بصمات
السياري..منهج أثبت نجاحه
يعدها:فيصل العبدالكريم
بعد ربع قرن قضاها حمد بن سعود السياري محافظا لمؤسسة النقد العربي السعودي قرر مغادرة منصبه الذي يعد واحدا من أكثر المناصب الحكومية حساسية، وقاد خلال هذه الفترة مؤسسة النقد في وقت شهد العديد من الأزمات المالية والاقتصادية الاقليمية والعالمية خاصة مع الانخفاض الحاد لأسعار النفط في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وكانت المملكة في تلك الفترة تسعى لتأكيد ريادتها ومكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي كدور مطلوب ومنتظر من اكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم.
ولد السياري في عام 1941م وحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد من الولايات المتحدة الامريكية وتولى عدة مناصب تعليمية وإدارية، مبتدئا بتدريس مادة الاقتصاد في معهد الادارة العامة ليتحول بعد ذلك ليشغل منصب الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة ومن ثم المدير العام لصندوق التنمية الصناعية السعودي، وينتقل في مطلع الثمانينات الميلادية لمؤسسة النقد مراقبا عاما فنائبا للمحافظ، فمحافظا للمؤسسة في عام 1984م.
وحظي السياري بتقدير واسع من الأوساط النقدية العالمية نتيجة مشاركاته في العديد من المحافل الاقتصادية الدولية واختير من قبل إحدى المجلات العالمية المتخصصة ضمن الشخصيات الخمسين المؤثرة في مجال المال والاعمال على مستوى العالم، وجابه كثيرا من الانتقادات التي طالت بعض قراراته وسياساته المالية وخاصة خلال السنوات الاخيرة التي شهدت أزمات عاصفة سواء على المستوى المحلي أو العالمي بكثير من الحكمة والصبر، وأثبتت الأزمة العالمية نجاح نهج مؤسسة النقد المتوازن بعد أن اتهمها البعض بأنها متحفظة ولا تتساير مع التطورات الاقتصادية العالمية، بالنظر الى سلامة موقف المملكة المالي برغم تداعيات الأزمة، وفي منتصف الشهر المنصرم تم إعفاء السياري من منصبه بناء على طلبه