توقعات بارتفاع قوي في الطلب على النفط وبرنت يتخطى حاجز 26 دولارا

[ابوفهد]

ارتفاع الإنتاج من دول من خارج «أوبك» سيكون كافيا للوفاء بالطلب وروسيا ستمثل التهديد الأكبر لحصة المنظمة في السوق


قالت وكالة الطاقة الدولية امس ان من المتوقع ان يعاود الطلب العالمي على النفط الارتفاع بقوة في عام 2003 يدعمه الانتعاش الاقتصادي بعد ارتفاعاته الهزيلة في الاعوام الخمسة الماضية.
لكن ارتفاع الانتاج من دول من خارج اوبك سيكون كافيا للوفاء بالطلب الاضافي بحيث لا يترك للمنظمة فرصة لتخفيف قيود الانتاج اذا ارادت الابقاء على مستويات الاسعار حول 25 دولارا للبرميل.
وقدرت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط الذي يشمل اول تقديراتها للطلب العالمي على النفط في عام 2003 متوسط الاستهلاك بمقدار 77.3 مليون برميل يوميا، بارتفاع 1.1 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام الحالي.
وقال التقرير «هذا التقدير يفترض اسعارا اقل من اسعار عام 2002 وانتعاشا اقتصاديا معتدلا وارتفاعا في الطلب يتناسب مع نمو اجمالي الناتج المحلي».
وبلغ نمو الطلب في الاعوام الخمسة من 1998 الى العام الجاري 580 الف برميل يوميا في المتوسط بانخفاض حاد عن 1.69 مليون برميل يومي في الاعوام الثلاثة السابقة.
وفي العام المقبل من المتوقع ان يزيد استهلاك الدول الصناعية الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بعد انخفاضه على مدى عامين وذلك بنمو قدره 500 الف برميل يوميا.
وفي الدول ذات الاقتصادات الناشئة من المتوقع ان تبدأ الصين اتجاه النمو وتنشره بين جيرانها في آسيا. ومن المقدر ان يرتفع الطلب الآسيوي بشكل عام بمقدار 390 الف برميل يوميا الى 21.12 مليون برميل يوميا.
وقالت الوكالة ان الطلب العالمي على النفط في عام 2002 جاء اقل من المتوقع.
واشارت الى «تنامي القلق بشأن ايقاع انتعاش الاقتصاد العالمي مع اهتزاز الثقة بسبب المخالفات المحاسبية في الشركات والقلق المتعلق بالاستقرار الاقتصادي في اميركا اللاتينية».
وعدلت بالخفض تقديراتها لنمو الطلب في عام 2002 بمقدار 170 الف برميل يوميا الى 250 الفا ليبلغ 76.1 مليون برميل يوميا.
وتوقعت الوكالة ارتفاع الطلب على نفط «اوبك» بمقدار 220 الف برميل يوميا الى 25.1 مليون برميل يوميا في عام 2003 بالمقارنة مع 24.8 مليون برميل يوميا هذا العام.
وعدل الطلب في عام 2002 وفترات سابقة بالخفض بسبب اعادة تصنيف انتاج فنزويلا من الخام وتعديل الطلب العالمي.
وقالت الوكالة «مع نمو الطلب العالمي بمقدار 250 الف برميل يوميا يقدر انخفاض الطلب على انتاج «اوبك» وتغييرات المخزونات في عام 2002 بمقدار 1.26 مليون برميل يوميا». وتابعت «خفضت تقديرات الطلب في الربعين الثالث والاخير من هذا العام بمقدار 0.9 مليون برميل يوميا و0.8 مليون برميل يوميا الى 24.6 مليون و25.8 مليون برميل يوميا على التوالي». واضافت الوكالة «ان من المتوقع ان يتباطأ نمو انتاج الدول غير الاعضاء في «اوبك» في العام المقبل لكن هذه الدول ستلبي النصيب الاكبر من نمو الطلب العالمي على النفط». وقالت ان ارتفاع انتاج روسيا والمكسيك وكندا سيكون اكبر من انخفاض انتاج بقية المنتجين من خارج «اوبك» ومنهم بريطانيا والولايات المتحدة وكولومبيا.
وقالت في تقريرها الشهري عن سوق النفط «مع الاستثمارات الكبيرة في قطاع الانتاج سيواصل المعروض من الدول غير الاعضاء في «اوبك» ارتفاعه في عام 2003».
وتابع التقرير «ستظل روسيا مسؤولة عن نحو نصف نمو انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك».
وبشكل عام من المتوقع ان يرتفع انتاج الدول غير الاعضاء في «اوبك» بمقدار 700 الف برميل يوميا الى 48.6 مليون برميل يوميا في العام المقبل ويتراجع معدل النمو من 1.2 مليون برميل يوميا هذا العام.
وتابعت الوكالة ان «اوبك» التي خفضت انتاجها بنسبة 20 في المائة منذ بداية عام 2001 لدعم الاسعار، لن تكون أمامها فرصة لزيادة انتاجها الا بمقدار 220 الف برميل يوميا في العام المقبل بعد أخذ تدفقات الدول غير الاعضاء في الاعتبار.
وروسيا التي تخلت منذ وقت قريب عن اتفاق لخفض الانتاج مع «اوبك» ستظل تمثل التهديد الاكبر لحصة المنظمة في السوق.
وتتوقع الوكالة ارتفاع انتاج روسيا بمقدار 340 الف برميل يوميا في عام 2003 الى 7.62 مليون برميل يوميا بعد ارتفاعه بمقدار 500 الف هذا العام.
واوضحت الوكالة ان دول «أوبك» العشر المشاركة في نظام حصص الانتاج خفضت انتاجها بمقدار 140 الف برميل يوميا في يونيو (حزيران) الماضي لكنها تجاوزت سقف الانتاج الذي حددته لنفسها بمقدار 1.1 مليون برميل في اليوم.
وقدرت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان انتاج دول «أوبك» العشر بلغ 22.8 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي بالمقارنة مع سقف الانتاج الرسمي البالغ 21.7 مليون.
وقالت تقديرات مستقلة ان الزيادة في انتاج «أوبك» عن الحد الرسمي المتفق عليه بلغت 1.5 مليون برميل يوميا في يونيو (تموز).
ويقل تقدير الوكالة للتجاوزات الانتاجية عن التقديرات المستقلة لأن الوكالة اعادت تصنيف زيت «أورينوكو» الشديد الكثافة على انه ليس خاما عاديا، مما ادى الى تعديل تقديرات الانتاج لفنزويلا بالخفض.
ولا يشارك العراق في نظام الحصص الانتاجية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه. وبلغ اجمالي انتاج «أوبك» باضافة العراق 24.45 مليون برميل يوميا في يونيو بانخفاض 250 الف برميل عن انتاج مايو (ايار) الذي بلغ 24.70 مليون برميل في اليوم.
وقالت الوكالة ان انتاج العراق انخفض بمقدار 110 آلاف برميل يوميا مع استمرار اثر نظام التسعير بأثر رجعي على صادرات بغداد في اطار برنامج مبادلة النفط بالغذاء الموقع مع الامم المتحدة.
وتابعت الوكالة ان اجمالي انتاج النفط العالمي بلغ في المتوسط 75.3 مليون برميل يوميا في يونيو بانخفاض قدره 650 الف برميل يوميا.
وانخفض انتاج النفط من خارج «اوبك» بمقدار 420 الف برميل يوميا الى 47.3 مليون برميل يوميا في يونيو.
وبشأن اجمالي المخزونات النفطية لدى الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قالت الوكالة انه زاد بمعدل 1.2 مليون برميل يوميا في مايو الماضي بفضل نمو مخزون المنتجات المكررة.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري ايضا ان مخزونات النفط الخام استقرت من دون تغيير لتزيد الفترة التي تغطي فيها المخزونات الاستهلاك في مايو يوما واحدا عما كانت عليه قبل عام.
واضاف التقرير ان مخزون المشتقات الوسيطة زاد 0.52 مليون برميل في اليوم بينما ارتفع مخزون البنزين 0.21 مليون برميل في اليوم، مما رفع اجمالي المخزون الى 2.63 مليار برميل في مايو.
وانخفض مخزون النفط الخام 20 الف برميل في اليوم فقط ليصل الى 911 مليون برميل، اي منتصف النطاق الذي تحرك فيه خلال خمس سنوات وبما يقل عن المتوسط المعتاد في شهر مايو.
وكان مخزون شهر مايو يغطي استهلاك 56 يوميا اي أعلى من العام الماضي لكنه يقل بواقع يومين عن مستواه عام .1999 من ناحية اخرى واصل مزيج برنت خام القياس الاوروبي ارتفاعه في المعاملات الآجلة ببورصة البترول الدولية في لندن امس الجمعة بعد ان تجاوز مستوى المقاومة الرئيسي عند 26 دولارا للبرميل يدعمه اقبال احدى الشركات الكبرى على الشراء.
وفي الساعة 07،12 بتوقيت غرينتش كان خام برنت مرتفعا 44 سنتا في عقود أغسطس (آب) التي ينتهي أجل التعامل فيها الاسبوع المقبل ليصل الى 26.40 دولار للبرميل. وارتفعت عقود سبتمبر (ايلول) 52 سنتا الى 26.15 دولار للبرميل.
وقال متعاملون ان السوق ارتفعت عن مستوى 26 دولارا لأسباب فنية بعد ان ظلت تحاول اجتيازه طوال الاسبوعين الماضيين. لكن من المتوقع ان يواجه برنت مقاومة أخرى عند مستوى 26.36/26.56 دولار.
ودعم أسعار النفط في الصباح ما تردد عن اغلاق عدد من مصافي التكرير في الأجل القريب في الولايات المتحدة.
وارتفع سعر السولار في عقود يوليو (تموز) 3.25 دولار الى 216.25 دولار للطن.
وارتفع الخام الاميركي الخفيف بسوق «نايمكس» 42 سنتا للبرميل الى 27.25 دولار في عقود اغسطس خلال المعاملات الالكترونية على نظام «أكسيس».
الى ذلك ،ذكرت وكالة انباء «اوبك» امس نقلا عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط «اوبك» السبعة صعد الخميس الى 25.16 دولار للبرميل من 24.94 دولار يوم الاربعاء.
وتستهدف «اوبك» سعرا يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل من سلة خاماتها النفطية والذي يقل في العادة نحو دولار عن سعر مزيج برنت القياسي المستخرج من بحر الشمال، ونحو دولارين عن سعر الخام الاميركي الخفيف