عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2009, 01:46 AM   #19
اشراقة قلم
اشراقة قلم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 10,646

 
افتراضي

تقرير: المؤشرات الإسلامية تتخطى التقليدية في الأسواق العالمية عقب الأزمة
"الاقتصادية" من الرياض
هل تغير مسار الاستثمار المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية مع الدخول في عام 2009 بحلول الربع التاسع منذ بدء الأزمة الائتمانية؟ يلقي التقرير الصادر عن "جاهانجير أكا- إس إي آي للاستثمارات - الشرق الأوسط" تحت عنوان "الاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية - تحدي السلع" الضوء على الصراع الذي شهدته المؤشرات الإسلامية مع الانكماش والتقلبات الموسمية إلى جانب نهضة القطاع المالي وذلك في غضون الربع الثالث من عام 2008.هناك توقعات تقول إنه مع حلول الربع الأول من عام 2009، ستشهد مؤشرات المعاملات الإسلامية تراجعاً في الأداء وذلك مع استعادة السوق العالمية صحتها إلى جانب انتعاش المعاملات المالية من جديد.

ومع ذلك، كما يوضح الشكل (1)، لا يزال مؤشر داو جونز العالمي للمعاملات الإسلامية يفوق مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي مع نهاية نيسان (أبريل) 2009، واتسعت الفجوة بين هذين المؤشرين مع مطلع هذا العام.


مرور أول ربعين من العام دون تحقيق أي تقدم

بعد الانتعاش الذي سجلته نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، عادت أسواق الأسهم للهبوط من جديد مع حلول العام الجديد، وبعد دفعة من الثقة لم تدم طويلاً، نما لدى المستثمرين من جديد الشعور بالقلق عن الأداء الخاص بالنظام المالي كما أبدوا مخاوفهم من حدوث تدهور جديد في إيرادات وأرباح الشركات وكذلك التوقعات المستقبلية. من ناحية أخرى، سجل مؤشر داو جونز العالمي للمعاملات الإسلامية نتائج سلبية في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) 2009 شأنه شأن مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمي، ومع ذلك، ومع إثارة المعاملات المالية مخاوف المستثمرين، ارتفعت مؤشرات داو جونز للمعاملات الإسلامية مقابل مؤشرات مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال العالمية في أول شهرين من عام 2009، وقد استمر هذا الوضع على مدار أغلب فترات التسعة أرباع التي شهدت حدوث الأزمة الائتمانية.


وبدأت الأسواق المالية في الانتعاش مرة ثانية على مدار آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2009، وكان نيسان (أبريل) تحديداً قد شهد استفادة القطاع المالي من حركة التداول النشطة التي سجلتها المصارف الرئيسة، التي أسفرت عن أرباح فاقت جميع التوقعات.

وأدت المعاملات المالية إلى ارتفاع جميع قطاعات مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال في نيسان (أبريل).

من ناحية أخرى استعادت الأسهم المتأثرة بالأزمة المالية نشاطها بعد نوبة الانخفاضات التي لحقت بها بينما انخفضت مؤشرات داو جونز للمعاملات الإسلامية مقابل مؤشرات مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال على مدار الشهر.

كما اتضحت صحة ودقة الافتراض الذي يقول إن هناك ترابطاً شديداً بين أداء المعاملات الموافقة لأحكام الشريعة الإسلامية وانتعاش الأسهم المالية، ومع ذلك، فقد سجلت جميع قطاعات مؤشرات داو جونز للمعاملات الإسلامية، على غرار مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال، نتائج إيجابية على مدار الشهر.

وبشكل واقعي، لم تتسبب الخسائر التي لحقت بمؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال في أول شهرين من عام 2009 إلى جانب المكاسب التي حققها في ثاني شهرين من العام نفسه إلا في استعادة المؤشر لمكانته كما كان الحال في مطلع عام 2009، بينما انخفض أداء مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال أمام مؤشر داو جونز للمعاملات الإسلامية في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) ولم تستعد قوتها بالقدر الكافي، بصرف النظر عن الظروف المحيطة بالسوق، الذي يمكنها من تجاوز مؤشرات المعاملات الإسلامية الأقل تقلباً. وقد مر مطلع العام دون تحقيق مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال أي تقدم بينما ظل مؤشر داو جونز للمعاملات الإسلامية الأقوى على مدار الربع الأول من عام 2009.


عام جديد بقصة جديدة

بدأنا عام 2009 على أمل استقرار التقلبات التي تشهدها أسواق المال، ومع ذلك، حافظت معدلات التقلب، كما هو موضح بالشكل (2)، على مستوياتها المرتفعة، ونتيجة لذلك، لا نتوقع حدوث تحول في الأداء المرتفع للاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية في الفترة الحالية. ويجب على المستثمرين المسلمين مواصلة تحقيق الفائدة والانتفاع من قلة التعامل والتعرض للقطاعات المالية المضطربة والأسواق المتقلبة. هذا وقد نرى اتجاه المستثمر التقليدي نحو الشركات التي تتمتع بأسس وأنشطة تقييم قوية متأثرين بتدهور أداء الشركات التي تأثرت بشكل واضح بنظام الرافعة المالية.

ومع ذلك، نحن نتوقع أن الاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية سوف يبدأ في فقد توجهه من حيث قوة الأداء المرتفع في آخر الأمر. أما الجدل المُثار حول الأزمة الائتمانية فقد بدأ في الانتهاء حيث إن الأسواق التقليدية للمعاملات المالية تحديداً في طريقها إلى الانتعاش، كما نعتقد بأن الفجوة بين المؤشرين من المحتمل أن تضيق وتعود إلى النمط الذي كانت عليه حتى نيسان (أبريل) 2007.

وسيكون التساؤل، في حالة حدوث هذا التقارب في الأداء، هو: هل يؤثر الأداء المنخفض أو يضر بمفهوم الاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية.

هناك اعتراض على المفهوم الذي يقول إن الاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية هو استثمار أضعف بكثير من الاستثمار التقليدي، حيث إن الاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية قدَّم عديدا من الإنجازات في الأوقات العصيبة بأداء مرتفع واضطرابات محدودة. وقد أظهرت فترة التسعة أرباع السنوية التي شهدت حدوث الأزمة أن مستثمري الأعمال الموافقة لأحكام الشريعة الإسلامية لا يحتاجون إلى الاهتمام بتوقعات الأداء الاستثماري على حساب المعتقدات الدينية. وقد مر الاستثمار الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية اختباره الأساسي الأول في واحدة من أسوأ الأزمات المالية الاقتصادية في العالم، ومن الطبيعي أن نتوقع استمراره على النسق نفسه خلال فترات الانتعاش والكساد التي تطرأ على الاقتصاد المرتبط بالدين.
اشراقة قلم غير متواجد حالياً