أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى 76.09 مليون برميل عام 2002

[ابوفهد]

المنظمة تشعر بقلق من تنامي العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا التي فقدت مصداقيتها


قالت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في تقريرها الشهري إنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال الفترة الممتدة من 2001 إلى 2002 بنسبة 0.3 وإنها تتوقع أن يكون نمو الطلب بمعدل أقل للنصف الثاني من العام. وعدلت أوبك توقعاتها للطلب على النفط في عام 2002 إلى 76.09 مليون برميل يوميا ، بانخفاض 250 ألف برميل يوميا عن تقديراتها السابقة.

وقال التقرير إن من المتوقع الآن أن يزيد الطلب في عام 2002م بمقدار 300 ألف برميل يوميا عن مستواه في العام الماضي. وخفضت التوقعات لنمو الطلب في الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 0.5% أو 420 ألف برميل يوميا إلى 76.02 مليون برميل يوميا فيما خفضت التوقعات للربع الأخير بنسبة 0.3% أو 220 ألف برميل يوميا 77.56 مليون برميل يوميا. وتتخذ أوبك قراراتها بشأن مستويات الإنتاج في ضوء توقعات نمو الطلب على النفط إلى جانب عوامل أخرى.

وتوقعت أوبك في تقريرها أن تزداد إمدادات النفط من الدول غير الأعضاء بنسبة 2% في عام 2003 وأن يزداد الطلب الإجمالي على النفط في هذا العام 940 ألف برميل يوميا إلى 77.03 مليون برميل يوميا. وتقل هذه التوقعات عن تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي توقعت أن يبلغ الطلب في العام المقبل 77.3 مليون برميل يوميا بزيادة 1.2 مليون برميل يوميا على الطلب في هذا العام. وعلى مستوى العرض أشار تقرير أوبك إلى زيادة اسمية في إنتاج دول المنظمة باستثناء العراق خلال الفترة الممتدة من مايو الى يونيو.

وبلغ متوسط إنتاج البلدان الـ 10 الأعضاء في أوبك 23.138 مليون برميل يوميا في يونيو مقارنة بـ 23.193 مليون برميل يوميا في مايو. وقال التقرير إن إنتاج العراق انخفض في هذه الفترة إلى 1.606 مليون برميل يوميا من 1.7 مليون برميل يوميا متسببا في انخفاض إنتاج أوبك خلال الفترة الواقعة بين مايو ويونيو بنسبة 0.6% إلى 24.744 مليون برميل يوميا. ورفعت أوبك بدرجة طفيفة توقعاتها لإمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في العام الحالي إلى 47.85 مليون برميل يوميا من 47.82 مليون برميل يوميا، إلا أنها توقعت أن يزداد إنتاج هذه البلدان في عام 2003 بنسبة 2% إلى 47.77 مليون برميل يوميا. وكانت أوبك حددت في ديسمبر الماضي سقف إنتاج جديدا بدأ العمل به في مطلع العام الحالي. ويؤكد رفع أوبك في يونيو الماضي مستوى توقعاتها لنمو الطلب العالمي إلى 76.34 مليون برميل يوميا صعوبة تقدير اتجاهات الطلب بتأثير آفاق تطور الاقتصاد الأمريكي.

من جانب آخر حذرت أوبك يوم الجمعة أنها مستعدة للدخول في حرب أسعار ما لم تتخذ روسيا خطوات لتقليص إنتاجها المتنامي بوتيرة مطردة.

وقال مسؤول بارز بالمنظمة إن أوبك التي توفر ثلث الاحتياجات العالمية من النفط تشعر بقلق مستمر من تنامي العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفا أن روسيا تلعب لعبة سياسية غير نظيفة وفقدت مصداقيتها لدى أوبك. وأوضح "إذا كانوا جادين للدخول في حرب أسعار فلتكن. لقد حان الوقت للمنظمة أن تتخذ منهجا أكثر تشددا".

وتشير تلك التعليقات لتصاعد القلق القائم بين أوبك وموسكو خلال الـ 6 أشهر الماضية. وكانت روسيا، بالاشتراك مع المكسيك والنرويج ومنتجين آخرين خارج المنظمة، قد وافقوا على تقليص الصادرات النفطية في النصف الأول من هذا العام في سياق الجهود الرامية لاستقرار السعر المستهدف بين 22-28 دولارا للبرميل. إلا أن عددا من المراقبين يعتقد أن روسيا زادت إنتاجها بمعدلات كبيرة من خلال صادرات المنتجات المكررة وصادرات خام النفط للدول المجاورة المستقلة التي لم تغطيها اتفاقية أوبك.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء دول أوبك في 18 سبتمبر ليقرروا فيما إذا كانت المنظمة ستغير الحصص الإنتاجية الحالية. وقال المسؤول إن زيادة الإنتاج تجد دعما من غالبية وزراء دول المنظمة مع النية لتقليص أسعار النفط بواقع 3-4 دولارات للبرميل.

وكانت الولايات المتحدة قد شجعت روسيا على زيادة إنتاجها وصادراتها النفطية بعد التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقة بين الدولتين منذ هجمات سبتمبر. وترى الولايات المتحدة أن نفط روسيا يمثل وسيلة لتقليل قدرة أوبك في تثبيت الأسعار وملجأ آمنا بسبب عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ووفقا للبنك الاستثماري في موسكو "رينيسنس كابيتال Renaissance Capital" فقد ارتفع إنتاج خام النفط الروسي 8.6% سنويا في النصف الثاني من 2002 كما ارتفع إجمالي الصادرات النفطية 3.4%.

وقال المحلل في النفط في مركز دراسات الطاقة العالمية "ليو دولاس" إن أي تحرك من أوبك لتخفيض أسعار النفط سيكون غير محسوس. مضيفا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تكسب بها أوبك الحصة السوقية تتمثل في تخفيض الأسعار من 12-15 دولارا للبرميل وهو الأمر الذي سيؤدي للإضرار بدول المنظمة أكثر من روسيا.