بعد المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا
جدل في منظمة التجارة حول مخاطر استهلاك اللحوم المستنسخة
جنيف: ماجد الجميل
طرقت اللحوم المُستنسخة أبواب منظمة التجارة العالمية، ليبدأ الجدل الأوروبي ـ الأمريكي حول مخاطر استهلاك تلك اللحوم ومنتجاتها من عدمها ولتجعل من النقاش الدائر في المنظمة حول قضية المنتجات الزراعية المعدلة وراثيا أمراً باهتا، فقد وزع الوفد التجاري الأمريكي تقريرا من 968 صفحة يؤكد أن لحوم الحيوانات المُستنسخة وذريتها، والحليب المُنتج منها ومشتقاته، كالألبان والأجبان، هي صالحة للاستهلاك البشري.
ويأتي توزيع التقرير الأمريكي في أعقاب إصدار هيئة الأمن الغذائي الأوروبي، التابعة للمفوضية الزراعية للاتحاد الأوروبي، تقريراً مُماثلاً قالت فيه إنه لا تتوفر لديها قرائن علمية قاطعة تؤكِّد سلامة لحوم وألبان الحيوانات المُستنسخة أو ذريتها للاستهلاك البشري.
وعلى الرغم من أن التقرير الأمريكي الصادر عن الوكالة الأمريكية للغذاء والأدوية يرفع القيود النهائية أمام المزارعين الأمريكيين لإنتاج اللحوم المُستنسخة داخل الولايات المتحدة، إلا أنَّه أشار إلى عدم توفر الجدوى الاقتصادية، في هذه المرحلة بالذات، للإنتاج التجاري لهذا النوع مِن اللحوم بسبب كلفته العالية. وقال التقرير إنَّ الأمر يحتاج إلى سنوات قبل أن تُطرح هذه اللحوم في المخازن، أو يتم تسويقها تجارياً.
وأوضح الجانب الفني للتقرير الأمريكيّ: "أنه إذا ما أصبح الاستنساخ واسع الانتشار في الولايات المتحدة أو أوروبا فمن المحتمل جدَّاً ألا يكون أكل اللحوم ومشتقات الألبان، كالحليب، مِن المواشي المُستنسخة نفسها، فهذه الحيوانات تكون مُكلفة جدّاً للإنتاج، وعليه فتقنية الاستنساخ ستُستَخدَم بصورة أساسية لتوليد حيوانات ذات نوعية جيِّدة، وأنَّ لحوم ذريتها ومُشتقات ألبانها هي فقط التي ستوضع على طاولة الطعام".
وجاء في التقرير الأوروبي أن أبحاث الاتحاد الأوروبي على هذا النوع مِن اللحوم لم تُستكمَل بعد، لكن نسبة هامة مِن التحليلات التي أجريت على اللحوم المُستنسخة لم تُظهر تطابقاً مع اللحوم الاعتيادية.
وقال مصدر في الوفد التجاري الأوروبي لـ"الوطن" إنَّه حتى لو تم منح اللحوم المُستنسخة موافقات علمية إلا أنها ستخضع لفحص شديد مِن قِبل الوكالة الأوروبية للمعايير الغذائية.
وطبقاً لمعايير الوكالة فإنَّ على مُنتجي هذه اللحوم أن يقدِّموا قرائن قاطعة تتعلق بسلامتها، وأن تستند هذه المعايير على تحليلات تفصيلية مُقارنة مع اللحوم الطبيعية.
وتشير "الوكالة الأمريكية للغذاء والأدوية" في تقريرها إلى تلقيها أكثر مِن 30500 رأي مِن مختلف المؤسسات الأمريكية حول اللحوم المُستنسخة، وأن هناك مطالب قوية تدعو لوضع علامات مُعينة للإشارة إلى اللحوم المُستنسخة لتمييزها عن اللحوم الاعتيادية، غير أنَّ مؤيدي تقنية الاستنساخ يعترضون على ذلك بالقول إن وضع علامات على اللحوم المُستنسخة سيعزِّز مِن الرأي الخاطئ بأنَّ هناك شيئا ما يختلف بين اللحوم الاعتيادية والمُستنسخة.
وطبقاً للوفد التجاري الأوروبي فإنَّ الموافقة على استهلاك اللحوم المُستنسخة داخل الاتحاد الأوربي يتطلب موافقة الأغلبية الساحقة مِن أصوات الدول الأعضاء في الاتحاد. وقال: هناك سنوات طويلة جدّاً تقف أمام موافقة الاتحاد الأوروبي على استهلاك هذا النوع مِن اللحوم.