للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 31-05-2003, 02:25 PM   #1
ابن اليمامة
متداول فعّال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2002
المشاركات: 156

 

افتراضي لا تقنع بما دون النجوم

لا تقنع بما دون النجوم

ربيع حداد


إن المسلم مطالب دوما بالتطور والرقي نحو الأفضل والأسمى في كل شيء. والشواهد على هذا من كتاب الله والسنة كثيرة ومتنوعة، فقد قال تعالى :{ وقل ربي زدني علما}، وقال أيضا :{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :{اغتنم خمسا قبل خمس…} الحديث، وقال :{ إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره دنيها وسفسافها}، وفي كل هذا حث واضح على الاغتراف من العلم والمعارف النافعة وتطوير القدرات وتوسعة المدارك والأفاق.
ولا يتحقق هذا إلا إذا توفرت في المرء مزايا ومواصفات معينة تتيح له طلب ذلك وتجعله في متناوله، وجماع ذلك كله: علو الهمة. قال الإمام الماوردي في أدب الدنيا والدين :{ أما علو الهمة فهو الباعث على التقدم، وداع إلى التخصيص، أنفة من خمول الضعة، واستنكارا لمهانة النقص. وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" لا تصغرن هممكم، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم".
وقال ابن الجوزي في المدهش :" إن هممت فبادر، وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لا ينال المفاخر من رضي بالصف الآخر". وقال أبو فراس الحمداني:


سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ونحن أناس لا توسط عندنا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن خطب الحسناء لم يغله المهر

طلب الأسمى ينسحب على كافة جوانب حياة المسلم، إذ أنه مأمور بطلب العلم الشرعي (ما تعين على الأقل) ومطالب بالأخذ بالأسباب فيما يتعلق بموارد رزقه وعمله وأمور دنياه، ومطالب بالأعمال الصالحة التي تترجم ما وقر في القلب من الإيمان وتصدقه. لقد تفانى الصحابة رضوان الله عليهم في هذا النوع الأخير، وتنافسوا فيه أيما تنافس حتى أصبحوا مشاعل خير تنير درب السائرين على هداهم في كل زمان ومكان.
والمتفرس في أحوال المسلمين اليوم يجد أنهم قد أخلدوا إلى الأرض وأخذوا بالرخص إلى أن أصبحت هي الأصل، وتركوا العزائم، فركنت نفوسهم إلى الدنيا، وخارت هممهم، وتبلد فيهم الحس والضمير وتخدر الشعور، فلا دمع اليتامى ولا نوح الحزانى، ولا استغاثات المنكوبين والمكروبين تحرك فيهم معني الأخوة والمسؤولية، وكأن الأمر لا يعنيهم

أنفت لهذا النشء دينا نريده طويلا على صد الكوارث باعا
يدب إلى البلوى هزيلا كأنه ربيب خمول نشأة ورضاعا
فما استنهضت منه الرزايا عزائما ولا أحكم التجريب منه طباعا
فلا هو بالجلد المطيق احتمالها ولا بالشجاع المستميت ضراعا
فكم زعزع ما حركت منه ساكنا وكم فرص عنت له فأضاعا

لم يحركهم سقوط الخلافة، ولم ينبههم زرع السرطان "الإسرائيلي" في جنب أمتنا، ولم يوقظهم اغتصاب أراضي المسلمين في شرق الأرض وغربها، اللهم إلا حفنة ممن سمت نفوسهم، وتاقت أرواحهم إلى الجنان، فترفعوا عن ثقلة اللحم والدم، وتخطوا حواجز الوهن فسطروا بدمائهم أروع الملاحم في التضحية والتفاني والإقدام، ورسموا بأشلائهم أبدع الصور في الأخوة والمحبة والإيثار، آخذين بأعنة أفراسهم، كلما سمعوا صيحة أو فزعة طاروا إليها يبتغون الموت في سبيل الله.
هؤلاء هم نجوم هذا الزمان وكواكبه الدرية، هم الذين فهموا طبيعة هذا الدين وترجموا نصوصه إلى أعمال وأفعال، كسروا حواجز الخوف وتخطوا حدود التفرقة والاستعمار، سابحين في فلك "انفروا" وقد سئمت نفوسهم التبرير والتعليل، أتعبوا أجسادهم في مراد أنفسهم!!

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

إن لله سننا كونية لا تتبدل ولا تتحول، والمسلم في تعامله مع أية قضية أو حالة يجب أن ينطلق من مسلمات وثوابت هذا الدين العظيم، وإلا صرف وقته وأنفق ماله وبذل جهده فيما لا طائل منه.
قد يسيء البعض فهم هذا المبدأ وقد يظنوه دعوة إلى الإحباط والتخاذل، لكنه على العكس من ذلك تماما، إنما ندعو كل داعية مخلص وعالم عامل في أي بقعة من بقاع الأرض أن يقف مع نفسه وقفة تقويم وترشيد صادقة، نطالبه بإعادة حساباته فيما شرع فيه من أعمال ونشاطات الدعوة، نناشده الله إلا فعل!! كي نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا من حيث بدأوا، وحتىلا نضيع فرصا ونحن نحسب أننا نحسن صنعا، ولا بد من تطوير الوسائل والأساليب والنظم والمناهج، ولكن في إطار الفهم الصحيح لأصول منهج التغيير في الإسلام.
كيف نصل إلى "العامة"؟ ما هو أسلوب الخطاب؟ كيف ننتشل الملايين من أبناء الدنيا من مستنقع الدنيا الآسن، وننهض بهممهم نحو المعالي؟ كيف نرتقي بالأمة إلى مستوى { خير أمة أخرجت للناس}، كيف نحقق نكران الذات ومعاني الأخوة والإيثار؟..لا شك أن نقطة البداية هي أنفسنا

إذا غامرت في أمر مروم فلا تقنع بما دون النجوم
ابن اليمامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.