عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2008, 03:20 AM   #3
bhkhalaf
الفريق الصحفي لتداول - عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 34,586

 
افتراضي

رحلة التعليم والمعرفة في أرامكو السعودية



الاثنين, 19 مايو 2008

حسن الصبحي

إلى حد كبير، لا يعد تاريخ أرامكو السعودية مجرد تاريخ للزيت، ولكنه أيضا تاريخ للمعرفة. فإلى جانب دوره في إحداث نقلة نوعية في القوى العاملة في الشركة، لعب التدريب أيضا دورا في تحول المملكة وشعبها، حيث كانت برامج التدريب في بداية الشركة بمثابة الحافز لانتشار المدارس في أنحاء المملكة. وبعد نحو 75 عاما لا يزال التزام الشركة بالتعليم والمعرفة يذهب بآثاره لأبعد من حدود الشركة.

لكم أن تتخيلوا حال المنطقة الشرقية اليوم دون هذه المدارس المائة وتسعة وثلاثين الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي بنتها ومولتها أرامكو السعودية لتعليم الأولاد والبنات في هذه المنطقة. كما يمكنكم تخيل العائد على الاستثمار من تمويل ما يزيد على 10 آلاف منحة دراسية للشباب والفتيات. ناهيكم عن أثر البرامج التدريبية التي مكنت السعوديين من تشغيل أكبر شركة لتصدير الزيت في العالم.

وكما أشار رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ عبد الله صالح جمعة في كثير من المناسبات، فإن الموارد البشرية في الشركة تعد على المدى البعيد أثمن من مواردها الطبيعية. وفي تعليقه على دور التدريب في الشركة يقول مدير عام التدريب وتطوير الكفاءات الوظيفية في الشركة، الأستاذ نبيل الجامع: 'إن دائرة التدريب وتطوير الكفاءات الوظيفية هي التي مكنت أرامكو السعودية من تطوير ثروتها البشرية والحفاظ على قدرتها التنافسية'.

بدايات التدريب

عندما وصل الجيولوجيون الأوائل للتنقيب عن الزيت في المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1933، كانت المنطقة خالية من أية صناعة أو مدارس أو طرق. وتطلب إنشاء صناعة الزيت في بلد لم يشهد صناعات من قبل استيراد، ليس فقط التكنولوجيا ولكن أيضا لغة هذه التكنولوجيا ممثلة في الإنكليزية، ومعرفة كيفية استخدام تلك التكنولوجيا. وقد تضمنت اتفاقية الامتياز التي تسمح لاستاندرد أويل أوف كاليفورنيا بالتنقيب عن الزيت مادة حول توظيف السعوديين للعمل في الشركة،

أول مدرسة تابعة للشركة

وفي 1941م افتتحت أول مدرسة تابعة للشركة في الظهران أبوابها لتعليم الإنكليزية، لغة صناعة الزيت، والحساب للموظفين السعوديين. وقد تم افتتاح مدرسة 'الجبل' في الظهران للسعوديين الواعدين دون سن 18 عاما في 1944م حيث تقاضى الموظفون لأول مرة مرتبا من أجل الذهاب إلى المدرسة. وقد شمل المنهج الموسع تدريس اللغتين العربية والإنكليزية والاختزال والطباعة والعلوم وسلامة مكان العمل.

ابتعاث السعوديين

وفي 1947م تم ابتعاث سبعة سعوديين إلى جامعات في الولايات المتحدة ضمن برنامج الابتعاث الذي تموله أرامكو، وهم طليعة الآلاف من السعوديين الذين حصلوا على درجات جامعية من الولايات المتحدة من خلال برنامج الابتعاث في الشركة. كما تم في نفس العام افتتاح أول مدرسة للتدريب على مهارات العمل، وهي مدرسة الحرف العربية، في رأس تنورة.

ساعة تدريب أثناء العمل

وقد صدرت التعليمات في 1949م لجميع دوائر الشركة بتخصيص ساعة واحدة من أصل 8 ساعات في يوم العمل لتدريب الموظفين السعوديين. وقد أسهم هذا البرنامج في رفع مستوى المهارات لنحو 12000 موظف سعودي على مدى السنوات الخمس التي أعقبت ذلك. كما تخرج في نفس السنة أول عشرة مشرفين سعوديين من برنامج التدريب على الوظائف الإشرافية للسعوديين. ويتذكر النائب التنفيذي الأسبق للرئيس، ناصر العجمي، بداياته مع الشركة في 1950م قائلا: 'أخذوني إلى ورشة إعادة بناء المحركات. وهناك رأيت قطعا من معدات قذرة بفعل الطين والزيت. وقالوا لي: هذا هو عملك، أمسك خرطوم البخار هذا وقم بتنظيف هذه المعدات، وتلك كانت البداية'.

وقد تولى لأول مرة في نفس هذه السنة أيضاً طاقم سعودي بالكامل تشغيل معمل فرز الغاز من الزيت رقم 3 قرب بقيق. وفي غضون عام واحد كانت الطواقم السعودية تقوم بتشغيل ثلاث معامل أخرى في منطقة بقيق. كما تمت ترقية ثلاثة سعوديين إلى وظائف عليا، مما أهلهم للسكن في مساكن الشركة في الظهران.

مراكز للتدريب الصناعي

وكان إنشاء مبنى جديد للورش في الظهران في 1956م، يضم 162 عاملا، يشكل السعوديون نسبة 70% منهم دلالة على نجاح برنامج التدريب. وبين 1955م و1957م تم إنشاء مراكز جديدة ومتسعة للتدريب الصناعي في الظهران ورأس تنورة وبقيق. وفي 1956 م تم إنشاء لجنة تطوير السعوديين لتحديد ووضع أهداف وظيفية للموظفين السعوديين الذين يظهرون إمكانية شغل المناصب التنفيذية في الشركة. وقد بدأت محطة تليفزيون أرامكو البث في سبتمبر 1957 مكرسة ثلث وقتها للمواضيع التعليمية التي يقدمها مدربون في أرامكو. وفي 1959م أكمل أكثر من 1000 سعودي أساسيات دورة دراسية إشرافية، كشرط أساسي للترقية إلى وظيفة مشرف.

جامعة عالمية على أرض أرامكو

وقد فتحت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أبوابها في 1963م، وكانت تسمى كلية البترول والمعادن، على أرض تبرعت بها أرامكو متاخمة لمقر الشركة في الظهران.

برامج تدريبية متنوعة

وتم في 1965م تركيب أول جهاز محاكاة للتدريب على أعمال التكرير في مصفاة رأس تنورة مزود بلوحة عرض عرضها ثمانية أقدام مع أضواء ملونة متعددة. وفي 1968م تم دمج أنشطة التدريب في الشركة في مكان واحد هو قسم التدريب الصناعي. وضم القسم حوالى 300 موظف وله صلاحية إجراء أنشطه التدريب في الظهران وبقيق ورأس تنورة. أما في 1970م فقد كان جميع الموظفين تقريبا في الوظائف الإدارية والإشرافية والمهنية، أي حوالى 1400 شخص، يحضرون برنامجا تدريبيا لمدة أسبوع، وهو التدريب الأكثر كثافة في تاريخ الشركة. ويهدف إلى تحسين علاقات العمل، وخاصة بين السعوديين والمغتربين. وما بين1970م و1980م مرت الشركة بمرحلة توسعة كبرى؛ ففي غضون 10 سنوات زاد عدد المسجلين في فصول التدريب من حوالى 1000 إلى ما يزيد عن 10 آلاف ولمواجهة النقص الحاد في الفصول الدراسية، اضطرت الإدارة إلى استئجار مرافق تدريب في أماكن بعيدة مثل مصر.

تدريب على رأس العمل

وقد تم في 1972م إنشاء شعبة جديدة للتدريب على رأس العمل لتدريب الحرفيين المهرة. وسرعان ما توسعت لتشمل تدريب واختبار السائقين، وبرنامج قصير الأجل لتدريب المقاولين. وفي 1973م تم إنشاء وحدة لوضع المناهج الدراسية والاختبارات لتوحيد اختبارات التدريب ونتائجها.

وقد حصلت الحكومة السعودية في 1974م على حصة قدرها 60% في أرامكو، مما أدى إلى زيادة سريعة في عدد السعوديين الذين يجري إعدادهم لتولي وظائف الإدارة. وفي غضون ثلاث سنوات ارتفع عدد السعوديين المبتعثين للدراسة الجامعية في الخارج من حوالى 30 إلى 500، مع تسجيل حوالى 600 موظف سعودي في مراكز جديدة للتدريب على الإدارة في الشركة.

تدريب النساء

وفي 1976م فتحت إدارة التدريب مركزاً للتدريب على الأعمال المكتبية الخاصة للنساء، وقد بدأ المركز بعشر متدربات وثلاث معلمات ومشرفة. وفي عام 1982م، انتقل المركز إلى مبنى جديد مكون من طابقين هو المبنى رقم 1450 الذي يضم 24 قاعة دراسية كبيرة يمكنها استيعاب نحو 500 طالبة. أما في 1980م فقد تم إنشاء برنامج تطوير اللغة الإنكليزية للمهنيين لتحسين المهارات اللغوية للخريجين السعوديين من الجامعات المحلية وغيرها من الكليات التي لا تدرس باللغة الإنكليزية. وقد تم إرسال 100 متدرب أو نحو ذلك إلى معاهد لغوية في الولايات المتحدة. ثم تحول إلى برنامج داخلي في السعودية في 1983م، وأعيدت تسميته ليصبح برنامج اللغة الإنكليزية للمهنيين.
bhkhalaf غير متواجد حالياً