عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2015, 09:40 PM   #2357
sari19
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 7,325

 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحثه مشاهدة المشاركة
رحلنا
لم نكن ندري
بأن البعد .. يؤلمنا
وما كنا على علم
بأن طريقنا سيطول
من ذا كان يعلمنا؟
هي الأقدار
-آمنا بخالقنا-
تقربنا
وتبعدنا”

#عبدالرحمن_العشماوي
احسنت الاختيار يا باحثه عبدالرحمن العشماوي شاعر مجيد ومتعلم اذ كان اعلاميآ لامعآ قبل ان يصبح شاعر مفلق لاكن انصرافه للتعمق في الدين ابعده عن اغلب قراءه اسأل الله ان يثبته وينفع به ويقيه شر التزمت والغلو. مع اني مسلم مؤمن الا اني استمتع بالشعر الجاهلي اكثر لقلة المحاذير فيه اذ يحتكم الشاعر الى ضميره دون خوف من الحسيب في الدنيا. ولنا في بشار بن برد ووضاح اليمن و علي بن جبله العكوك ودعبل الخزاعي عبرة.

الشاعر دوقلة المنبجي

هناك عدد من الشعراء الذين قادتهم قصائدهم إلى الموت, ولأن قتل كل شاعر يختلف عن شاعر آخر, وكذلك قصيدته, فإن الأوجع يبقى أكثر دليلاً, وربما الأكثر تأثرا, وخاصة إذا عرفنا أن شاعرنا قد كتب طوال حياته قصيدة واحدة ــ يتيمة ــ وهذه القصيدة كانت ثمنا لحياته, القصيدة القاتلة هنا هي اليتيمة, تلك القصيدة التي ذاع صيتها بهذا الاسم بعد أن سميت بأسماء أخرى كدعد , ولعل تسميتها باليتيمة لكونها وحيدة لا شبيه لها نظرا لقوة سبكها وروعة تشبيهاتها ومعانيها وسلاسة صياغاتها ووضح مقاصدها ، فالقصيدة اليتيمة تضم ستين بيتاً, وهي للشاعر دوقلة المنبجي, وفيها يقول :


هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردُّ ***أم هـــل لهـــا بـتكلّم ٍ عهـدُ

دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها ***فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ

من طول ما تبكي الغيوم على***عَـــرَصــاتِهــا ويقهقــه الرعدُ

وتــلُـــثُّ ســـاريـــةٌ وغاديـــةٌ ***ويــــكرُّ نحــــسٌ خلفه سعدُ

تـــلــقـــاءَ شــاميــةٍ يمانيــة ***لــهــا بــمــورِ تُــرابـها سَردُ

فكست بــواطنها ظواهرهـــا ***نــــوراً كـــأن زهـــاءه بـــــرد

فوقفت أسألها ، وليس بهـــا ***إلا الــمهـــا ونـــقــانــق رُبد

فتبادرت درر الشؤون عــلــى ***خـدّي كـــمـا يتـــنــاثر العقد

لهفي على(دعد)وما حفلت ***بـالاً بــحــرِّ تلــهفـــي دعــدُ

بيضـاء قـــد لبس الأديم بهاء *** الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد

فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ ***والشعــر مــثــل الليل مسودُّ

ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا ***والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ

بــفتــور عيــن ٍ مــا بهـا رمَدٌ ***وبـــهـــا تُــداوى الأعين الرمدُ


واسترسل في ذكر أوصافها إلى أن قال :


مــا عابها طــول ولا قِــصَـــر ***فـــي خلقهــا ، فقوامها قصـد

إن لم يكن وصل لــديك لـنــا ***يشفي الصبابة ، فليكن وعــد

قــد كــان أورق وصلكــم زمناً ***فــذوى الـــوصــال وأورق الصد

لله أشــواقــي إذا نــزحــــت ***دار بـــنـــا ، وطـــواكـــم البعــد

إن تـــتهمــي فـتهامة وطني ***أو تــنجــدي ، يكن الهوى نجدُ

وزعمـــت أنـك تضمرين لـنـا ***وداً ، فــهــلاّ يــنفــع الــــــودُّ !

وإذا المحب شكـا الصدود ولم ***يـــعطـف عليـــه فقتلــه عمد

نختصُّها بالود ، وهي علــى ***مــالا نــحــب ، فــهكذا الوجـــد

أو مـــا تــرى طمــريَّ بينهما ***رجـــل ألــــحّ بـــهــزلـــه الجـد

ولـــقــد علمــتُ بأننـــي رجلٌ ***فــي الصالحــاتِ أروحُ أو أغـدو

سلمٌ على الأدنى ومرحمـــةٌ ***وعــلى الحـــوادث هــادن جَلدُ

مـتـجلبــب ثـوب العفاف وقــد ***غــفــل الــرقيـب وأمــكـن الوِردُ

ومجانبٌ فــعـل القبيح ، وقـــد ***وصــل الحبيب ، وساعد السعد

ليــكــن لــديــكِ لسائـل ٍ فــرجٌ ***أو لــم يكـــن.. فليحسن الـردُّ



sari19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس