[الفارس الخفي؟]

انخفاض إيجارات المعارض التجارية الجديدة 20% في المنطقة الشرقية
عقاريون: غياب التمويل وتخوف الشركات يدفعان الملاك للتخفيض

معارض تجارية بالشرقية
الدمام: سعد العريج



تراجعت إيجارات المعارض التجارية الجديدة في المنطقة الشرقية خلال الفترة الراهنة، بنسبة تصل إلى 20% لضعف مستويات الطلب مقارنة بالعام الماضي بسبب سياسة الشركات التحفظية للحد من توسعها بفتح فروع جديدة.
وتوقع عقاريون لـ "الوطن" أن يستمر تراجع إيجارات المعارض حتى منتصف العام المقبل مؤكدين بقاء إيجارات المساكن عند مستوياتها منذ عام 2008.
وقال المتخصص العقاري جمعان الفوزان أمس، إن انخفاض الإيجارات العقارية التجارية تجاوز 15% للمحلات الجديدة تسليم العام الحالي، بسبب مخاوف الشركات من التوسع لحين انجلاء آثار الأزمة المالية العالمية. وتوقع الفوزان أن يدفع ضعف الطلب على العقارات التجارية إلى مزيد من الضغوط على الملاك لإجراء تخفيضات مستقبلية لاستقطاب المستأجرين.
وأشار الفوزان إلى أن المعارض التجارية تسليم 2010 ستكون أقل كلفة من تسليم 2009 بنسبة تتراوح ما بين 35 إلى 40% بسبب انخفاض قيمة المواد الإنشائية وعلى رأسها الحديد والأسمنت مما يرفع من حد المنافسة خلال العام المقبل.
ولفت إلى أن إيجارات المساكن لن تتأثر بإيجارات المعارض لوجود ارتفاع في مستوى الطلب إلا أن الفوزان قال "ستبقى إيجارات المساكن عند مستوياتها الحالية".
من جانبه قال مدير مجموعة مكاتب عقارية بالدمام عبد الحمن الصالح إن انخفاض مستوى الطلب على المعارض التجارية بدأت تتضح ملامحه منذ شهر رمضان حيث أجبر الملاك على إجراء تسهيلات في دفع الإيجارات منها منح المستأجر الأشهر الستة الأولى كفترة مجانية مقابل دفع الدفعة الثانية بعد مرور نصف عام من توقيع العقد.
وأضاف الصالح أن أكثر الشركات المحلية والأجنبية مثل شركات الشحن والطيران والأثاث المنزلي والمكتبات والخدمات العامة والمكاتب تهدف إلى تقليل حجم توسعها وصرفت النظر عن استئجار منافذ بيع جديدة خلال العام الحالي وهو خلاف التوقعات العام الماضي قبل نشوب الأزمة المالية العالمية. واستبعد الصالح أن تتأثر المعارض القديمة لأنها مرتبطة بعقود طويلة الأجل تصل مدتها إلى عشرة أعوام من جهة ومن جهة أخرى مواقعها التجارية القديمة مثل المجمعات التجارية أو المواقع التي تشهد كثافة سكانية.
وأوضح الصالح أن انخفاض أسعار المواد الإنشائية منذ منتصف العام الماضي سيسهم في خفض الإيجارات لكون التكلفة في مستوى متدن مقابل نفس الفترة من العام الماضي.
وفي الشأن ذاته قال العقاري خالد الزاير إن التوقعات تشير إلى مزيد من التخفيضات خلال العام الحالي لأن كبرى الشركات تهدف للمحافظة على مراكزها عوضاً عن الخطط التوسعية ولسبب آخر يتعلق بالتمويل البنكي، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات لا تستطيع التوسع في مواقع أخرى بسبب ضعف التمويل من المصارف. وأضاف الزاير أن العقاريين المتخصصين يلمسون للعقارات التجارية منحنى سلبياً نحو الانخفاض بناءً على دراسات ميدانية تتماشى مع المعطيات العالمية. ولفت الزاير إلى أن المعارض والمجمعات التجارية الجديدة تواجه الصعوبة ذاتها في الحصول على المستأجرين، متوقعاً انتعاشاً خلال الربع الثاني خلال عام 2010.