موجات الفساد الأمريكية تضرب بورصات العالم وتدفعها للتراجع

[ابوفهد]

أدى الظهور الحاد لموجة الفساد في الشركات الأمريكية على كل مستوياتها المختلفة سواء شركات أوراق مالية أو شركات محاسبة أو شركات مدرجة في البورصة، وذلك بقيادة مديري الشركات أنفسهم، إلى فقدان المستثمرين الثقة في البورصات الأمريكية سواء بورصة نيويورك أو ناسداك، وهو ما تسبب في موجة بيع كثيفة للأسهم مما أدى إلى تراجع كبير لأسعار الأسهم ومؤشرات هذه البورصة. ومن الواضح أن التراجع الذي سببه انتشار الفساد في العديد من الشركات كان أكثر قسوة من الهبوط الذي تلى أحداث 11سبتمبر لعدم قدرة المستثمرين على تحمل الضربات المتتالية التى أدت إلى خسائر ضخمة وصلت حسب التقديرات الأمريكية إلى فقدان الأسهم لحوالي 7تريليونات دولار من قيمتها وهو ما يعنى خسائر فعلية للمستثمرين بنفس القيمة من الدولارات .وساهم في تفاقم الأزمة وتحول الخسائر من شكلها الدفتري في أسعار الأسهم إلى خسائر حقيقة ، قيام عدد هائل من المستثمرين ببيع أسهمهم. وكان السبب الرئيسي لعمليات البيع، هو ظهور النتائج الحقيقة في شركات بما أظهر ديونا هائلة بعشرات المليارات من الدولارات وخسائر ضخمة وتراجع كبير في الأصول، بدلا من الأرباح الزائفة. وساهمت هذه الحالة في فقدان المستثمرين لثقتهم في الأسواق المالية، خاصة في ظل اشتراك الأطراف الرئيسية في السوق، في عمليات التلاعب. وأدى التراجع الحاد الذى شهدته بورصتا وول ستريت وناسداك إلى قيادة أسواق العالم إلى الهبوط بشكل جماعي وبلا استثناء تقريباً، وذلك نتيجة للدور القيادي الذى تلعبه سوق المال الأمريكية على مستوى العالم. وقد شمل الهبوط، الأسواق المتقدمة الرئيسية وامتد ليشمل جميع الاسواق الناشئة. وارتبطت حدة التراجع طردياً بمدى ارتباط اقتصاد الدولة وانفتاحها على الاقتصاد العالمي .وول ستريت تتراجععلى الرغم من أن أسعار الأسهم الأمريكية ومن ورائها غالبية أسواق العالم، قد حققت ارتفاعاً ملحوظاً في نهاية الربع الأول من العام الحالى، وذلك نتيجة للإجراءات الاقتصادية والنقدية التي تم اتخاذها لمواجهة أحداث سبتمبر لترتفع إلى مستويات تفوق مستوياتها قبل الأحداث، إلا أن موجة الفساد تسببت في هبوط حاد لهذه الاسهم يفوق كثيراً ما سببته ضربات سبتمبر. ونتيجة لسياسات مواجهة الأزمة بعد أحداث سبتمبر، صعدت أسعار الأسهم في إبريل الماضي إلى أعلى مستوياتها خلال العام الحالي ثم هبطت بشدة عقب الكشف عن حالات فساد متعددة خلال الأشهر الثلاثة التالية لتقل أسعار الأسهم إلى أدنى مستوياتها خلال أغسطس. وبمقارنة مستوى المؤشرات خلال الفترة من 17إبريل وحتى 6أغسطس بعد ظهور حالات الفساد، نجد أن مؤشر داو جونز الصناعي هبط بنسبة ,178% ليسجل , 82749نقطة، بالمقارنة مع , 102208نقطة. وخلال نفس الفترة هبط مؤشر الأسهم الأمريكية استاندر أند بورز 500بنسبة ,234% ليسجل , 85957نقطة مقابل ,11259نقطة وهبط مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا ,304% ليسجل , 125955نقطة مقابل , 18107نقطة. وحققت الأسهم اليابانية تراجعاً حادا، وهبط مؤشر بورصة طوكيو الرئيسي نيكى 225بنسبة ,178% ليسجل , 98012نقطة مقابل , 115543تقطة. وانخفض مؤشر الأسهم البريطانية الفانيانشيال تايمز 100بنسبة ,219% ليسجل 4131نقطة مقابل , 52639نقطة. كما هبط مؤشر الأسهم الفرنسية كاك 40بنسبة ,286% ليسجل , 328479نقطة مقابل , 45793نقطة. وهبط مؤشر بورصة فرانكفورت داكس 30بنسبة ,329% ليسجل , 356864نقطة مقابل , 53186نقطة .وفي استراليا حقق مؤشر سيدني هبوطاً بنسبة ,123% ليسجل , 29378نقطة مقابل , 33506نقطة. كما هبط مؤشر الأسهم النمساوية ببورصة فيينا بنسبة , 162ليسجل , 111699نقطة مقابل , 13323نقطة. وهبط مؤشر بورصة بروكسل للأسهم البلجيكية بنسبة ,263% ليسجل , 20996نقطة مقابل , 28474نقطة. وفي كندا هبط مؤشر الأسهم الرئيسي ليسجل ,171% , 651916نقطة مقابل , 78681نقطة، وهبط مؤشر بورصة كوبنهاجن للأسهم الدينيمركية ,45% ليسجل , 21145نقطة ومقابل , 2219نقطة، وفي إيطاليا هبط مؤشر بورصة ميلانو ,258% ليسجل , 112267نقطة مقابل 1513نقطة، وفي هولندا هبط مؤشر بورصة امستردام ,359% ليسجل , 33832نقطة مقابل , 5288نقطة، وفي أسبانيا هبط مؤشر بورصة مدريد ,238% ليسجل , 64331نقطة مقابل , 8446نقطة، وهبط مؤشر البورصة السويدية في بورصة استكهولم ,313% ليسجل , 15355نقطة مقابل , 2328نقطة، وفي سويسرا هبط مؤشر الأسهم ,85% ليسجل , 51272نقطة مقابل , 66913نقطة .ومن الملاحظ أن موجات الهبوط أكثر حدة في الدول الصناعية الرئيسية وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. كما يلاحظ أيضا ان التراجع قد انتقل إلى باقي البورصات الرئيسية بشكل سريع نتيجة لتأثر البورصات الكبرى بما يحدث في الأسواق الرئيسية وفي مقدمتها نيويورك وناسداك. وساهمت ظروف محلية في زيادة حدة الانخفاض في هذه البورصة أو تلك، ومن بينها حجم البورصة واعتمادها بشكل أساسي على عدد محدود من الأسهم التي تمثل جانبا كبيراً من رأس مالها السوقي، فعلى سبيل المثال ساهم سهم أريكسون في زيادة حدة الهبوط في بورصة السويد عن غالبية البورصات الأوروبية .عزف "مارش" التراجعتبعت الاسواق الناشئة خطى البورصات المتقدمة، وهبطت بشكل جماعي وبلا استثناء أيضاً. واختلفت حدة الهبوط حسب حجم السوق ومدى انفتاحه وارتباطه بالاقتصاد العالمى وبالإضافة إلى مكونات الاقتصاد ومدى تحرره وكذلك الميزان التجارى ومدى ارتباط الدولة اقتصاديا مع الدول الكبرى وبشكل خاص مع الولايات المتحدة الأمريكية .وأثرت الاختلافات الجوهرية في مكونات كل اقتصاد ومدى انفتاحه وارتباطه بالاقتصاد العالمي وبالإضافة إلى المنطقة التى يتبعها، في تحديد مدى الانخفاض الذي شهدته أسعار الأسهم في هذه الدولة أو تلك. كما ساهمت العوامل المحلية في كل اقتصاد في تحجيم أو زيادة الانخفاض. ويمكن تقسيم الدول الناشئة إلى عدة مناطق، أهمها النمور الآسيوية في جنوب شرق آسيا، وأسواق أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وأخيراً شرق أوروبا.هبطت أسهم دول جنوب شرق آسيا بشكل حاد تبعا لتراجع الاسهم الامريكية، وذلك نتيجة لعلاقاتها التجارية الكبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية واعتمادها بشكل أساسي على الصادرات كمصدر للدخل، بالإضافة إلى أن غالبيتها من المستوردين للطاقة باستثناء إندونيسيا، وهي تأثرت سلبا بارتفاع أسعار الطاقة .وهبط مؤشر بورصة سيول في كوريا الجنوبية ,281% خلال الفترة من 18أبريل الماضي وحتى 6أغسطس ليسجل , 67378نقطة بالمقارنة مع , 93761نقطة، وهبط مؤشر بورصة تايوان في 13يونيو الماضي وحتى 6أغسطس بنسبة ,292% ليسجل , 457235نقطة بالمقارنة مع , 64621نقطة، وهبط مؤشر أسهم تايلاند 15% ليسجل , 36266نقطة في 6اغسطس بالمقارنة مع أعلى مستوياته خلال العام والتى سجلها في 13يونيو الماضى والبالغة , 42645نقطة، وهبط مؤشر بورصة مانيلا لأسهم الفلبين ,261% ليسجل , 108521نقطة في 6أغسطس بالمقارنة مع أعلى مستوياته في 19فبراير الماضى والبالغة , 14697نقطة، وهبط مؤشر بورصة ماليزيا 11% ليسجل , 71918نقطة في 6أغسطس بالمقارنة مع أعلى مستوياته في 23أبريل الماضي البالغة , 8017نقطة، وهبط مؤشر بورصة جاكرتا للأسهم الإندونيسية ,201% ليسجل , 44093نقطة في 6أغسطس بالمقارنة مع أعلى مستوياته خلال العام في 16أبريل الماضي البالغة , 55161نقطة .وهبط مؤشر بورصة الهند ,1086% ليسجل , 30236نقطة في 6اغسطس بالمقارنة مع أعلى مستويات
ه في 26فبراير الماضى البالغة , 371274نقطة، كما تراجع مؤشر هونج كونج ,841% ليسجل , 970069نقطة في 6أغسطس بالمقارنة مع , 1197416نقطة وهي أعلى مستوياته خلال العام في 17مايو الماضي، وأخيرا هبط مؤشر بورصة الصين ,42% ليسجل , 392068نقطة في أغسطس بالمقارنة مع , 409279نقطة في أعلى مستوى له خلال العام في 28يونيو الماضي. ومن الملاحظ أن البورصة الصينية هي الأقل تأثيرا بالأحداث الأمريكية نتيجة لمعدلات النمو القوية للاقتصاد الصيني، ولأن الصين في حد ذاتها قارة اقتصادية، تستطيع تقليل المؤثرات الخارجية على اقتصادها، عندما تكون تلك المؤثرات سلبية. البرازيل تقود البورصات اللاتينيةقادت البرازيل تراجع البورصات اللاتينية والتي هبطت مؤشراتها بشكل جماعي. وبتوحيد فترة المقارنة بين أعلى مستوياتها خلال العام في تواريخ مختلفة وحتي أغسطس في كل الأسواق، نجد أن بورصة ساوباولو قد هبطت بنسبة ,338% ليسجل مؤشرها , 97558نقطة، وهبط مؤشر بورصة الأرجنتين ,124% ليسجل , 2014427نقطة بالمقارنة مع أعلى مستوياته في 6فبراير الماضي البالغة , 2300572نقطة وهبط مؤشر بورصة شيلى ,92% ليسجل , 495277نقطة بالمقارنة مع , 54581نقطة في 8مارس وبتوحيد فترة المقارنة بين أعلى مستوى للمؤشرات خلال العام في تواريخ مختلفة وحتى 6أغسطس في كل الأسواق ، نجد أن مؤشر التشيك هبط بنسبة ,81% ليسجل , 4401نقطة بالمقارنة مع , 4794نقطة في 10مايو الماضي .وهبط مؤشر استونيا ,193% ليسجل , 15425نقطة بالمقارنة مع , 19133نقطة في 26أبريل الماضي، وتراجع مؤشر بورصة أثينا للأسهم اليونانية ,209% ليسجل , 209308نقطة بالمقارنة مع , 264631نقطة في أول إبريل الماضي نقطة، وهبط مؤشر بورصة المجر ,204% ليسجل , 712448نقطة بالمقارنة مع , 984887نقطة في 8مايو الماضي نقطة، وتراجع مؤشر بورصة لاتفيا ,83% ليسجل , 22096نقطة بالمقارنة مع , 103843نقطة في 13مايو الماضي، وهبط مؤشر بورصة ليتوانيا 10% ليسجل , 93428نقطة مع , 1003843نقطة في 26إبريل الماضي وهبط مؤشر بورصة بولندا 21% ليسجل , 1288099نقطة بالمقارنة مع , 163116نقطة في 25يناير الماضي، وهبط مؤشر البرتغال 218% ليسجل , 1611777نقطة بالمقارنة مع , 206838نقطة في 4يناير الماضي، وانخفض مؤشر رومانيا ,21% فقط ليسجل , 127611نقطة بالمقارنة مع , 130402نقطة في 17يونيو الماضي، وهبط مؤشر بورصة تركيا ,293% ليسجل , 1059938نقطة مقابل أعلى مستوياته في يناير البالغة 14999نقطة، وهبط مؤشر بورصة سلوفاكيا ,74% ليسجل , 11288نقطة بالمقارنة مع أعلي مستوياته في 10يناير البالغة , 12198نقطة .في إفريقيا والشرق الأوسط هبطت بورصات إفريقيا والشرق الأوسط بشكل محدود نتيجة لضعف اندماجها في الاقتصاد العالمي والتحرير الجزئي لعملاتها باستثناء جنوب إفريقيا الأكثر اندماجا في الاقتصاد الدولي. كما ساهم إرتفاع أسعار النفط في دعم بورصة نيجيريا المصدرة للخام .وخلال فترة المقارنة بين أعلى المستويات خلال العام في تواريخ مختلفة وحتى 6أغسطس، نجد أن مؤشر البورصة المصرية هبط بنسبة ,13% ليسجل , 63211نقطة بالمقارنة مع أعلى مستوياته في 18يوليو الماضي البالغة , 64016نقطة .وهبط مؤشر بورصة الأردن ,78% ليسجل , 17825نقطة بالمقارنة مع , 19325نقطة في 8يوليو الماضي .وهبط مؤشر نيجيريا ,03% فقط ليسجل , 1297027نقطة بالمقارنة مع , 1300505نقطة .وهبط مؤشر جنوب إفريقيا , 223ليسجل , 90527نقطة بالمقارنة مع أعلى مستوياته في 22مايو الماضي البالغة , 1165336نقطة .ويمكن القول إجمالا، أنه على الرغم من انخفاض جميع مؤشرات الأسواق الرئيسية والناشئة بنسب مختلفة، إلا أن الجانب الأكبر من الانخفاض كما يتضح من الجداول وفترات المقارنة تحقق بعد تفشي الفساد في الشركات الأمريكية ليصبح ظاهرة عامة، وهو ما أدى إلى طلب هيئة سوق المال الأمريكية من 697شركة أمريكية كبرى تقديم بيانات مالية مرفقة بتعهدات شخصية بصحة هذه البيانات وذلك من بين 947شركة طلبت منهم هيئة سوق المال الأمريكية تقديم هذه البيانات .ويوضح الطلب فقدان هيئة سوق المال الأمريكية نفسها للثقة في المراجعين والمحاسبين لميزانيات الشركات .ويؤكد بالتالي أن موجة الفساد قد لعبت الدور الرئيسي في تراجع سوق المال الأمريكي ومن بعده الأسواق الكبرى والناشئة . وأصبح من العسير توقع شفاء سريع للأسواق من الضربات الموجعة التي تلقتها بدءا بأحداث 11سبتمبر ثم الفساد الأمريكي وتراجع أرباح الشركات وتقليل صندوق النقد الدولي لتقديراته السابقة لمعدلات النمو . وهو ما يزيد من احتمالات استمرار حالة التراجع في معظم الأسواق العالمية في العام الحالي على الأقل