الأخبار الاقتصادية ليوم السبت 15 / 11 / 1426هـ الموافق 17 / 12 / 2005م

[كناريا]

سمة العمق

رغم الآراء المتضاربة التي تثار حيال مستقبل أداء سوق الأسهم السعودية، بين متفائل، ومتشائم، إلا أن نتائج الميزانية السعودية، منحت السوق دعما إيجابيا على المستويين القريب والمتوسط.

ولا شك أن اختراق الناتج المحلي الإجمالي في السعودية حاجز التريليون، وصولا إلى أكثر من 1.15 تريليون ريال أسهم في تعزيز السيولة لدى الأفراد الذين يفترض أن تكون دخولهم السنوية قد ارتفعت، وهو ما يعني أن المجال مفتوح في زيادة عدد المستثمرين في السوق، وارتفاع قدرة المواطنين أيضا على المشاركة في الاكتتابات المقبلة.

إن أهم سمة ستكتسبها سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة المقبلة، هي العمق، مع وجود شركات عديدة تنتظر دورها للتحول إلى مساهمة عامة، فضلا عن مشاريع جديدة ينتظر إقامتها في المملكة مستفيدة من الطفرة الاقتصادية النشطة في البلاد، وجميعها بالتأكيد ستكون مرشحة للاكتتاب العام، والإدراج في السوق المالية، ودخول هذه الأعداد من الشركات سيعضد من متانة سوق الأسهم السعودية لمواصلة تحقيق المكاسب.

[كناريا]

الامير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع لـ(عكاظ):
صدور الميزانية (الاضخم) مع انضمام المملكة لمنظمة التجارة يؤكد على طفرة جديدة

خالد دراج (الرياض)
اكد سمو الامير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع على ان مرحلة جديدة تنتظر الاقتصاد السعودي وتمثل هذه المرحلة امتداداً لما هو عليه من متانة وتنامٍ مستمر مستشهدا سموه بالرقم الاستثنائي لميزانية الدولة للعام القادم.

وقال سموه لـ(عكاظ) ان من محاسن الصدف ان تصدر ميزانية الدولة ليلة الاحتفال بدخول المملكة في منظمة التجارة العالمية مؤكداً على ان آثار الانضمام للمنظمة الدولية ستلمس نتائجها على المدى القريب والبعيد.

حول رؤية سموه لاعتمادات الهيئة الملكية للجبيل وينبع في الميزانية اوضح الامير سعود بن ثنيان بقوله: نحمدالله على ما وهب هذه البلاد من نعمة الامن والاستقرار وما حظيت به الهيئة الملكية من ميزانية جيدة جداً ستسهم في توطين الاستثمارات في المدينتين لتواصل ما تحقق من نجاحات خلال السنوات الماضية دعت الدولة الى مواصلة دعمها الكبير على المستوى المادي والمعنوي ولعلي هنا اشير الى نجاح الدولة في استقطاب الكثير من الاستثمارات في المشاريع التأسيسية والتكميلية للمدينتين الصناعيتين (ينبع 2) و (الجبيل 2).

وحول نوعية هذه الاستثمارات وحجم المشاركة فيها قال سموه: هناك استثمارات محلية وهناك استثمارات محلية بمشاركة اجنبية.. وان شاء الله سيكون توجهنا في الهيئة الملكية واول استراتيجياتنا هو العمل على الاستغلال الامثل لما تم اعتماده في هذه الميزانية الخيرة حتى نستطيع ان ننافس على استقطاب الاستثمارات للمملكة والعمل على تحقيق القيمة المضافة والتركيز على الصناعات الثانوية ومواصلة دعمها.

وحول التوسع الذي ستشهده المدينتين الصناعيتين قال رئيس الهيئة الملكية:

المشاريع والبنية الاساسية في أي من المدينتين متكاملة.. وعندما يعتمد مشروع توسعة يلزمه توسع في جميع المرافق.. ونجاح المملكة في ادارة وتشغيل المدينتين الصناعيتين بمستويات قياسية عالمية وهو ما شهد لنا به العالم يملي علينا بان تكون مجموعة المشاريع متكاملة حتى يتحقق الغرض الاساسي.

وحول مشاريع التوظيف وفرص العمل للشباب السعودي للالتحاق بركب الطواقم السعودية الشابة التي تشغل المدينتين قال الامير سعود بن ثنيان: في كل عام لنا خطة واضحة ومدروسة تتفرع من خطط طويلة الامد تعتمد في ابرز توجهاتها على التوسع المتوازي في توظيف الشباب السعودي ولان العمل في المدينتين الصناعيتين يعتمد على تعليم وتدريب خاص فان كليات ومعاهد الهيئة الملكية تخرج سنوياً اعداداً كبيرة من الشباب السعودي المؤهل الذي حرصنا على ان يعيش داخل البيئة الصناعية ويتشبع باجوائها العملية والانضباطية.. ولعل تميز خريجي هذه الكليات والمعاهد دفع القطاع الخاص عبر كبرى الشركات على التعاقدات المبكرة مع الطلاب حتى قبل تخرجهم مما يؤكد ولله الحمد حسن الاعداد والتخطيط وانا حقيقة وبقدر ما اعتز باني اعمل واشرف على مدن صناعية تعد من اكبر المدن في العالم.. الا ان اعتزازي الاكبر هو بالمواطن السعودي الذي يعمل ويدير ويشغل هاتين المدينتين على المستوى القيادي والتشغيلي.

وكل هذه الانجازات المتتالية التي تتحقق ولله الحمد ما كان لها ان تكون الا بالدعم الهائل والحرص الكبير من قيادة هذه البلاد للحفاظ على هذه المكتسبات الضخمة بل وتطويرها ودعمها عاماً بعد عام.

[كناريا]

مليار ريال لتوفير اراضٍ تنظيمية بمشروع جبل عمر



طلال الردادي (مكة المكرمة)
تتأهب شركة مكة للانشاء والتعمير لشراء عدد من قطع الاراضي التنظيمية في مشروع جبل عمر وذلك باكثر من مليار ريال. وكشف الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه ان الشركة تعمل على توفير هذه السيولة المخصصة لشراء قطع الاراضي من خلال رفع رأس مال الشركة حيث تقدمت بطلب زيادة رأس المال بعدد 4 ملايين سهم بقيمة اسمية (50) ريالاً وعلاوة اصدار بـ200 ريال وان المفاهمات لاتزال جارية مع هيئة السوق المالية لاصدار الموافقة على زيادة رأس المال.

واضاف فقيه ان شراء اراض تنظيمية بمشروع جبل عمر سيحقق بمشيئة الله عائداً اضافياً للمساهمين بالشركة مستقبلاً وزيادة في نسبة الربح الموزع على المساهمين.

[كناريا]

16500 نقطة شراء و 17 الفاً حاجز نفسي
السوق في منطقة محيرة والكهرباء جاهزة للانطلاقة

علي الدويحي:
يستأنف المؤشر العام لسوق الاسهم المحلية اليوم السبت تعاملاته وهو يقع في منطقة محيرة حيث امامه اكثر من اتجاه, فإما ان يكسر حاجز 17 الف نقطة وهي حاجز نفسي وليس فنيا, ويدعم هذا التوجه عدم وجود تضخم بعد عمليات جني الارباح اليومية والمتكررة في معظم ايام الاسبوع الماضي اما الاحتمال الثاني فهو تراجع المؤشر نتيجة خروج السيولة للاكتتاب في شركة (ينساب) الذي يبدأ اليوم.

من وجهة نظري الشخصية ان المؤشر لا يستطيع تجاوز حاجز 17341 نقطة قبل اجراء عملية جني ارباح قاسية وهي نقطة المقاومة الاقوى وقبلها حاجز 17200 تقريباً فلذلك يفضل تخفيف الحمولة في حالة كسر المؤشر حاجز 17 الف نقطة, وتحديداً المضاربين الذين دخلوا في شركات ليس لديها محفزات وتم شراؤها باسعارها الحالية وتوفير سيولة بما لايقل عن 50% فمازال حاجز 16630 نقطة هو الاقوى كنقطة دعم.



ما يجعلني اميل الى هذا التوجه هو صعود المؤشر بشكل متسارع اضافة الى ان وصوله الى منطقة 17200 يجعلنا ندخل منطقة سلبية تحتاج الى متطلبات من الصعب توفرها في الوقت الحالي, ولكن يمكن ان نكون اكثر اماناً عندما يفتتح السوق اليوم تعاملاته مرتفعاً وعن طريق سهم سابك والقطاع المصرفي وان يغلق فوق حاجز 17150 نقطة ولمدة ثلاثة ايام متتالية, والا فان عملية جني الارباح (القاسي) سوف يواجهه السوق ويتراجع ما بين 600-800 نقطة في الايام القادمة وليس اليوم او غداً.

اما بالنسبة للمستثمرين فان الوضع ما زال مطمئناً وليس هناك ما يدعو الى الحذر او القلق وبالذات المستثمرين في الشركات المشاركة في شركة ينساب والبالغ عددها نحو 10 شركات وهي ايضاً فرصة للمضاربة عليها اليوم مع اخذ الحذر ان هناك شركة تعاني من تضخم ان (صدق) المؤشر الفني.

نتوقع ان تواصل سابك تحركها الايجابي خاصة واذا كسرت حاجز 1800 ريال والا فان الكهرباء هي من سيتولى القيادة فهي جاهزة حيث يعتبر سعرها مناسباً ولكن لابد من كسر حاجز 147 ريالاً لتكون مغرية للشراء بعد ان ادت اغلب القطاعات دورها ولم يبق سوى هي واغلب المساهمين يدركون ماذا يعني تحرك الكهرباء وانعكاسها النفسي على المتعاملين وتأثيرها في سحب السيولة.

هناك العديد من الشركات الجاهزة للانطلاقة ولكن البعض منها يشترط استقرار السوق وهناك شركات قد تعطي وهي استثمارية ومنها زجاج وطيبة والغاز ونماء وفيبكو وغيرها من الشركات التي لم تتحرك من فترة طويلة وحدث عليها تجميع ويفضل ان يكون المساهمون استثماريين اكثر من مضاربين خاصة وان المؤشر العام لايعكس الآن حالة السوق بشكل دقيق اضافة الى ان السوق اصبح يتفاعل مع الاخبار بشكل استباقي أي نجد السهم يرتفع وفجأة بعد يوم او يومين يتم نشر الخبر وهذا فيه تسريب للمعلومات وهذا ما حدث في اكثر من شركة, فلذلك يجب على المساهم ان يحرص من الانسياق وراء الشائعات والاعتماد على الاخبار الموثوقة ومن مصدرها الرئيسي وما حدث في سهم الاتصالات مثال حي رغم ان السهم مؤهل للعودة الى اسعاره وربما نراه قريباً يتجاوز خانة الاف ريال وبكل بساطة فهو مازال من الاسهم القيادية ولكنه بطيء في تحركه وهو استثماري لمدة تزيد عن الشهر قليلاً.

اجمالاً تبقى معطيات السوق ومن خلال الشاشة هي الفيصل في معرفة توجه السوق وابقاؤه بين حاجزي 16500-16700 هي منطقة آمنة وفي حالة التراجع عنها يعني ان السوق في منطقة شراء علماً بان قاعة يقع عند 16220 نقطة واغلاقه فوق حاجز 17341 نقطة هي المنطقة الآمنة في حالة ارتفاعه.

[كناريا]

الشركات العائلية وسوق الاسهم في لقاء تلفزيوني



عكاظ (جدة)
الشركات العائلية وسوق الاسهم موضوع الحلقة القادمة من البرنامج الاسبوعي (استشارات) يشارك فيه كل من حسين شبكشي الاقتصادي والاعلامي المعروف والمحامي جاسم محمد العطية عضو لجنة المحامين بغرفة الشرقية.

وتتركز محاور اللقاء على اثر اسواق المال على الشركات العائلية ومدى جاهزية هذه الشركات للتحول الى مساهمة وجدوى التحويل.

البرنامج يبث من قناة الاخبارية مساء يوم غد الاحد ويعاد بثه بعد غد الاثنين وهو من اعداد وتقديم المحامي ماجد محمد قاروب.

[كناريا]

1300 فرع بنكي تستقبل الطلبات
10 ملايين استمارة للاكتتاب في اسهم ينساب اليوم

علي الدويحي (جدة)
اكملت مجموعة سامبا المالية استعداداتها لبدء الاكتتاب في اسهم شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب) بدءاً من اليوم السبت. ويتمكن المواطنون خلال (12) يوماً من الاكتتاب في (39) مليون سهم تم تخصيصها من اصل 112,5 مليون سهم تمثل رأس مال الشركة الجديدة البالغ 5625 مليون ريال في خطوة وصفت بانها تأتي في اطار الجهود المبذولة لاستيعاب المدخرات المالية السعودية وتلبية الاحتياجات الاستثمارية للمواطنين. وتم تخصيص (9) ملايين استمارة تقليدية وزعت على كافة فروع البنوك العاملة في المملكة اضافة لمليون استمارة احتياطية تم الاعلان عن جاهزيتها لسد أية احتياجات مستقبلية لتفادي أي عمليات بيع وشراء الاستمارات كما حصل في اكتتابات سابقة.وشدد سامبا مجدداً على ضرورة التقيد بالشروط واللوائح الخاصة بعملية الاكتتاب, والتي تم نشرها عبر الصحف المحلية, كما تتوافر في جميع فروع البنوك عبر كتيبات خاصة تم اعدادها لهذه الغاية, موضحاً الى ان الحد الادنى للاكتتاب هو 10 اسهم في حين ان الحد الاقصى 5000 سهم والى انه سيتم توزيع الاسهم على المكتتبين في نهاية الاكتتاب بالتساوي, وبما يحقق مبدأ العدالة في توزيع الحصص على جميع المكتتبين.

يذكر ان (1300) فرع للبنوك السعودية تبدأ اليوم في استقبال طلبات المكتتبين وسط توقعات بتحقيق فائض مالي يمثل اضعاف المبلغ المطلوب لتغطية الاكتتاب والمحدد بـ(1,968) مليون ريال.

عيسى العيسى العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة سامبا المالية- مدير الاكتتاب- اكد ان جهود القائمين على الاكتتاب تفاعلت للتصدي لظاهرة التزاحم والمصاعب التي شهدتها الاكتتابات السابقة.

وشدد العيسى في تصريح له بهذا الشأن ان البنك اتخذ سلسلة من الاجراءات الصارمة التي من شأنها الحد من عمليات التلاعب او استغلال اسماء الاشخاص من دون علم اصحابها, موضحاً انه وبعد دراسة التجارب السابقة للاكتتابات تم تطوير نظام لتدقيق العمليات وفقاً لاقصى المعايير, بغية القضاء على الثغرات التي يمكنها الحاق الضرر بالمكتتبين, وخدش معايير الشفافية والعدالة في تكافؤ الفرص التي يحرص (سامبا) على تطبيقها وفرضها على عمليات الاكتتاب, مشيراً الى انه سيتم اصدار بيان يومي يكشف عن كافة النواحي المتعلقة بالاكتتاب وعملياته وسيتم نشره عبر الصحف والمواقع الالكترونية لـ(سامبا) و (سابك) بغية الحفاظ على الشفافية. ودعا العيسى جمهور المكتتبين الى ضرورة التعرف على كافة الشروط والتعليمات الخاصة بالاكتتاب قبل الشروع بالمشاركة, مؤكداً ان (سامبا) قد بادر الى اعداد سلسلة من الكتيبات الارشادية والتعريفية باللوائح والانظمة الخاصة بعملية الاكتتاب, حيث تم توزيعها على كافة فروع البنوك العاملة في المملكة, بهدف احاطة العملاء بالمعلومات والبيانات اللازمة والتي تجيب على كافة استفساراتهم المتعلقة بهذا الشأن, مضيفاً انه يمكن الاجابة على تلك الاستفسارات عبر المواقع الالكترونية والهواتف المجانية للبنوك المستلمة.

[كناريا]

انخفاض اسعار النفط مع دفء الجو في امريكا



رويترز (لندن)
قالت منظمة اوبك امس الجمعة انها رفعت توقعاتها للطلب على نفطها في العام المقبل الى 28,7 مليون برميل يومياً أي بواقع 134 الف برميل في اليوم وقالت انها اصبحت اكثر تفاؤلاً فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي.

وقالت المنظمة التي تزود العالم بثلث احتياجاته من النفط الخام في تقريرها الشهري عن سوق النفط إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي بواقع 1,6 مليون برميل يوميا أي بنسبة 1,9 في المئة.

وقال التقرير إن (الاقتصاد العالمي يدخل عام 2006 في حال طيبة للغاية).من جهة اخرى هبطت أسعار مزيج برنت خام القياس الأوروبي في بورصة البترول الدولية والخام الأمريكي الخفيف في التعاملات الآجلة امس مواصلة خسائرها في الجلسة السابقة بعد أن أثار دفء الجو في الولايات المتحدة عمليات بيع.

وتراجعت أسعار برنت والخام الأمريكي أمس الخميس بعد توقعات الأرصاد بعودة درجات الحرارة لمعدلاتها في شمال شرق الولايات المتحدة مما انهى موجة باردة.

[كناريا]

الاقتصاديون في ندوة (عكاظ): الاولويات استهداف البنية التحتية وتنمية المهارات البشرية
الميزانية تضع الوزارات والقطاعات الحكومية امام مسؤولية مضاعفة

ادار الندوة: عبدالله آل هتيلة, احمد ضيف -تصوير: سعيد الشهري
اعتبر عدد من الخبراء الاقتصاديين ان الميزانية الحالية التاريخية تضع المسؤولين في الوزارات والقطاعات الحكومية امام مسؤولية كبرى اكد عليها خادم الحرمين الشريفين عقب اعلان الميزانية. وقال الخبراء خلال ندوة (عكاظ) ان الفائض الكبير يستلزم من هذه الوزارات مضاعفة الجهد ومراجعة ما لم يتم تنفيذه في الخطط الماضية مما تعثر بسبب عجز الموازنات. وبين ضيوف (عكاظ) ان اهم ما ينبغي عمله بعد الميزانية هو الشروع في تنفيذ الخطط الموضوعة واستهداف البنية التحتية وتنمية الكوادر البشرية اضافة الى السير قُدماً في عملية الاصلاح الاقتصادي والاداري التي بدأت منذ فترة فإلى تفاصيل الندوة:



*بداية ما هي انعكاسات هذه الميزانية المباركة على الحركة الاقتصادية في المملكة?

**بترجي: اولا هذه هي الميزانية الاكبر وفيها توفير حوالى 60 بليونا ستوجه لسداد الدين العام فالاتجاه سار لتخفيض هذا الدين.

اما الانعكاسات فأنت اذا ما رصدت توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله منذ ان طرح موضوع الفقر وصندوقه ومشاريع الاسكان الخيري.

كل هذه الخطوات كانت لتقليص الشريحة الفقيرة وتوسعة الشريحة المتوسطة وهذه هي الخطوة الاهم لنمو الاقتصاد في اي دولة من حيث الاعتماد على استهلاك متوسط على اسر كبيرة في غالب الاحوال فيتحسن الاقتصاد عموما.

ما نأمله بعد الضائقة الكبيرة التي مررنا بها ان يستمر ما بدأ به خادم الحرمين الشريفين من الاصلاح الاداري وتحسين الادارة بحيث ان هذه الاموال تعطي اضعاف النتائج المتوقعة وما كانت عليه في الطفرة السابقة. نتمنى ان تصرف الاموال بكفاءة اكبر وتوجه لمشاريع تنمية المجتمع وخاصة الشريحة المتوسطة.

** الشيخ: الحقيقة ان توجه الميزانية الحالية الواضح هو سداد جزء من الدين العام.

واعتقد ان سدد 140 مليارا ليصبح الدين 475 مليار سيؤثر لا شك ايجابا على الاقتصاد وعلى سمعة المملكة في العالم من حيث نسبة الدين الى الناتج المحلي كذلك اوضح توجه الدولة في الاستثمار في البنية التحتية ما يسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات الخارجية.

خلال السنوات الـ15 السابقة لم يكن هناك استثمار لمبالغ كبيرة في البنى التحتية بسبب انخفاض اسعار النفط.

الآن يلاحظ التوجه نحو الاستثمار في البنية التحتية وكذلك الانفاق بطريقة مقننة وهو لا شك سينتج مشاريع جبارة ستثمر فرص عمل كبيرة للمواطنين من خلال جذب المستثمرين الخارجيين وحتى السعوديين.

كذلك واضح ان الدولة ترمي لمحاربة الفقر ودعم القطاعات الفقيرة في المجتمع من ناحية زيادة مخصصة الضمان والاسكان الشعبي وخلافه وهو ايضا سيطرح مشاريع كبيرة ستولد مزيدا من فرص العمل.

وثمة توجه واضح للحد من الهجرة من الارياف للمدن, فتح جامعات في الجوف وجازان وحائل ومدن جامعية مرتفعة. هذا انجاز كبير هدفه توفير الخدمات الاساسية في كل منطقة وتجنب مشاكل الهجرة.

كما هناك توجه ايضا لدعم القطاع الصناعي من خلال زيادة رأس مال صندوق التنمية الصناعي واتمام المرحلة الثانية في الجبيل وينبع وغيرها.

التنمية البشرية

** البسام: الواقع ان من ينظر الى اقتصاديات الدول النامية يرى ان المحرك الرئيسي للاقتصاديات انما هو الانفاق الحكومي في هذا الاقتصاد.

الاقتصاد السعودي كان يتحرك خلال الفترة الماضية بناء على هذه القاعدة.

ولذلك نجد ان 60% من المشاركة في الناتج الاجمالي للاقتصاد الوطني انما هو ممثل في الانفاق الحكومي الذي يعود للميزانيات التي تكون انعكاسا لاسعار البترول.

فيجب ان نستغل هذه الميزانية بشكل مباشر واساسي جدا.. يجب ان نمضي نحو التحول من التأثر المباشر بأسعار البترول الى السلع المكملة للبترول (الكيمكالن) وغيرها.

التوجيه نحو انشاء مدينة في رابغ مهم جدا, نتمنى ان لا ينعكس هذا فقط على طفرة في الاسعار ارى ان لا يكون الانعكاس زيادة في اسعار الاسهم مثلا دون وجود سبب حقيقي او تغير في النتائج للشركات لوجود سيولة اكبر في المجتمع.. وعلى هذا قس.

بل نتمنى ان يكون هناك توجه نحو جانبين رئيسيين هما: ما يتعلق بالتنمية البشرية من خلال التعليم والجامعات والمعاهد المهنية لان اغلب الدول التي تريد التحول من دول نامية الى صناعية الثروة الرئيسية لها هو الجانب البشري.

الامر الرئيسي الآخر هو الجوانب المكملة للتنمية البشرية واعني الصحة وغيرها وايضا اعطاء القطاع الخاص الدور الرئيسي.

في الفترة الماضية كان هناك توجه كبير لخصخصة كثير من القطاعات ومشاركة القطاع الخاص في هذا الجانب علينا الآن التوجه الاكبر نحو هذا المشروع, حتى مع هذه الطفرة بل هي فرصة اكبر يوفرها الفائض لبدء تفعيل مشاركة القطاع الخاص وزيادة الناتج الاجمالي.

هذا امر مهم يجب ان يعطى اهمية ليعطي الاستقرار المستمر لرخاء الوطن.

معادلة ثلاثية

**غزاوي: اتفق تماما مع ما طرح بخصوص الطاقة البشرية والاصلاح الاداري وتنمية البنية التحتية.

فإذا ما توفرت هذه المعادلة الثلاثية ضمنا مستقبلا مزهرا لابنائنا.

هذه بداية طفرة ربما افضل من سابقتها ومستمرة بإذن الله.

مقياس حضارة اي امة هو التعليم والصحة وتركيز الميزانية على هذين الجانبين خطوة ايجابية جدا.

المشكلة الكبرى لدينا كأفراد هي اننا دائما ما نلقي باللوم على الحكومة.

الحكومة طرحت هذا الفائض وبقي الدور الآن على الافراد اعني المسؤولين في كل ادارة.

كنا نسمع من كثيرين الميزانية لا تسمح.. هذه العبارة لا اتوقع سماعها بعد الآن.

المهم في هذه الميزانية انها وجهت جزءا لسداد الدين وهي خطوة مهمة للمجتمع بشكل عام.

فإذا ما تم سداد الدين بآلية منظمة وصحيحة فهذه من مقومات الطفرة الجديدة.

*بعد هذه الميزانية ما هي الخطوات التي يجب ان تنفذ للاستفادة المثلى من هذه الميزانية?

**البسام: الحقيقة انني كنت افكر واضع نفسي مكان وزير يتفاجأ بهذه الميزانية الضخمة, هل اصرفها على التوظيف.. كان بند الرواتب سينزف الميزانيات.

الخطط الخمسية المختلفة التي صيغت كانت رائعة جدا.. لكن لو قارنا بين الخطة السابقة وبدء تطبيقها ثمة بعد شاسع بين الاثنتين.

الآن الخطة الثامنة اعدت فهل روعي ان نضع خطة من قبل الوزارة ونوائم ذلك مع تطبيقها.

ثمة مقولة شائعة في الغرب تقول: افشل تاجر هو القطاع الحكومي.

فأتصور اننا يجب ان ننظر بشكل رئيسي الى ان اي عمل يستطيع ان يقوم به القطاع الخاص فلا بد ان لا يتدخل فيه القطاع الحكومي. كفاءة القطاع الخاص اكبر ويوفر كثيرا من الميزانيات.

يجب الآن ان افكر في نقطة مهمة جدا هي: كيف ابسط الاجراءات واسهل منها.

لأن هذا التسهيل يحتاج في الفترة الاولى لانفاق كبير وبعدها ستنخفض التكلفة.

يجب ان يكون عنوان هذه الميزانية الرئيسي بهذا الشكل.

يجب ايضا ان نراعي موضوع فرص العمل لان نسبة البطالة تدق ناقوس الخطر.

ارى ان يكون هناك اهتمام اكبر بما يعرف بالمشروعات الصغيرة. يجب ان يكون ذلك من الاولويات: اكثر من 15 دولة زرتها لدراسة تجاربها كانت تركز على هذه المشايع الصغيرة لما توفره من وفرة في الوظائف.

28% فقط من من يدخل الجامعة يتخرج من البنين و82% للبنات.. هناك تساقط.

اغلب المتقدمين على الوظائف لديهم شهادات دون الثاني متوسط. اذن يجب ان نركز على اعادة تأهيل الشباب بحيث نخرطهم في سوق العمل بشكل مناسب.

اضافة لذلك يجب ان ننظر للقطاع المائي الذي أهمل في الفترة الماضية, لا بد ان يشارك في قطاع الاعمال كمكمل والمشاركة في الناتج الوطني.

مسؤولية مضاعفة

**الشيخ: لا شك ان مسؤولية الوزارات اصبحت مضاعفة الآن في تنفيذ المشاريع لان كل منها رفع مشاريعه واعتقد ان هناك موافقة كاملة وهوما يحتم تسريع المشاريع قيد التنفيذ.

كذلك جميع خبراء العالم يؤكدون ان اسعار النفط للعقود القادمة لن تنخفض عن 40 دولارا, بعضهم قدر الارتفاع المتوقع بـ150 دولارا لكنه حتما لن ينخفض عن الاربعين.

المفترض ان الخطط الخمسية التي تمت في السابق يعاد تقييمها لنرى ما جرى تنفيذه وما لم يجر تنفيذه بحيث يتم تعديل المسار الاقتصادي.

جميع الخبراء يؤكدون ان المملكة في طفرة اقتصادية للسنوات القادمة. يجب ان نركز الآن على البنية التحتية. الدولة طرحت الآن مشاريع كبرى متعلقة بهذه الجانب.

المفترض الآن ان يجري التنسيق مع وزارة العدل في ضوء دعمها للسعودة بما لا يعرقل انشاء المشاريع.

نتفهم وجهة النظر المتعلقة بالسعودة لكنه يجب ان يتم بدرجة معينة تحافظ على التكلفة القليلة للمنتج.

لا بد من الاسراع في تفعيل الدراسات الموجودة لدى الوزارات. هناك دراسات كثيرة لا زالت في ارشيف هذه القطاعات لم يجر تنفيذها لعدم توفر المخصصات.

قضية الخصخصة ايضا والجسر البري بين شرق وغرب المملكة.

سعودة الصفقات

**غزاوي: يمكنني ان انطلق من نقطة السعودة التي ذكرها الزميل الشيخ.

سعودة الوظائف مطلوبة ومهمة ولكن يجب ايضا ان يكون هناك توجه نحو سعودة الصفقات والمناقصات. او على الاقل ايقاف وتحجيم ما يمكن ان اصفه باحتكار الهوامير.

هناك مقاولون محددون هم فقط من يتولى تنفيذ المشاريع.

انا مستثمرة استجبت لمطالب السعودة -موظفي سعوديون بالكامل-انا لا أمن بذلك لكن لا أقل أرغب اعطائي فرصة تفوق فرصة منافسي الاجنبي. هذه نقطة.

وعموما الصفقات العامة ونحن الآن نتحدث عن 126 مليارا وهي باب رزق لكثيرين, لكن كيف يتم ذلك اذا لم نحد من ظاهرة الاحتكار في المناقصات .. لا بد من توزيع الفرص حتى لو جزء صغير منها, خاصة مع دخول منظمة التجارة التي ستخرج كثيرين من السوق.

*باتوبارة: اؤيد السيدة غادة فيما ذهبت اليه لجهة السعودة. سعودة المناقصات فكرة جيدة لكن لا بد لها من شروط.. هذه المناقصات يجب ان تشتمل على هامش من الربح بحيث يستعد المستثمر لتوظيف سعودي براتب جيد.. هذة نقطة مهمة.

من الخطوات ايضا التي يجب ان تعقب الميزانية تعديل كثير من الانظمة بما يتوافق مع منظمة التجارة, ازالة العوائق امام المستثمرين, نحن مقبلون على طفرة.. هذا مبتغى الدولة بحيث يستفيد المواطن اكبر فائدة.

*حتى الميزانية المقبلة خلال السنة المالية التي نحن مقبلون عليها ما هي اوجه الاستفادة التي يمكن ظهورها ومباشرتها من قبل المواطن: والقطاع الخاص?

**البسام: لا يبدو بداية ان اسعار البترول ستنخفض عن معدلاتها الحالية خلال الفترة المقبلة ان شاء الله.

لدينا زيادة كبيرة في السكان.. نحن الدولة الثالثة عالميا تقريبا من حيث معدل النمو السكاني. مستوى دخل الفرد سيتأثر قطعا بحيث سيقل بعد فترة. لا تنس ايضا مشكلة الوظائف. لا خوف من اسعار البترول, لكن ماذا عن جاهزية القطاع الخاص في السنوات الخمس الاخيرة صفى كثيرون اعمالهم لعدم الجاهزية.

الآن ثمة فائض ومشروعات كبرى وثمة عوائق ايضا تحتاج الى ازالة.

في ظل انفتاح الاقتصاد ودخول المنظمة المجال الآن للأكفأ.

داخليا الاعتماد الاكبر ينصب على الدولة.. خذ الاسهم مثلا: حينما تحذر البعض يجيبك: هل يمكن ان تترك الدولة السوق لعوامل الخطر.

نعم هناك وعي لكن معظم الناس اتكاليون بشكل عام.

لا بد ان تطلق الدولة اسهمها 70% من اسهم سابك مملوكة للدولة.. الشركة قوية والناس يعتمدون على رعاية الدولة لها. لكن الآن هناك مشروع مجمع بتروكيماوي سينتهي في قطر خلال عامين.

سابك لو اديرت بيد القطاع الخاص ستكون افضل مما هي عليه حاليا بكثير.

هناك منافسة ولا بد من التحرك خاصة وان هناك سيولة. جميعنا شاهدنا حجم الاموال التي اكتتبت دانة غاز وشركة الاتصالات السعودية.

لا بد من خلق قنوات استثمارية والا ستتضخم اسعار الاسهم والعقارات بدون اي ناتج وطني محلي.

نريد صناعة وتنمية على كل الجبهات.

ليس هناك شك انه سيكون هناك استفادة من هذه الميزانية لكن السؤال الاهم هو: كيف نضخم الاستفادة من هذه الميزانية.

هذا تحد يطرح على القطاع العام.

لدى هذا القطاع مئات المشاريع.. فما المشاريع التي سيختار تنفيذها.

ارى ان يهتم بالمشاريع التنموية وان يركز عليها لانها تعود بعدة فوائد.

الانفاق داخل الدائرة الاقتصادية في البلاد ويهمني جدا ان نجعل حركة الاقتصاد دائرة محليا بأكبر قدر ممكن.

كانت هناك سيولة ضخمة لدى البنوك في الفترة السابقة لكن لم يكن هناك فرص استثمارية لتدوير هذه السيولة.

كانت لدينا منذ بداية السنة حتى منتصفها نسبة ارتفاع سيولة بلغت 8 أو 7%, وحين ظهور دانة غاز انخفض مقدار السيولة لـ3% لماذا? لان الناس لديها سيولة تبحث عن قناة استثمار لها.

فكيف نستطيع من خلال التخطيط الحكومي ايجاد فرص اخرى اكبر لتدوير المال.

هذا يعيدنا مرة اخرى الى التخصيص وفتح بعض القطاعات التي كانت محصورة على الحكومة وادخال القطاع الخاص فيها.. ايضا اطلاق الاسهم هذه كلها ستفعل وتعظم الاستفادة من الميزانية الحالية.

**الشيخ: نحن ذكرنا عددا من المعوقات لكنها لن تؤثر سلبا في الخير والتفاؤل بهذه الميزانية بل سيكون هناك استفادة لجميع القطاعات.

لكن هذه المعوقات ستؤثر في سرعة تنفيذ المشاريع.

الاصلاح الاداري والاقتصادي جار وأثمر تعديل كثير من الانظمة لتتماشى مع الحقبة الاقتصادية الجديدة والانضمام للمنظمة.

موضوع تحرير الاسهم لا شك ان منظمة التجارة تحتم على الدول الاحتفاظ بنسب معينة من الاسهم في الجانب الآخر ليس من مصلحة الاقتصاد ان تطرح الدولة كل اسهمها لأن ذلك قد يؤثر في النقد المتوفر والسيولة في البلاد.

الدولة توازن الآن بين طرح الاسهم وخصخصة مزيد من الشركات بما لا يضر بالاقتصاد.

اذا خصخصنا كل الشركات ستسحب السيولة من البلد. فلا شك ان المالية لديها استراتيجية في هذا الموضوع.

لكن بودي ان اعقب على موضوع السكة الحديد الذي يدرس منذ 20 سنة (الجسر البري بين شرق المملكة وغربها).

لا بد من الاسراع في هذا المشروع لأن حضارات العالم بنيت على سكك الحديد هذا ايضا سيدعم سياسة التوطين في الهجر وزيادة فرص العمل في القرى ومنع الهجرة سيكون له انعكاسات كبرى وايجابية.

*غزاوي: ثمة نقطة مهمة يجب عدم اغفالها هي التوعية.

كان الحديث قبل تحليل عن الاسهم-هناك توعية تلفزيونية وصحفية في هذا الجانب وهو مؤشر ايجابي لا بد ان ينسحب على كثير من المجالات والاهم هو كيفية تأهيل المجتمع والسوق الاقتصادية بكل مؤسساتها على استقبال ما سيأتي من الخارج بفعل الانضمام للمنظمة.

لا تنسوا اننا نوصف بأننا مجتمع منغلق سينفتح فجأة على العالم. هذا في حد ذاته لا بد له من تأهيل.

الجميع الآن بكل فئات المجتمع يتحدثون عن الميزانية حتى ربات البيوت حدث اهتمام بعالم المال والاعمال.

المرأة ايضا سنحت لها الفرصة لإظهار صوتها وإشهار انجازاتها.

لا بد ان تعطي الميزانية المرأة حقها في هذه المشاريع.. الانظمة اعطت المرأة حقوقها.. التوجه الحكومي يدفع بهذا الاتجاه لكن الاهم هو آلية التنفيذ.

**باتوبارة: النقطة الاهم مع التفاؤل بهذا الفائض هو القضاء على البيروقراطية وتحديث الانظمة بما يتلاءم وهذه الطفرة الكبرى وتوظيفها في توفير ما ينقصنا, وأحيانا ينقصنا اشياء اساسية وضرورية غير متوفرة او متوفرة ولكن تحتاج الى تطوير.

[كناريا]

وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط لـ(عكاظ): الميزانية تأكيد لاستمرار التحسن الاقتصادي
اطفاء الدين العام يؤكد عزم الدولة على المضي في برامج الإصلاح

خالد طه (جدة)
اكد وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط احمد بن ابراهيم الحكمي ان ميزانية العام الحالي 1426/1427هـ تتضمن برامج طموحة لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين ونوعية حياتهم ومعالجة الفقر والبطالة, واشار في حديث اجرته معه (عكاظ) الى ان ما خصصته الميزانية من موارد لاطفاء جزء من الدين العام يؤكد عزم الدولة على المضى قدماً في الاصلاح الاقتصادي والمالي, موضحاً ان اعتماد126 مليار ريال بنسبة 38% من جملة الاتفاق في الميزانية لانشاء مشاريع يعكس توجهاً ايجابياً اكدت عليه خطة التنمية الثامنة.

وفيما يلي الحديث:

* ما هي المؤشرات والدلالات الاقتصادية الرئيسية لميزانية العام المالي 26/1427هـ?

** تأتي ميزانية العام المالي 1426/1427هـ التي تتزامن مع العام الثاني لخطة التنمية الثامنة, متضمنة العديد من المؤشرات الايجابية الدالة على متانة اقتصادنا الوطني واستمرار التحسن في ادائه. فقد تواصل النمو الاقتصادي بمعدلات جيدة واستمر التحسن في وضع الميزانية العامة وميزان المدفوعات وتعززت مختلف جوانب الاداء الاقتصادي والاجتماعي في مناخ اتسم باستقرار الاسعار المحلية والمحافظة على قوة الريال السعودي وازدادت في اطاره جاذبية بيئة الاعمال السعودية للاستثمارات المحلية والاجنبية. وهو ما يؤكد في مجمله فاعلية النهج التنموي الذي ظلت تتبناه حكومة المملكة والذي يهدف الى تحقيق تنمية شاملة متوازنة ومستدامة ترتقي بالاوضاع المعيشية للمواطنين وتستند الى تنويع الهيكل الاقتصادي وتفعيل دور القطاع الخاص والاستخدام الامثل للموارد وجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية.

وتجيء ميزانية هذا العام لتعطي قوة دفع اضافية للاداء الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وذلك بما تضمنته من برنامج انفاق تنموي طموح سيكون له مردود واضح وملموس على معدل النمو الاقتصادي ومؤشرات الرفاه الاجتماعي فضلاً عن دوره في تعزيز التنمية المتوازنة في مناطق المملكة المختلفة مما يسهم في مواصلة التحسن في مستوى معيشة المواطنين ونوعية حياتهم ومعالجة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للداخلين الجدد في سوق العمل من العمالة الوطنية, والتصدي من خلال ذلك كله لتحديات الزيادة السكانية, يضاف الى ذلك ان ما خصصته هذه الموازنة من موارد لاطفاء جزء من الدين العام يؤكد عزم الدولة على المضي قدماً في برامج الاصلاح الاقتصادي والمالي وحرصها على عدم تحميل الاجيال القادمة عبء خدمة هذا الدين ان التحدي الذي امامنا الان يكمن في استنهاض قدرات الجهات الحكومية لتنفيذ المشاريع المضمنة في الميزانية بكفاءة عالية وفي اوقاتها المحددة. وفي تواز مع ذلك نتوقع ان يتواصل زخم النشاط الاستثماري للقطاع الخاص مستفيداً من المناخ المواتي الذي يهيئه تنفيذ المشروعات الحكومية المضمنة في هذه الميزانية وفي خطة التنمية الثامنة للاعوام التالية, فالمملكة تقف الان على اعتاب مرحلة دقيقة ومفصلية عقب انضمامها الفعلي لمنظمة التجارة العالمية, وهي مرحلة تتطلب تضافر جهود الدولة والقطاع الخاص لتعزيز تنافسية الاقتصاد السعودي لتمكينه من الارتقاء المستمر الى مراتب مرموقة في منظومة الاقتصاد العالمي.

(126) مليارا للمشاريع

* ما مدى التوافق والانسجام بين ارقام موازنة 2006 للمشاريع الخدمية بقطاعاتها المختلفة وتوجهات خطة التنمية الثامنة?

** ان اول ما يسترعي الانتباه في ميزانية 26/1427هـ هو انها تضمنت برامج ومشاريع جديدة ومراحل اضافية لمشاريع اخرى تزيد تكلفتها الاجمالية عن (126) مليار ريال وهو ما يشكل حوالي (38%) من جملة الانفاق في الميزانية والمقدرة بـ(335) مليار ريال. وهذه نسبة جيدة تعكس توجهاً ايجابياً اكدت عليه خطة التنمية الثامنة في مواضع عدة, وذلك لان الانفاق الاستثماري, الحكومي والخاص, يعتبر من اكثر الوسائل فاعلية في تعجيل التنمية الاقتصادية ونشر ثمارها على اوسع نطاق.

فقد وضعت خطة التنمية الثامنة في مقدمة اولوياتها الاستمرار في تعزيز التنمية البشرية في المملكة بمختلف ابعادها وجوانبها. فركزت الخطة على مواصلة التوسع الكمي والتحسن النوعي في الخدمات التعليمية والتدريبية وفي خدمات الرعاية الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي باعتبارها من الروافد الرئيسية التي تعزز مقدرة المواطن على العطاء والاسهام في التنمية فضلاً عن كونها من ركائز الرفاه الاجتماعي. وفي توازٍ مع ذلك اهتمت الخطة بتطوير خدمات الرعاية الاجتماعية بهدف تحقيق التغطية الشاملة لتلك الخدمات والنهوض بمستوياتها وتحسين كفاءة تقديمها. كذلك اهتمت الخطة بالتوسع في مرافق التجهيزات الاساسية والسكان والخدمات البلدية والمياه والصرف الصحي وبما يواكب زيادة الطلب عليها نتيجة النمو السكاني المضطرد والتطور المتزايد في مجالات التنمية المختلفة.

وقد ترجمت الخطة هذا الاهتمام وتلك الاولوية للمجالات الحيوية ذات الاسهام المباشر في تنمية قدرات المواطنين وتحسين نوعية حياتهم, بان خصصت لمشاريع التعليم والتدريب ومشاريع الرعاية الصحية والاجتماعية ومشاريع النقل والاتصالات والخدمات البلدية والمياه والاسكان انصية من الانفاق الاستثماري الحكومي تعكس الاهمية المرتفعة لهذه المشاريع في البرنامج الانمائي للخطة.

ونجد ذات التوجه في ميزانية عام 26/1427هـ فقد نصت مقدمة الفقرة (ثانياً) من خطاب الميزانية على انه: (بناء على التوجيهات السامية روعي عند اعداد الميزانية استثمار الموارد المالية بشكل يحقق متطلبات التنمية الشاملة مع اعطاء الاولوية للخدمات التي تمس المواطن بشكل مباشر مثل الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والخدمات البلدية والمياه والصرف الصحي والطرق وبعض مشروعات البنية الاساسية).

بقي ان نشير الى ان هذا التوافق بين ميزانية عام 26/1427هـ والخطة الثامنة ليس وليد الصدفة المحضة, بل هو نتيجة منطقية للتنسيق الوثيق بين الخطة والموازنة

* كيف عالجت خطة التنمية الثامنة ما يتصل بتنويع مصادر الدخل?

** ان من بين ابرز الاهداف الاستراتيجية الاقتصادية في خطة التنمية الثامنة, العمل على زيادة التنوع في الفعاليات الاقتصادية ومصادر الدخل الوطني. وكما هو معروف فإن هذا الهدف يعني تقليل الاعتماد على قطاع النفط الخام في زيادة النمو الاقتصادي وفي تمويل المالية العامة والواردات على المدى البعيد. وبعبارة اخرى هنالك ضرورات لتنمية القطاعات الانتاجية غير النفطية بمعدلات متزايدة لتزداد مساهمتها في توليد الناتج المحلي الاجمالي وفي الصادرات الوطنية والمساهمة في الايرادات الحكومية العامة. ولقد ابرزت خطة التنمية الثامنة هذه الاهمية في اطار سياساتها العامة.

كما ابرزت الخطة اهمية تطوير الصناعات ذات الاثر الملموس والمردود الواضح على زيادة تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل, ومنها: الصناعات التي تعتمد على استغلال الميزات النسبية في الاقتصاد الوطني وتحويلها الى ميزات تنافسية كالبتروكيماويات وتكرير النفط والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة,

والصناعات كثيفة الاستثمارات كالغاز الطبيعي والصناعات التعدينية والدوائية والسياحة والنقل والتأمين, وصناعة السلع الرأسمالية مثل صناعة المنتجات المعدنية والآلات والمعدات والاجهزة الكهربائية كما تبرز الخطة في وثيقتها الرئيسية اهمية تطوير الصناعات المستخدمة للتقنية بكثافة كصناعة تقنية المعلومات والبرمجيات والصناعات التصديرية خاصة الغذائية ومواد البناء والبلاستيكية. ولان تحقيق التنوع في القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل, اي احداث تغيير هام في الهيكل الاقتصادي للمملكة, يستغرق بطبيعته وقتاً زمنياً طويلاً, فإن خطة التنمية الثامنة قد استشرفت آفاق هذا التطور في تأكيدها على الرؤية المستقبلية لتطور القطاعات الانتاجية والاقتصادية كافة وما ينعكس عنها من اهداف مرحلية في المدى المتوسط ومتطلبات تحقيقها من جهه, وما تناولته بالعرض العام الواضح من آفاق التنمية المستدامة حيث الترابط الموضوعي بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من جهة ثانية.

ان مراجعة سريعة للتفاصيل الواردة في وثيقة خطة التنمية الثامنة يكشف عن حجم الاهمية الكبيرة التي منحت لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.

* الى أي مدى تهتم خطة التنمية الثامنة بالمناطق الاقل نمواً بالمملكة من حيث زيادة مشاركتها في النشاط الاقتصادي وما هي الابعاد الرئيسة للرؤية المستقبلية بشأن تنمية المناطق المختلفة بالمملكة?

** في اطار جهود تطوير الوضع المعيشي العام لجميع المواطنين في جميع مناطق المملكة تسعى خطة التنمية الثامنة الى تحفيز الاستثمارات الخاصة المحلية والاجنبية للاتجاه نحو المناطق الاقل نمواً في المملكة, مما يشجع على زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق الاقل نمواً ويقلص الهجرة منها الى المناطق الحضرية الكبرى , لذا .. تتبنى خطة التنمية الثامنة السياسات الاتية:

*تنويع اقتصاديات المناطق بما يعزز التكامل بينها.

* تحديد الامكانات والموارد المتاحة للمناطق لاستغلالها الاستغلال الامثل.

* تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في القطاعات الانتاجية في المناطق الاقل نمواً.

* تطوير الخدمات البلدية والخدمية الاخرى.

* تحقيق اتساق بين حصة المنطقة من جميع الخدمات العامة وحصتها من اجمالي عدد سكان المملكة.

* تطوير القدرات الادارية والفنية للادارات المحلية وزيادة مشاركتها في العملية التنموية.

وانطلاقاً من هذه السياسات ستشهد مدة خطة التنمية الثامنة العديد من التطورات, التي ستسهم بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة المناطق الاقل نمواً في النشاط الاقتصادي وفيما يلي ابرزها:

- دراسة جدوى اقامة منطقة حرة ومحور متكامل للتنمية في جازان للاستفادة من موقعها الاستراتيجي قرب القرن الافريقي واليمن, واخرى في منطقة تبوك, على الساحل الشمالي الغربي للمملكة, للاستفادة من موقع المنطقة الاستراتيجي اقليمياً ودولياً.

- توسعة الشبكة الوطنية للطاقة (غاز طبيعي, نفط, كهرباء) لتوفير الوقود واللقيم لمحاور التنمية الجديدة.

- توسعة شبكة الخطوط الحديدية التي ستتيح في المدى المتوسط ربط مناطق التعدين في شمال المملكة بالمنطقة الشرقية مروراً بوسط المملكة لنقل خامات المواد المستخرجة الى مراكز المعالجة والتصنيع اضافة الى ربط وسط المملكة بغربها.

[كناريا]

خلاف الاسواق الزراعية المحمية يربك محادثات التجارة العالمية

رويترز (هونج كونج)

دخلت محادثات التجارة العالمية في حالة من الفوضى أمس الجمعة مع احتدام الخلاف بين الدول الغنية بشأن الاسواق الزراعية المحمية منذ فترة طويلة وتعهد الدول النامية بتعطيل أي اتفاق ما لم تحصل على أسعار أفضل للموز والسكر والقطن.

وقال بيتر ماندلسون المفوض التجاري الأوروبي ''من الصعب توقع امكان تحقيق تقدم في هونج كونج إذا استمرت المباحثات في الاتجاه الحالي.''

وأبلغ مؤتمرا صحفيا في اليوم الرابع من ايام محادثات منظمة التجارة العالمية في هونج كونج ''الاتجاه البادي من الاجتماع مقلق. ففي المجالات الرئيسية الداعمة للتجارة التي يجري بحثها يتراجع مستوى الطموح.''