نحن مستفيدون مما يجري ولكن بشرط ...!

[ميكروديناميك]

مع هذه الانتكاسة السريعة التي تواجهها الاسواق العالمية تكثر التكهنات بمستقبل الايام ولعل الاشارة التي فهمها المتعاملون في الاسواق المالية بعد خفض التصنيف الائتماني لامريكا انها بداية الدخول في في ركود اقتصادي طويل وهو اقوى الاحتمالات السائده حتى الآن .

الحقيقة ان من يتوقع ان اموال السندات الامريكيه ستتدفق الى الاسواق الناشئه واهم والكل يجمع بعد ما حصل في هذه السندات انها افضل سندات لانها بإختصار افضل السيئين ،أو الاقل سوءا وليس امام ملاك هذه السندات سوى الانتظار الى حين تعافي هذه السندات والذي يقدره الخبراء بثمانية عشر سنه على اقل تقدير .

ومن المضحك ان يقول احد ان انخفاض الاسواق غير مبرر لان هذا الكلام ليس صحيحا ، فبعد ان عجزت امريكا بكل الحلول التي قدمتها خلال الازمة الماضية عن انقاذاقتصادها من ركود طوي الاجل فذلك يعني ان العالم سيعاني ايضا خصوصا مع سعي كل الدول الى خفض عملاتها من تجنب كساد اقتصادي اكبر تظهر بالجوار ازمة اوربا وسنداتها التي تزداد خطورتها يوما بعد يوم كل ذلك يقود الاقتصاد العالمي كله الى ركود اقتصادي عالمي وليس في امريكا او اوربا لوحدها ، وهذا يعني اننا ايضا معرضون الى حدوث ركود اقتصادي طويل نحن ايضا .

ان امريكا تستهلك 35% من الانتاج العالمي واوروبا تستهلك 28% من الانتاج العالمي ومعنى حصول ركود اقتصادي في هذه المناطق يعني ان هذه الدول ستضطر سنويا الى خفض الاستهلاك بنسب سنويه لا تقل عن 10% حتى يمكنها تجنب كساد اقتصادي وهذا الشيء يعني انخفاض اسعار السلع والطاقة واهمها بالنسبة لنا النفط الذي من المحتمل عودته الى ما دون العشرين دولار بسبب خفض الاستهلاك هذا .

لايمكننا على الاقل على مدى سنتين قادمه الحديث عن آمال جيده لذلك هذه العاصفه التي تمر بها الاسواق يمكنها ان تكون البداية لعواصف اكثر سوءا .

ولكن في لعبة الاقتصاد حيث يوجد طرف خاسر يوجد طرف رابح سنة الكون الازليه فحين تهب عاصفة في منطقة فانها تمطر في اخرى ، ويمكننا النظر في الطرف المقابل لما يجري في امريكا واروبا فان آسيا تستقل وتتشكل قوى اقتصاديه جديده فحجم التبادلات التجارية في الشرق هي اكبر بكثير منها في الغرب ومعدلات النمو تزداد وهذا مؤشر جيد لان نكون طرفا رابحا على الدوام.

ولكن للأسف ان ديمومة هذا الربح تشترط ان يراجع الجميع سياساته الماليه بدا بالمالية العامة ونهاية بالافراد فنحن ايضا نحتاج الى ان نواجه هذا الركود ونحتاج الى حزمة كبيرة من الاعمال والسياسات المالية الذكية ويجب على وزارة المالية فورا وعاجلا خفض الاحتياطات النقديه لان الاحتياطي النقدي الان يتعرض الى خسائر فادحه وسيستمر مسلسل الخسائر الى فترة اطول من المتوقع واعادة هيكلة هذا الاحتياطي لخلق موارد ماليه وزيادة الانفاق الحكومي المباشر وليس من خلال قنوات اقتصاديه لان معدلات التضخم العالميه ستتراجع وبالتالي فاننا بحاجة الى خلق توازن بالمحافظة على معدلات تضخم معقوله للحفاظ على معدلات نمو مستقبيليه جيده .

اما بالنسبة للشركات المنتجه فمن الاجدى لها الآن مراجعة سياساتها السعريه بخفض كميات الانتاج وتأجيل التوسعات على حساب المحافظة على المستويات السعريه التي تضمن تحقيق ربحيه في المستقبل المنظور.

واخير الافراد والذين يحتاجون حاليا الى ان يقوموا فعلا بزيادة الوعي وخفض نفقاتهم سواء من خلال الحملات الاجتماعيه المكثفه او من خلال ادراكهم الذاتي بان العالم يواجه خطرا اقتصاديا ويجب ان نحافظ اكثر على الاموال التي بين ايديهيم وفي رأي يجب ان نتحول الى دعاة لخفض نفقاتنا الاستهلاكيه الغير ضروريه والتي ترهقنا كثيرا وتزيد من حجم معاناة المجتمع ككل.

وختاما اتمنى للجميع التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة .