سابك : لم يحدث تردّ وظيفي.. والمسألة مجرد تغيير في المسميات

[نديم الشاشة]

الجزيرة ..

أكدت سابك أن الهيكل الوظيفي لم يأت على حساب القوى العاملة الوطنية بل اتاحت فرصا كثيرة للشباب السعودي وان إقالة ما يقارب الثمانين موظفا سعوديا جانب الحقيقة مشيرا الى ان الهيكلة راعت تماما حقوق العاملين دون المساس بفرصهم الوظيفية في هيكلة. جاءت بعد دراسات علمية متأنية ومستفيضة ومراعية تماما للخصوصية السعودية جاء ذلك خلال تعقيب نائب الرئيس للعلاقات العامة الاستاذ محمد بن سليمان المطوع وفيما يلي نصه:
سعادة الأستاذ خالد المالك
رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اشارة الى المقال المنشور تحت عنوان «المردود والمفهوم في هيكلة سابك»، على الصفحة «11»، بعدد جريدتكم العامرة رقم «10910»، الصادر في 3 جمادى الآخرة 1423هـ «12 اغسطس 2002م» .. اشكر لسعادتكم والمحرر الاقتصادي حسن متابعتكم وثقتكم الغالية في «سابك»، والثناء على تجربتها الصناعية.
واسمحوا لي أن ألقي بعض الاضواء على أبعاد هيكل «سابك» التنظيمي الجديد، موضحا اهداف التغيير الذي انتهجته الشركة.
أولا: كانت «سابك» تدير اعمالها خلال سنواتها الاولى بمفهوم «الشركات» وهي التي انتهجت منذ البداية «المشاريع المشتركة» مع نخبة الشركات الدولية اسلوبا لمعظم صناعاتها، وظلت في مراحلها المبكرة تعتمد اعتمادا ملموسا على الشركاء الدوليين نظرا لحداثة تجربتها آنذاك، لكن بعد مرور السنوات نضجت تجربتها، ونمت خبراتها ومهاراتها، وبلغت مرحلة تؤهلها للمشاركة الفاعلة في الادارة التشغيلية لشركاتها، والاضطلاع بالدور الاعظم في هذا الجانب.
وقد ناسبت الادارة بذلك الاسلوب مرحلة «سابك» الاولى وهي مرحلة «التأسيس والبناء»، لكنها استجابة لتحديات التطوير والتغيير انتهجت عام 1997م مفهوما جديدا هو مفهوم «وحدات العمل الاستراتيجية»، الذي استهدف جمع مختلف الانشطة والمعلومات طبقا لرؤية الشركة، ووضع الاهداف المنشودة، وتطوير الاستراتيجيات، وبرامج العمل اللازمة لتحقيقها.. في هذا الاطار اسندت الاعمال الى وحدات استراتيجية ضمن خمس مجموعات صناعية رئيسة، على ان يتم تقييم هذه التجربة خلال ثلاث الى اربع سنوات بعد التطبيق.. لذا فإن التغيير الذي حدث مؤخرا لا يعدو كونه امتدادا للنظام المعمول به، وتطويرا وتفعيلا له باستثمار الايجابيات، وتلافي جوانب القصور، والأخذ بالاعتبار الاستثمارات الخارجية والتي تحققت بحمد الله هذا العام من خلال شركة «سابك الاوروبية للبتروكيماويات»، اضافة الى خطتها المتعلقة ب«الخدمات المشتركة» التي ستعمل على تطوير الخدمات المشتركة بين «سابك» وشركاتها، ورفع كفايتها، وادارتها بالاسلوب التكاملي الامثل الذي يقوي صلات الشركة بزبائنها، ويقلل التكاليف من خلال توحيد معايير الاعمال.
ثانيا: يتسم الهيكل بقدر كبير من الشفافية، الساعية الى حسن ادارة الوقت، وتسريع الاتصالات عبر توضيح المسؤوليات والصلاحيات، وتقوية الاتصالات بين الفريق الاداري رأسيا وأفقيا، واختصار الاجراءات الادارية، وما لذلك من تسريع لعملية اتخاذ القرارات، كذلك تفعيل المراقبة الدورية للمؤشرات المالية، ومعدلات الاداء والانتاجية والجودة، وتعزيز روح الفريق الواحد بين مجموعة العاملين.
ثالثا: الهيكلة الجديدة لم تأت على حساب القوى العاملة الوطنية.. بل هي اتاحت فرصا كبيرة للشباب السعودي الطموح لتولي المراكز القيادية، وكلهم من ابناء «سابك» الذين بذلت الكثير من الجهد والمال لاستقطابهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم.
وليس صحيحا ان الهيكلة ادت الى «تردّ وظيفي» لبعض المسؤولين، حيث تم انزال «نواب رئيس» الى درجة اقل في السلم الوظيفي بمسمى «مديرين عامين» كما جاء في المقال.. بل حقيقة الامر ان قطاعات العمل الاستراتيجية في الهيكل السابق كان المسؤول الاول عن كل منها رئيس القطاع بمسمى «نائب الرئيس التنفيذي»، وكان كل قطاع يضم عددا من «نواب الرئيس» الذين يعملون معه، بينما يرأس القطاع في الهيكل الجديد «نائب رئيس»، ويضم كل قطاع عددا من «المديرين العامين» و«المديرين».. اي انه اختلاف فقط في المسميات، دون مساس بالصلاحيات.
رابعا: القول بأن الهيكل الجديد اسفر عن اقالة ما يقارب الـ«80» موظفا سعوديا، واحالتهم للتقاعد المبكر هو قول يجانب الحقيقة.. ذلك لأن الهيكل راعى تماما كامل حقوق العاملين دون اي مساس بفرصهم الوظيفية.
وما اريد ايضاحه في هذا الجانب ان الشركة منذ سنوات عديدة اعتمدت نظاما للتقاعد المبكر يستفيد به الراغبون من العاملين السعوديين وفق شروط معينة بعد موافقة الرؤساء المباشرين، وكان عدد المتقدمين لا يشكل نسبة «5%» من مجموع العاملين بمركز الشركة الرئيس، وهي نسبة معقولة في مثل هذه الظروف.. وان جميع الذين تركوا الخدمة وفق النظام اختاروه بكامل ارادتهم ورضاهم، ولم تجبر الشركة احدا على الاطلاق.
ختاما: أود التأكيد على ان الهيكل الجديد جاء في ضوء دراسات علمية متأنية ومستفيضة، وهو يراعي تماما خصوصية المملكة، والقيم الثقافية والاجتماعية للمجتمع السعودي.. مستهدفا تحقيق التوازن الامثل محليا وعالميا.. ولا يرمي الى التغيير بحد ذاته، بل التغيير التطويري.. وهو عمل طموح قامت به «سابك» كغيرها من الشركات الكبرى محليا وعالميا لمواكبة المنافسة الحادة في الاسواق، وتطوير الاعمال انسجاما مع متطلبات المرحلة الحالية، التي تشتد فيها حدة المنافسة الدولية، وتسعى «سابك» خلالها لتعزيز حضورها، وتنمية قدراتها في الأسواق العالمية، بعد الوفاء بمسؤولياتها الوطنية.
ولقد اصبحت «سابك»، بحمد الله وتوفيقه، اكبر شركة بتروكيماوية في منطقة الشرق الأوسط، وهي في سعي متواصل لاستقطاب اكثر التقنيات العالمية تقدما في الميادين الانتاجية والتسويقية، وتطوير اعمالها الادارية بتطبيق احدث الانظمة الادارية والمعلوماتية، لتحقيق نقلة نوعية كبيرة تجسد رؤياها ورسالتها، لتصبح باذن الله في طليعة الشركات العالمية الرائدة في تصنيع وتسويق المنتجات الهيدروكربونية والمعدنية.
اشكر لكم حسن تعاونكم، متطلعا الى تطوير آفاق هذا التعاون لما فيه الصالح العام.