[اشراقة قلم]

البحرين تؤكد تطلع دول الخليج إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا


مهدي ربيع من المنامة
في الوقت الذي أعربت فيه تركيا أمس عن حرصها على تفعيل التعاون الاقتصادي مع المنامة، أكدت البحرين أنها أكثر حرصا على توسيع سوقها عبر الوصول إلى اتفاقية للتجارة الحرة المقترحة بين الدول الخليجية وتركيا، "حيث تتطلع دول المنطقة إلى أن تكون هذه الاتفاقية نقطة محورية في تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية".

وأكد الرئيس التركي عبد الله جول خلال المنتدى الاقتصادي المشترك بين البحرين وتركيا إبان زيارته للمنامة التي اختتمها أمس، حرصه على تذليل جميع الصعوبات وإزالة جميع العقبات المعيقة لتسريع العمل في تنفيذ جميع الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، مشددا على ضرورة تفعيل التبادل الاقتصادي والانتفاع من المميزات والمقومات التي تمتلكها المنامة وإسطنبول.

من جانبه، أعلن الدكتور حسن فخرو وزير التجارة والصناعة البحريني عن سعي بلاده لتوسيع السوق للقطاع الخاص من خلال اعتماد سياسة السوق المفتوحة، التي تتجلى في كونها عضوا مؤسسا لمنظمة التجارة العالمية WTO، وبتوقيعها على أول اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مشيرا إلى أن البحرين أكثر حرصا على توسيع هذه السوق عبر الوصول إلى اتفاقية التجارة الحرة المقترحة بين الدول الخليجية وتركيا، "حيث تتطلع دول المنطقة إلى أن تكون هذه الاتفاقية نقطة محورية في تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية".

وبحسب الوزير البحريني، فقد تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين الجانبين في الفترة الأخيرة بما في ذلك مذكرة تفاهم لتنمية الصناعة والتجارة وفي مجال الحديد، الزراعة، الثقافة، والصحة بين البلدين، منوها بأنها أمثلة أخرى للتعاون بين الجانبين، ومتمنيا أن يتم التوقيع على مذكرة التفاهم في الاستصلاح الزراعي الكبير للقطاع الخاص.

واعتبر الدكتور فخرو البحرين نقطة وصول لأجزاء أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، "وبالطريقة نفسها بالنسبة إلى تركيا كونها نقطة الوصول للسوق الأوروبية"، لافتا إلى أن البحرين وتركيا بوابتان لأسواق كبيرة جدا، "وبإنشاء عمليات في البحرين، تكون الشركات التركية معفاة من الرسوم الجمركية للدخول إلى السوق الأمريكية الضخمة بموجب اتفاقيتنا للتجارة الحرة".

ودعا فخرو القطاع الخاص في كلا الجانبين إلى العمل معا بشكل وثيق وأن تحقق المنتجات متطلبات قواعد المنشأ لتحقيق ميزة تنافسية في السوق الأمريكية أمام منتجات الدول الأخرى التي ليس لديها اتفاقية تجارة حرة، مشيرا إلى نجاح العديد من الشركات التي تعمل في البحرين التي استفادت من اتفاقية التجارة الحرة لتوسيع أعمالها التجارية عبر المحيط الأطلسي.

وألقى رئيس وفد رجال الأعمال الأتراك إبراهيم ساجلار كلمةً أكد فيها ضرورة الزيارات المتبادلة "الأمر الذي يفسح المجال أمام رجال الأعمال في كلا الجانبين للاستفادة من المميزات التي تمتلكها البحرين وتركيا على حد سواء في جميع القطاعات اللوجستية".

وعقب الجلسة الافتتاحية للمنتدى تم توقيع اتفاقية التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي بين شركة الرؤية الثالثة Vision 3 التي يمثلها رئيس مجلس إدارة الشركة عصام جناحي وهيئة TIGEM التابعة لوزارة الزراعة في تركيا، يتم بموجبها قيام الأخيرة بتحديد الأراضي الزراعية التي تتناسب مع توجهات وأنشطة مبادرة AgriCap أحد مكونات مبادرات فيجن3 التي تهتم بالقطاع الزراعي في ضوء الاتفاقية المبرمة هيئة الاستثمار التركية في تشرين الأول )أكتوبر( الماضي.

وقال جناحي "لقد كان لطبيعة تركيا وموقعها الاستراتيجي بين القارتين "آسيا وأوروبا وقربها من دول الخليج العربي دور كبير في التوجه وتفعيل مبادرة AgriCap على الأراضي التركية إضافة إلى ما تتمتع به تركيا من مقومات أساسيه تجعلها أحد الوجهات المفضلة والواعدة لتطبيق توجهات تلك المبادرة التي تعنى بالاستثمار في القطاع الزراعي وتوفير حلول لمشكلات الإنتاج الغذائي.

وتابع "بمساعدة الحكومة التركية المستمرة و خلال خمسة أشهر فقط من توقيع الاتفاقية مع الحكومة التركية أصبح للمبادرة والاتفاقية تقدم ملحوظ، حيث تتوافر جل العناصر الداعمة للتفوق مثل الأراضي الشاسعة والصالحة للزراعة والمياه ووفرة الأيدي العاملة الماهرة والتقدم التكنولوجي في القطاع الزراعي وضخامة الأسواق المحلية"، ملاحظا كذلك متانة واتزان العلاقات الاقتصادية التركية وانفتاحها على محيطها وعالميا.

من جانبه، وصف البسلان كوركماز الرئيس التنفيذي لهيئة تشجيع وترويج الاستثمار الاتفاق المبرم بأنه خطوة تهدف إلى تعزيز وتوطيد التعاون بين الحكومة التركية وجميع القطاعات الاقتصادية في الشرق الأوسط، معتبرا أن AgriCap يوفر فرصة كبيرة لضخ الاستثمارات والرساميل وجلب التكنولوجيا المتطورة إلى القطاع الزراعي ما يسهم وبشكل إيجابي في زيادة تنمية هذا القطاع وتعظيم دوره في الاقتصاد التركي وإنعاش القطاعات الاقتصادية الأخرى والخدمات المصاحبة لها وإثرائها بخبرات إدارية جديدة.