التقارير تشير إلى استمرار استقرار السوق النفطية

تحليل اسبوعي للسوق النفطية

التقريران اللذان صدرا من وكالة الطاقة الدولية وادارة معلومات الطاقة الأمريكية يؤكدان ضعف الطلب العالمي على النفط، ويؤكدان صحة موقف اوبك من خفض الانتاج ليصل لأدنى مستوى له منذ عقد من الزمن، في سبيل المحافظة على استقرار الاسعار. ويمكن القول ان اوبك نجحت في المحافظة على الاسعار بين النطاق السعري 22- 28دولاراً للبرميل، رغم تجاوزات الحصص من قبل اعضاء اوبك التي تراوحت بين , 15مليون برميل و, 19مليون برميل في اليوم. والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل تتمكن اوبك من المحافظة على مستويات الاسعار حتى نهاية العام، خاصة وان الجزائر ونيجيريا قد تقدمتا برغبتهما برفع الانتاج في اجتماع اوبك القادم في 19سبتمبر؟ واذا قررت اوبك رفع الانتاج، فكم مقدار كمية الانتاج المتوقع والذي سيساعد في استمرار استقرار اسعار النفط؟
لقد خفضت وكالة الطاقة الدولية من مستويات الطلب على النفط بمقدار 50الف برميل يومياً، ليصل في المتوسط الى انخفاض قدره 200الف برميل في اليوم لهذا العام، وذلك لانخفاض الطلب في كل من آسيا وأوروبا. وتقدر وكالة الطاقة الدولية ان متوسط الطلب العالمي على النفط قد يصل الى حوالي , 763مليون برميل في اليوم في الربع الثالث، ومن المتوقع ان يرتفع حتى يصل الى , 782مليون برميل في اليوم في الربع الرابع، أي بزيادة قدرها , 19مليون برميل في اليوم خلال الربع الرابع. وتشير تلك التقديرات الى مبالغة وكالة الطاقة الدولية بمستويات الطلب في بداية العام، حيث قدرة زيادة الطلب بحوالي 600الف برميل في اليوم لهذا العام، مما يجعل من الصعوبة الوثوق في تقديراتها لزيادة الطلب في الربع الرابع، والمقدر بحوالي , 19مليون برميل في اليوم. ومما يؤكد ذلك التوجه ان السوق النفطية لم تتأثر كثيراً بذلك التقرير. وفي نفس الاطار، ترى ادارة معلومات الطاقة ان متوسط الطلب العالمي سيصل الى حوالي , 765مليون برميل في اليوم لهذا العام، وسيصل الى , 777مليون برميل في اليوم في سنة 2003، أي بزيادة قدرها , 12مليون برميل في اليوم.
وتساعد تلك البيانات في التوقع بمستويات زيادة حصص الانتاج التي على اوبك اتخاذها في اجتماعها القادم. فحسب وكالة الطاقة الدولية تحتاج السوق النفطية الى قرابة 2مليون برميل من النفط خلال الربع الرابع، بينما ترى ادارة معلومات الطاقة ان على اوبك رفع انتاجها بحوالي مليون برميل في اليوم في الربع الرابع حتى لا تقترب الاسعار من المستويات العليا للنطاق السعري البالغ 28دولاراً للبرميل. ويجب التنويه الى ان تلك التقديرات قد بنيت على افتراض انتعاش الاقتصاد الأمريكي ومن ثم العالمي، ولم تأخذ في الحسبان الضعف الذي طرأ على الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني، حيث سجل نموا قدره ,11%، وهو اقل من المتوقع بالنصف تقريباً، ولا يعتقد بانتعاش الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث والربع الرابع بنسب قد تستلزم الزيادة التي توقعتها الوكالتان بين مليون ومليوني برميل في اليوم.
وعلى أية حال، فإن تلك البيانات والمزيد من البيانات خلال شهر اغسطس وبداية سبتمبر ستساعد في التوقع بمقدار الزيادة التي ستقررها اوبك في مستويات الانتاج في سبتمبر القادم. ويأتي في مقدمتها مخزونات النفط في الدول الصناعية التي يبدو انها بدأت في الانخفاض بالفعل عن مستويات العام الماضي، ومدى استمرار التوتر في منطقة الشرق الاوسط، وخاصة فيما يتعلق بالتوتر بين أمريكا والعراق، اضافة الى مستويات الطلب المتوقعة في الربع الرابع. من الواضح ان هناك ارتفاعا متوقعا في الطلب، وان هناك زيادة في حصص انتاج اوبك. وستعتمد الاسعار على نسب الزيادة في كل من العرض والطلب، التي من الصعب تقديرها الآن. إلا ان تراجع مستويات المخزون النفطي والتوقع بقوة الطلب يعطينا تفاؤلا بالمحافظة على اسعار النفط في مستويات معتدلة حتى مع زيادة اوبك لحصص انتاجها.
abudahesh*************