عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-2009, 02:25 PM   #23
زيــنــه
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 5,130

 
افتراضي

كشفت في تحقيق موسع أن جامعة الملك عبد الله ستنقل الاقتصاد السعودي من النفط إلى المعرفة
مجلة علمية دولية: «كاوست» ستصبح أهم جامعة بحثية في العالم


«الاقتصادية» من واشنطن
وضعت مجلة علمية دولية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على قائمة أهم الجامعات البحثية في العالم، وأنها باتت أكثر التجارب التي تتركز عليها الأنظار في مجال التعليم العالي، مؤكدة أن المخصصات المالية الضخمة التي رصدت لها'' لافتة للأنظار''. وأبرزت مجلة science journal من خلال تحقيق موسع نشرته في عددها الأخير المكانة العلمية المهمة التي سترقى إليها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، حيث تحدث فيها عن الأهداف العلمية والأكاديمية والاقتصادية والإنسانية التي أنشئت من أجلها الجامعة ودورها كمنبر علمي في تحقيق الفوائد العلمية والأبحاث التي تجريها لفائدة العلم والمعرفة. واعتبر التحقيق الذي أعده جيفري ميرفِس أن هيكل إدارة الجامعة يميزها منذ الآن عن أية جامعة أخرى للأبحاث في العالم، وأن الترتيب الذي قررته الجامعة هو تشكيل ثلاثة أقسام من التخصصات المشتركة تمنح في البداية درجات في تسعة تخصصات، وأضاف التحقيق '' ولكن ربما يكون أمام ''كاوست'' جيل أو أكثر لتتمكن من تمييز نفسها أكاديمياً''. وهنا قال البروفيسور تشون فونج شيه رئيس الجامعة: ''نريد أناساً يحملون أفكاراً كبيرة وطموحات كبيرة. الأفراد المترددون المتخوفون ليسوا بحاجة لأن يأتوا إلينا. يذكر أن شيه خبير عالمي في الجوانب الحاسوبية ، وقد ساعد على رفع جامعة سنغافورة الوطنية إلى مصاف الدرجة الأولى بين الجامعات المشهورة بالأبحاث، وفي السنة الماضية جاء إلى ''كاوست'' لتحقيق الهدف نفسه. فيما قال نيل ألفورد رئيس قسم علم المواد في ''إمبيريال كوليج'' لندن Imperial College London، التي ساعدت ''كاوست'' على تجميع العناصر غير الحاسوبية للمختبرات الأساسية: ''كان الأمر أشبه بإطلاق مجموعة من الأولاد داخل أفضل محل للألعاب في العالم''. وقال جيفري ميرفِس إن الهدف الأساسي من تأسيس وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ''كاوست'' KAUST هو اجتذاب المواهب التي تحتاج إليها لتصبح مؤسسة علمية من الدرجة الأولى. ومن ثول, حيث الشعب المرجانية التي تعطي البحر الأحمر اسمه, تشكل خلفية مذهلة للجامعة الجديدة التي تم افتتاحها في هذا المكان، وتم اختصار اسمها باللغة الإنجليزية بـ ''كاوست''.

في ما يلي مزيدا نم التفاصيل:

أبرزت مجلة science journal من خلال تحقيق موسع نشرته في عددها الأخير, المكانة العلمية المهمة التي ستضطلع بها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، حيث تحدث فيها عن الأهداف العلمية والأكاديمية والاقتصادية والإنسانية التي أنشئت من أجلها الجامعة ودورها كمنبر علمي في تحقيق الفوائد العلمية والأبحاث التي تجريها لفائدة العلم والمعرفة.

وتحدث التحقيق عن مستقبل الجامعات والطلاب الذين تم قبولهم فيها وبرامجها التعليمية المطروحة ضمن البرنامج الخاص. تقدم «الاقتصادية» أبرز ما استعرضته هذه المجلة العلمية.

إن الهدف الأساسي من تأسيس وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» KAUST هو اجتذاب المواهب التي تحتاج إليها لتصبح مؤسسة علمية من الدرجة الأولى. ومن ثول, حيث الشعب المرجانية التي تعطي البحر الأحمر اسمه, تشكل خلفية مذهلة للجامعة الجديدة التي تم افتتاحها في هذا المكان، وتم اختصار اسمها باللغة الإنجليزية بـ «كاوست».

كما أن الشعب المرجانية التي تشتهر بها المنطقة التي أسست فيها الجامعة عبارة عن موضوع يجمع ويوحد بين الأبحاث لهذه المؤسسة التي خصصت لها ميزانية مناسبة باشرت أعمالها في الشهر الماضي.

ويعتزم العلماء العاملون في مركز أبحاث البحر الأحمر للعلوم والهندسة استخدام الشعب المرجانية لتكون الموضوع الرئيس الذي تنصب عليه الجهود في سبيل فهم جميع جوانب البيئة البحرية، من مستوى التركيب الجيني إلى مستوى النظام البيئي. كذلك سيدرس العلماء عمليات التفاعل بين اليابسة والهواء والماء، التي تشكل المنطقة بأكملها. وهناك ثمانية مراكز أخرى للأبحاث عهد إليها بمهمات واسعة لا تقل عن ذلك المركز، وتتناول موضوعات مختلفة من تحلية مياه البحر والعمليات الجينية التي تحدث في حالة تعرض النباتات للإجهاد، إلى الطاقة القابلة للتجدد والاحتراق النظيف، وهناك موضوعات أخرى قيد الإعداد.

هذه المراكز معاً تجسد فكرة وشعار الجامعة، وهو تقديم أحدث الأبحاث والدراسات العلمية التي تجمع بين التخصصات المختلفة حول الموضوعات ذات الأهمية العالمية في المجالات التي تهتم بها المملكة بصورة قوية ومن الممكن أن تتمتع فيها بميزة نسبية. من جهته، يقول البروفيسور تشون فونج شيه رئيس الجامعة: «نريد أناساً يحملون أفكاراً كبيرة وطموحات كبيرة. الأفراد المترددون المتخوفون ليسوا في حاجة إلى أن يأتوا إلينا. يذكر أن شيه خبير عالمي في الجوانب الحاسوبية، وساعد على رفع جامعة سنغافورة الوطنية إلى مصاف الدرجة الأولى بين الجامعات المشهورة بالأبحاث، وفي السنة الماضية جاء إلى «كاوست» لتحقيق الهدف نفسه.

والتفكير في الأمور الكبيرة موجود أصلاً في جينات الجامعة نفسها. قبل ثلاث سنوات قرر الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الذي سميت الجامعة باسمه، تخصيص مليارات الدولارات لإنشاء مؤسسة علمية مصممة لمساعدة المملكة على الانتقال من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة (مجلة العلوم Science، عدد 8/6/2007، الصفحة 1409). ويمكن القول إن «كاوست» هي أكثر التجارب التي تتركز عليها الأنظار في مجال التعليم العالي في أي مكان في العالم. المخصصات المالية الضخمة هي بالتأكيد أمر لافت للنظر بصورة قوية.

ومن النظام المقرر للجامعة تعد في المقام الأول مؤسسة للدراسات العليا فقط، وذلك حتى لا تتنافس مع الجامعات السعودية الأخرى على طلاب الشهادة الجامعية الأولى (البكالوريوس أو الليسانس). وتأمل الجامعة في نهاية المطاف أن تكون في حجم معهد كاليفورنيا للتقنية، أي أن تتألف تقريباً من 250 من أعضاء هيئة التدريس و2500 طالب، وأن تنافسها في المكانة والسمعة العالية.

واحة أكاديمية
تقع الجامعة على مساحة 32 كيلو متراً مربعاً، على بعد ساعة إلى الشمال من مدينة جدة على البحر الأحمر، التي تعد نقطة الانطلاق لأربعة ملايين حاج يذهبون إلى مكة سنويا. وبدأت أعمال الإنشاء قبل سنتين فقط، وكان من شأنها تحويل هذه القرية الصغيرة التي تعيش على صيد الأسماك إلى معسكر أعمال يشتعل بالنشاط والحركة، وتعمل فيه أعداد كبيرة من الناس كانت تصل إلى 30 ألف شخص. وبدأت الدراسة في الخامس من أيلول (سبتمبر) الماضي، وكان مجموع الطلاب 400 طالب، معظمهم سجل للدراسة في برامج شهادة الماجستير. الأعضاء المؤسسون من هيئة التدريس كانوا يأتون تباعاً على مدى الأشهر القليلة الماضية. ورغم أنه ستمضي عدة أشهر قبل أن ينتقل معظم هؤلاء العلماء إلى مختبراتهم الخاصة بهم، إلا أن الأساتذة يستطيعون منذ الآن استخدام المرافق الأساسية التي لا مثيل لها بين مؤسسات الأبحاث. وتمكنت الجامعة أصلاً من تجميع هيئة من الأكاديميين لعلها تكون أكثر مجموعة متنوعة من الناحية العرقية والجغرافية في أي جامعة في العالم. لكن إذا أخذنا مقياساً معيناً للتنوع (أي نسبة الإناث)، فإن الجامعة أمامها طريق طويل، إذ لا توجد إلا خمس نساء ضمن أعضاء هيئة التدريس المؤسِّسة، وجميعهن في مرتبة أكاديمية صغيرة (من درجة أستاذ مساعد).

ومن بين العاملين الجدد في هيئة التدريس الجامعية، لم يكن هناك أي شخص خطر على باله أصلاً أنه سيقوم بالأبحاث العلمية في السعودية، إلا بعد أن سمعوا بإمكانات الجامعة. ويقول مايكل بيرومِن (29 عاما)، أستاذ مساعد للعلوم البحرية، وكان أول شخص تم توظيفه من قبل مدير مركز أبحاث البحر الأحمر، جيمس لويتن Luyten، الذي كان يعمل في السابق مديراً لمعهد وودز هول للدراسات البحرية Woods Hole Oceanographic Institution: «لقد أحببت بشدة العمل في معهد وودز هول, كان العمل الميداني على الشعب المرجانية يعد جزءاً ضخماً من تخصصي, والآن أصبح بمقدوري أن أركب القارب لمدة ساعتين، وألتقط بعض العينات المرجانية، أو أفحص الأسماك التي كنا نتحدث عنها أثناء الجولة. ولا تنس هذه المرافق المذهلة التي لا مثيل لها».


ويعلم السعوديون أنه حتى يتسنى الاحتفاظ بالكفاءات الموجودة في الجامعة، فإنهم في حاجة إلى توفير مستوى رفيع من الحياة, لذلك فإن «أرامكو» تبني الآن حياً سكنياً كاملاً، يشتمل على جميع المرافق والتجهيزات السكنية والترفيهية والثقافية ومرافق التجزئة، التي يمكن أن يتوقعها أي عالم أكاديمي. الآلاف من أشجار النخيل التي تنتشر على جوانب الطرقات الرئيسية والمجمعات الأكاديمية تساعد حتى بيرومِن، الذي يعشق لعبة الجولف، على أن ينسى أنه في الصحراء في الوقت الذي يقذف فيه بالكرات ويتحرك بسيارة اللعب الخاصة على مقربة من ملعب جولف يتألف من تسع حفرات، من المقرر أن يتم افتتاحه هذا الشهر.

ربما يكون أمام «كاوست» جيل أو أكثر لتتمكن من تمييز نفسها أكاديمياً، لكن هيكل إدارة الجامعة يميزها منذ الآن عن أي جامعة أخرى للأبحاث. والترتيب الذي قررته الجامعة هو تشكيل ثلاثة أقسام من التخصصات المشتركة تمنح في البداية درجات في تسعة تخصصات. ويقول عمر غطاس، الأستاذ في العمليات الحاسوبية الجيوفيزيائية من جامعة تكساس في أوستن، التي ساعدت «كاوست» على توظيف أعضاء من هيئة التدريس وساعدت على إنشاء برنامج في العلوم والهندسة الحاسوبية: «هذه هي السبيل الواجب اتباعها إذا كنت تريد أن تكون قادراً على البدء في جامعة من الصفر. كان الدور التقليدي للجامعة هو تدريب الطلاب على المقررات المعروفة في كل تخصص. لكن المشكلات الكبرى في عالم اليوم، مثل الطاقة والتغيرات المناخية والمحافظة على المياه، تحتاج إلى موضوعات بتخصصات مشتركة».

لكن الفرق الأكبر بالنسبة إلى معظم العلماء هو في كيفية تمويل أبحاثهم, فبدلاً من اضطرارهم إلى تقديم سيل لا ينقطع من الطلبات إلى المؤسسات الحكومية للحصول على المنح وتحقيق نسب نجاح متدنية تبعث على الاكتئاب، يتلقى كل عضو في هيئة التدريس في «كاوست» مساندة داخلية لا يستهان بها، بمعدل 400 ألف دولار سنوياً للعاملين في مرتبة أستاذ مساعد، و 600 ألف دولار للعاملين في منصب أستاذ مشارك، و800 ألف دولار للذين هم في مرتبة الأستاذية (أي بروفيسور). من هذه المخصصات يستطيع الأساتذة توظيف الطلاب والفنيين، وشراء المواد واللوازم، والسفر، والاهتمام بالأمور الأخرى التي تحتاج إليها مختبراتهم. إلى جانب هذا التمويل، يستطيع الأساتذة العمل ويتمتعون بوصول كامل إلى المرافق المخبرية الأساسية، التي تشتمل على حاسوب فائق من طراز آي بي إم بلو جين/بي IBM Blue Gene/P بقدرة 220 تيرافلوب teraflops (أي 220 تريليون عملية حسابية في الثانية)، الذي سيتم تحديثه ليصبح جهازاً يتمتع بقدرة إجراء عمليات حاسوبية في نطاق البيتافلوب petaflops (أي كوادريليون عملية حسابية في الثانية، حيث يعادل الكوادريليون ألف تريليون، أو ألف مليون مليون عملية حسابية في الثانية)، إلى جانب مرفق على المستوى الصناعي لتكنولوجيا النانو (صناعة الأجسام على مستوى النانو، أو الأحجام المتناهية في الصغر)، ومركز للتمثيل البصري ثلاثي الأبعاد، و عشرة أجهزة نووية للرنين المغناطيسي، بما في ذلك جهاز بقدرة 950 ميجا هيرتز لم يصل بعد إلى السوق.

ويقول نيل ألفورد، رئيس قسم علم المواد في إمبيريال كوليج لندن Imperial College London، التي ساعدت كاوست على تجميع العناصر غير الحاسوبية للمختبرات الأساسية: «كان الأمر أشبه بإطلاق مجموعة من الأولاد داخل أفضل محل للألعاب في العالم».

لكن ليس هذا كل شيء.
ويأخذ الأستاذ منصباً جامعياً دائماً، إذ يتلقى كل أستاذ عقداً مدته خمس سنوات يمكن تمديده عدداً غير محدود من المرات طالما كان هذا الأستاذ منتجاً. لكن لم يكن هناك أي شخص من بين الذين تحدثت إليهم مجلة العلوم Science يشعر بأن ذلك يعد تضحية كبيرة. يقول بون أووي Ooi، وهو أستاذ للهندسة الكهربائية مولود في ماليزيا وكان قد حصل لتوه على منصب دائم في جامعة ليهاي Lehigh University في مدينة بيت لحم في ولاية بنسلفانيا، حين قرر هذا الربيع أن يأتي إلى «كاوست» للعمل على البنى الكوانتية المتناهية في الصغر quantum nanostructures واستخداماتها كمجسات بصرية: «أعتقد أن من شأن ذلك فقط أن يعمل على إبطاء وتيرة أبحاثك». أووي بالتأكيد ليس خائفاً من التغير, رحلته الأكاديمية الطويلة حملته من جلاسجو إلى سنغافورة إلى الولايات المتحدة، مع فاصل مدته ثلاث سنوات لإنشاء وإدارة شركة للمنتجات البصرية والليزر، التي باعها بعد ذلك بخسارة.

حتى قبل أن يصل أووي والآخرون، كانوا قد بدأوا بتوظيف طلاب الدراسات العليا (المقصود بذلك هم الأشخاص الذين يحملون أصلاً درجة الماجستير) وطلاب ما بعد الدكتوراة، الذين يستدعي الأمر وجودهم ليجعلوا المختبرات منتجة. من الناحية العملية استجلبت الجامعة المجموعة الأولى من طلابها بأن تكفلت بمصروفاتهم خلال السنتين الأخيرتين من دراستهم للشهادة الجامعية الأولى مقابل وعد غير ملزِم بالتقدم بطلبات لدراسة الماجستير في الجامعة, ومعظم هؤلاء الطلاب أوفوا بوعودهم.

كذلك فإن الجامعة كانت تقترب من أفضل البرامج الأكاديمية والعلماء في العالم. ومن الأساليب المبتكرة هناك منهج يدعى تحالف الامتياز الأكاديمي، حيث تم بناء عليه دفع 25 مليون دولار إلى كل واحدة ضمن مجموعة صغيرة من الكليات والأقسام (بما في ذلك جامعة تكساس في أوستن في علوم الحاسوب، وكلية إمبيريال في لندن في علم المواد) على مدى خمس سنوات لتحديد وتعيين أفضل العلماء في مجالهم من جميع أنحاء العالم، وكثير منهم انتهى به المطاف إلى التعاقد معه للعمل في الجامعة. كذلك أسهم شركاء التحالف في المناهج الدراسية وبدأت عمليات التعاون في الأبحاث.

الانتظار في سبيل البدء بالعمل
ويقول كينيث مينمان Minneman، عميد كلية العلوم الكيميائية والبيولوجية والهندسة، وأستاذ سابق لمادة الصيدلة عمل لفترة طويلة في جامعة إيموري Emory في أتلانتا: «نوعاً ما غابت عن بالهم الحقيقة القائلة إن المختبرات هي عنصر أساسي في جامعة الأبحاث. لكن كبار المسؤولين مدركون الآن هذه المشكلات وقادرون على حلها، وهم يعلمون الأمور التي تدعو الحاجة إليها».

ويقول محمد سماحة، نائب أعلى للرئيس للأبحاث والتطوير الاقتصادي (بالوكالة)، إن تأمين المرافق الأساسية لتكون جاهزة تماماً كان على رأس الأولويات. ويقول: «المرحلة التالية من الأعمال هي إعطاء هيئة التدريس الاهتمام الذي يحتاجون إليه. ومن المقرر افتتاح المختبرات المؤقتة التي تؤمن للباحثين أماكن مؤقتة للعمل في وقت مبكر ربما يكون الشهر المقبل.

هذه المجموعة تشتمل على نيفين خشاب، وهي أستاذ مساعد في العلوم الكيميائية وتستخدم آلات نانو متناهية الصغر (قائمة على مادة السليكا) لتطوير أنظمة أفضل من ذي قبل لتوزيع الدواء في الجسم. نيفين التي كانت في السابق طالبة دراسات ما بعد الدكتوراة في مختبر ستودارت، تتكيف مع الوضع الآن بالتطوع لتدريس صف آخر أثناء الفصل الدراسي الحالي، وبمعدل عمل يبلغ ضعف المعدل الطبيعي, في المقابل، تأمل أن تعمل في الربيع المقبل في مختبرها بدوام كامل.


غلاف مجلة science journal في عددها الأخير.
نيفين خشاب واحدة من خمس نساء فقط بين أعضاء هيئة التدريس المؤسِّسة
ويقول شيه, إن هذا الأمر مصدر قلق، ويضيف إنه يعتزم «مضاعفة جهودنا في توظيف النساء», لكنه ليس متفائلاً حول فرصه في النجاح. ويقول: «هناك نقص في النساء في كل مكان، خصوصاً على المستويات العليا، ونحن نتنافس مع بقية العالم». يذكر أن نحو 20 في المائة من الطلاب الداخلين إلى الجامعة هم من الإناث، وهي نسبة مثيلة بكثير من برامج الدراسات العليا في العلوم الطبيعية والهندسة في الولايات المتحدة. ويأمل مسؤولو الجامعة أن حضور «كاوست» سيؤدي إلى أن ترفع الجامعات السعودية من مستوى أدائها.

يتحدث المسؤولون السعوديون بنوع من الفخامة عن أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يمكن أن تجعل الشرق الأوسط لاعباً رئيسياً في العلوم والتكنولوجيا للمرة الأولى منذ العصر الذهبي للحضارة الإسلامية قبل ألف سنة. ويرى ميشيل بيركوفييه، وهو عالم مرموق في العلوم الحاسوبية في الجامعة العبرية في القدس، إن هذا يمكن أن يحدث، ويقول إنه يشعر بالإعجاب من مستوى ونوعية الكفاءات من مجال تخصصه التي استطاعت الجامعة من الآن اجتذابها إليها. ويقول: «كاوست أكثر من جامعة مثيرة للاهتمام. إنها جامعة مهمة. وإن السياسيين في حاجة إلى أن يكونوا مدركين هذه الحقيقة. إنني آمل أن «كاوست» ستكون مثل لحظة سبوتنيك في إحداث الصحوة في العلوم في الشرق الأوسط». ويقر شيه بأن قدرة «كاوست» على الدخول إلى قائمة أفضل 20 جامعة من جامعات الأبحاث ستعتمد بصورة جزئية على الحكومة السعودية. ويقول: «نحن مؤسسة أكاديمية، ولا بد لنا من العمل من خلال قوانين البلد الذي نعيش فيه. هناك قضايا أكبر بكثير من هذا الجانب».

جيان كانج جو، مدير مركز العمليات الجينية وأبحاث التكنولوجيا لإجهاد النبات
جيان كانج جو Jian-Kang Zhu يعلم تماماً ماذا يتوقع الزعماء الوطنيون من مجال أبحاثه، وهو الدراسات الجينية الجزيئية للنبات. علي النعيمي، رئيس مجلس الأمناء ووزير البترول والثروة المعدنية السعودي، يأمل في أن علماء «كاوست» سيتمكنون يوماً ما من «العثور على سبيل لزراعة القمح في مياه المحيط». يقول جو إن من غير المرجح أن يحدث هذا الأمر خلال عهد قريب, لكن هذا العالم البالغ من العمر 42 عاماً يقول إنه يتلذذ بطعم التحدي.

ولد جو في الصين وتلقى تدريبه في الولايات المتحدة, وقد تخلى عن منصب دائم في جامعة كاليفورنيا في ريفر سايد هذا الصيف ليجري الأبحاث على ثلاث مجموعات من النباتات عند الحالات القصوى extremophiles (أي النباتات القادرة على النمو وسط القحط والجفاف والملوحة العالية والظروف القاسية الأخرى)، وهي أبحاث لا تتلقى الاحترام الكافي من أجهزة تمويل الأبحاث في الولايات المتحدة، لأنها ليست من النباتات التي تنتج بكميات كبيرة ويعيش عليها الإنسان. لكن جو يرى أنها تشتمل على أسرار جزيئية يمكن في نهاية الأمر تطبيقها لزيادة إنتاج الطعام في بلدان مثل المملكة، حيث الظروف القاسية هي الوضع المعتاد. ويقول: «أنا عالم، وفي العادة يذهب الإنسان إلى أي مكان يستطيع أن يقوم فيه بأفضل الأبحاث. وفي الوقت الحاضر فإن هذا المكان هو كاوست».

ديفيد كيز عميد العلوم الرياضية والحاسوبية والهندسة
دوجلاس أرنولد رئيس جمعية الرياضيات الصناعية والتطبيقية، يقول إنه فوجئ نوعاً ما حين سمع أن زميله ديفيد كيز، الذي هو في الوقت نفسه نائب رئيس الجمعية، قرر الانضمام إلى فريق «كاوست». ويقول إنه سأل ديفيد في ذلك الحين: «أليس هذا أمراً ربما يفوق طاقتك إلى حد ما؟» لكن جواب كيز (الذي قال فيه «إنها مغامرة عظيمة، وفرصة فريدة») لم يكن مفاجأة لأرنولد.

ويقول أرنولد، الذي يعمل أستاذاً في جامعة منيسوتا University of Minnesota, Twin Cities، توين سيتيز: «إن ديفيد معمل متحرك، وهو صاحب رؤية، ويتمتع بطاقة ضخمة، وإلى حد ما يعمل فوق طاقته. إنه يهتم إلى حد كبير بدور الحاسوب في العلوم والهندسة، ويتمتع بإحساس كبير بالواجب والخدمة, كما أنه معتاد كذلك على التنقل بكثرة في الرحلات الجوية». كيز (52 عاماً) هو الآن في إجازة رسمية من جامعة كولومبيا, وهو يعترف قائلاً: «من حيث الواقع أنا لا أغادر أي مكان أبداً»، مشيراً إلى أنه كان يتنقل في مناصبه الأكاديمية بين جامعات ييل وأولد دومينيون وكولومبيا ومختبرات وزارة الطاقة الأمريكية, لكنه يقول إنه يعتزم العمل بدوام كامل لمساعدة «كاوست» على تحقيق طاقاتها الكامنة. «لا أستطيع التفكير في مكان أفضل من «كاوست» لدفع عجلة علوم الحاسوب والهندسة إلى الأمام».

نيفين خشاب أستاذ مساعد في العلوم الكيميائية
حين اتصلت بنيفين خشاب بأمها وأطلعتها على قرارها بقبول منصب لدى «كاوست»، أغمي على الأم. بعد ذلك لم تتوقف عن البكاء من الفرح. حلمها تحقق الآن. ذلك أن ابنتها ستعود إلى الوطن. نيفين (27 عاماً)، نشأت في لبنان من أبوين يعود منشأهما إلى السعودية ولبنان، حصلت على شهادتها الجامعية الأولى من الجامعة الأمريكية في بيروت. وفي عام 2002 سافرت إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الدكتوراة في الكيمياء في جامعة فلوريدا في جينز فيل University of Florida, Gainesville. وبعد القيام ببعض الدراسات لما بعد الدكتوراة مع رائد النانو تكنولوجيا جيه فريزر ستودارت، تصورت أن خطوتها المقبلة ستكون الحصول على منصب جامعي دائم في إحدى جامعات الأبحاث الأمريكية الكبرى. وتقول نيفين: «كانت أمي تريد مني دائماً أن أعود إلى الشرق الأوسط». يذكر أن زوج نيفين، المولود في لبنان، يعمل في قسم تكنولوجيا المعلومات في «كاوست». كما أن ابنتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات تدرس في مدرسة تمهيدية على الطراز الغربي داخل حرم الجامعة.

تقول نيفين: «لكنني ظللت أقول لأمي إن هذا الأمر لن يحدث أبداً. إذ لم يكن هناك أي مكان في المنطقة أستطيع أن أقوم فيه بالأمور التي أريد أن أقوم بها». إلى أن جاءت «كاوست»، بطبيعة الحال.
زيــنــه غير متواجد حالياً