الثـانـي اثنـيـن تبجـيـلا لــهُ نَـقــفُ
تعْظيمُـهُ شَـرَفٌ مـا بـعْـدَهُ شَــرَفُ
هُــوَ الــذي نَـصَـرَ المُخـتـارَ أيّــدَهُ
مُصَدقا حَيْـثُ ظنّـوا فيـه واختلفـوا
يُزلـزلُ الأرضَ إنْ خَطْـبٌ ألـمّ بـه
ويبذلُ الروحَ إنْ ديستْ لهُ طـرفُ
وَيشْهَدُ الغارُ والخيْطُ الذي نَسَجَـتْ
منْه العناكِـبُ سِتْـراً ليـس يَنْكَشِـفُ
بـأنّـهُ الصـاحـبُ المـأمـونُ جانِـبُـهُ
مهْما وَصَفْتُ سَيَبْدو فوقَ ما أصِفُ
سلِ الصحابـةَ عـنْ بّـدْرٍ وإخوتهـا
سلِ الذين علـى أضْلاعِهِـمْ زَحَفـوا
مَنْ شاهرٌ سيفَهُ فوْقَ العريشِ وَمَنْ
يَحُفّه النصـرُ بـلْ بالنصـر يَلتحِـفُ
هُـوَ الـذي خَصَّـهُ الرحمـنُ مَنْـزلَـةً
هيَ المَعيةُ إذْ نصَّت بهـا الصُحُـفُ
هـذا العتيـقُ الـذي لا النـارُ تلْمَسُـهُ
ولا تلـبَّـسَ يـومــا قـلـبَـه الـوَجَــفُ
كُـــلُّ الصـحـابـةِ آخـــوهُ وأوَّلُـهُــمْ
هذا الذي شُرِّفَتْ في قبـره النَّجَـفُ
أمْسُ استضافت عيوني طيفَهُ وأنـا
مِنْ هيبةِ الوجهِ حتى الآن أرْتَجِفُ
ومـرَّ بــيْ قـائـلا :لا تَبْتَـئِـسْ أبــدا
بـمـا يُـخَـرِّفُ مَعْـتـوهٌ وَمُـنَـحـرِفُ
يـا سيّـدي قلـتُ: عهـدُ الله يُلزمُنـي
مـنْ كُـلّ أخـرقَ سبَـابٍ سأنتصِـفُ
سأكتبُ الشعرَ في الأرحامِ أزْرَعُهُ
حتى تُحَدِّثَ عَـنْ أخبـاركَ النُطَـفُ