قطاع الأعمال السعودي يفقد صاحب فكرة تأسيس أول شركة مساهمة صناعية

[ابوفهد]

فقد قطاع الاعمال السعودي أمس الدكتور محسون بهجت جلال عن عمر يناهز الـ 66 عاما، حيث غيبه الموت في العاصمة التونسية اثر نوبة قلبية فاجأته صباحا، نقل على اثرها الى المستشفى ليفارق الحياة بعدها. وكان الفقيد قد اختار تونس للعيش فيها خلال الاعوام الثلاثة الماضية وللاشراف ايضا على أعمال الشركة السعودية التونسية للاستثمارات التي يرأس مجلس ادارتها ويعتبر احد مؤسسيها. وقبيل وفاته اثر محسون جلال التواري عن الانظار والابتعاد عن الاضواء والصحافة والاعلام التي بقي فيها منذ مطلع الثمانينات، وخلق جوا من الحوار الفكري في قطاع الاعمال وخاصة الصناعي.
والدكتور محسون جلال هو واحد من الاقتصاديين السعوديين القلائل الذين عايشوا القفزات التنموية التي عاشتها بلادهم وراقبها بخلفيته العلمية والنظرية. وكان الفقيد من اوائل رجال الاعمال الذين امنوا بأن التصنيع هو الخيار الأفضل للمستقبل الاقتصادي السعودي. وكان صاحب فكرة تأسيس اول شركة سعودية مساهمة في قطاع التصنيع وهي شركة التصنيع الوطنية، حيث قاد فكرة تأسيسها ومراحل نموها الى ان وقفت على اقدامها، كما ساهم وقاد وشارك في تأسيس العديد من المشاريع الكبرى.
ويحسب للفقيد محسون جلال أنه كان أيضا صاحب اول مركز استشاري متخصص في تقديم الخدمات الى القطاع الخاص، في العام 1969، مستفيدا من خبرته في العمل قبل ذلك كاستشاري في مركز الدراسات الصناعية والتنموية.
وكان محسون جلال واحدا من السعوديين المتفوقين في التعليم، فبعد تلقيه تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدينة مكة المكرمة، مسقط رأسه، حصل على منحة تعليمية لاكمال دراسته في جامعة القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس في علم الاقتصاد بمرتبة الشرف في العام 1961، ثم حصل عام 1967 على الدكتوراه من جامعة روتجرز بولاية نيوجرسي الاميركية.
وبدأ الفقيد حياته العملية بالتدريس بجامعة الملك سعود في العام 1961 بعد تخرجه من جامعة القاهرة، ثم تفرغ للتحصيل العلمي وعاد اليها عام 1976 كأستاذ بعد حصوله على الدكتوراه. واختير في العام 1975 كنائب رئيس ومدير عام للصندوق السعودي للتنمية، وفيما بين عامي 1978ـ1981 مثل السعودية في صندوق النقد الدولي. واختير أيضا عضواً باللجنة الفنية بالهيئة العليا للنفط. ورأس مجلس إدارة مؤسسة الإستشارات السعودية لمدة خمس أعوام، وتمتع بعضوية مجلس إدارة البنك السعودي الدولي والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك). ولا يزال الكثير من رجال الاعمال الصناعيين الذين عاصروه من جيله يتذكرون كيف أن الفقيد اثرى ساحة قطاع الاعمال بارائه وافكاره الجريئة خاصة فيما يتعلق بالثورة الصناعية ابان حقبة الثمانينات. ومن ضمن الافكار التي اثارها في تلك الفترة امكانية تصنيع الورق في بلاده رغم ندرة المياه فيها والاشجار، ووصل ايمانه بالفكرة الى درجة انه رد على منتقديه بأنه سيلجأ الى انشاء غابة صناعية في العاصمة الرياض، اذا تطلب الامر لانجاح مشروعه.