرين حينما تنقلب المعطيات الى اتجاه الخسارة و"يتفاقم الشعور بالسلبية لدى المتداولين" لتتراكم كرة الثلج ويصبح بعدها تبخر قيمة الأسهم أمرا واقعا.

ويعزو زياد الدباس تآكل قيمة هذه الأسهم في السوق الى الأداء التشغيلي للكيانات التجارية المرتبطة بها قائلا: "هذه الشركات لاتربح وتوزع ارباحا على المساهمين
وهي منكشفة على الواقع الصعب بعدما تعرضت للأزمة المالية العالمية ،وتدهورت حالة القطاع العقاري في الامارات".

ويضيف الدباس"في هذا الوضع يبدو من الطبيعي ان يهجر المستثمرون هذه الاسهم " حتى لو كانت لشركات كبيرة.معتقدا ان قواعد السوق احدث فرزا في بورصة يسيطر عليه " الافراد وسلوكهم العاطفي " في اتخاذ القرار حتى بات سعر تلك الاسهم دون الاساسي.
ولايرى الدباس حلا يمكن أن ينعش أداء اسهم الشركات الضعيفة بينما ايرداتها التشغيلية تسجل خسائر،لكنه يعتقد ان تراجع أسعارها في السوق يشكل فرصة للشراء في حال كان المستثمر قادرا على الصبر لسنتين أو أكثر.

وبينما لايبدو اي افق امام المستثمرين يتوقع المحلل المالي وضاح الطه في تصريحات لـ" العربية.نت" ان يتزايد تفاقم الوضع النفسي المرتبط بالحساسية التي يبدين المتداولون ازاء تقلبات الأسواق العالمية، ويقول"ظاهرة هبوط أسعار الأسهم الى قيم متدنية هي نتجية لتفاقم الوضع النفسي...تقريبا السوق في اتجاه نزولي منذ 18 اسبوعا على التوالي".

ويضيف الطه متوقعا الأسوأ لسوق الاسهم الإماراتية" ليست هناك رغبة في التداول ، والخروج الكثيف للمستثمرين وإحجام المؤسسات عن الاستثمار يدل على ذلك..وهناك تجاهل لإيجابية مؤشرات الاقتصاد المحلي".

ويرى الطه ان الأسواق المحلية في الامارات صنعت ايامها الزاهية من السيولة الضخمة والمتسرعة للافراد، لكنها وقعت في النهاية ضحية سيطرة استثمار الأفراد وضعف دور الاستثمار المؤسسي بها.

ويهجر المستثمرون التداول على الكثير من الاسهم فيما لاتبدي الشركات المدرجة اي اهتمام بذلك ،ويفسروضاح الطه ذلك بغياب قواعد الشفافية في السوق وابتعاد الشركات عن "ثقافة الافصاح" التي تساعد في بناء قرارات الاستثمار .

ويشير الى أن الشركات المدرجة في اسواق الامارات لم تفصح غالبيتها عن نتائج الربع الثالث بعد انقضاء قرابة الشهر من نهاية الربع ، بينما انتهى معظم الشركات المدرجة في السوق السعودي من نشر النتائج الفصلية.

ولايعتقد وضاح الطه ان امام أسواق الامارات خيارات لتغيير واقع التداولات بها ،وحتى مقترح انشاء بورصة اخرى بمؤشرات مختلفة لن ينعش الاستثمار بالاسهم امام سيولة متوجسة وضعيفة.
inizi غير متواجد حالياً