للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > الادارة والاقتصاد > الإدارة والإقــــــــــتـــصـــــــــــاد



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-01-2010, 02:20 PM   #1
عاشق ترابها
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 895

 

افتراضي خمسة أسباب تجعل من الخطوط السعودية دكتاتوراً!

خمسة أسباب تجعل من الخطوط السعودية دكتاتوراً!
برأيي، أن كل من يكتب نقداً في أداء الخطوط السعودية هذه الأيام لا يعدو أن يكون واحداً من ثلاثة: إما أنه مدمنٌ على مسلسل (الضرب في الميت) رغم أنها ممارسة محرمة كما يقول المثل الشعبي، أو أنه يبحث عن وسيلة للانتقام الشخصي من الخطوط السعودية بعد تجربته الأخيرة على رحلاتها، أو أنه يحاول أن يحجز لنفسه مقعداً مبكراً في رحلة السعودية إلى (تولوز) لحضور حفل استلام الطائرات المتبقية! أما أثر هذه الكتابة على أداء الخطوط السعودية فلن يخرج عن مصيرين: إما أن تتلقاها الخطوط السعودية كشكوى قديمة ومتكررة يحفظها المسؤولون عن ظهر قلب، ويعترفون في قرارة أنفسهم بعجزهم عن الإفصاح عن أسبابها بشفافية، وبالتالي يتم إسقاط المقالة من الحسبان المؤسسي للخطوط السعودية، أو أن تتحول مؤقتاً إلى تعميم صغير توبخ به القيادات العليا منسوبيها، ثم لا يلبث هو الآخر أن يسقط من الحسبان الإداري، ويعود النظام بأسره إلى التثاؤب والنوم.
لماذا تكتب الصحافة عن الخطوط السعودية إذاً إلا إذا كان ذلك وفق استراتيجية لتحويل الإعلام إلى متنفس شعبي كبير، كانت الخطوط السعودية هي المستفيد الأكبر منه. ولو تعلم شركات الاتصالات الفائدة التي جنتها الخطوط السعودية من التنفيس الشعبي التدريجي عبر الإعلام بدلاً من التنفيس الشعبي عبر المقاطعة لما حرصت على ترهيب الصحف بسلاح الإعلانات حتى تضمن خلوها من النقد، ولكن يبدو بوضوح أن الخطوط السعودية أكثر عراقة وخبرة في فهم (سلوك الجماهير) من شركات الاتصالات، فتركت للإعلام فرصة التحول إلى كيس ملاكمة كبير، ملصق عليه شعار الخطوط السعودية، يلكمه الكتّاب والقراء، فتنطفئ غضبتهم العابرة، قبل أن يتم شحنهم بغضب جديد في الرحلة القادمة التي يحلقون فيها مع السعودية. وبالتالي جنت الخطوط السعودية فائدتين: الأولى، تنفيس الغضب الشعبي من وقت لآخر حتى لا يصل إلى مستويات مهددة للكراسي، والثانية، تقوية الجهاز المناعي للخطوط السعودية ضد النقد والخجل حتى لم تعد تتأثر بالطوام العظام فضلاً عن الهفوات الصغار!
الذي أشعل فتيل هذه المقالة هو ملاحظتي للتشابه الكبير في سلوكيات الطغيان بين المؤسسة والبشر. إذ أن سلوك (المؤسسة الطاغية) يشبه سلوك (الإنسان الطاغية)، وهذا ما تمثل الخطوط السعودية مثالاً صارخاً عليه، في خمس صفات رئيسة:
أولاً: اليقين المتراكم لدى الطغاة بأنهم على حق، وشعوبهم على باطل، تماماً مثلما تفعل الخطوط السعودية عندما تنفي أن يكون لمشكلاتها أسباب مؤسسية من داخل الخطوط، بل إنها دائماً متعلقة بالركاب الذين يحجزون مقاعد ولا يسافرون عليها، ويشغلون الحجز المركزي بالاتصالات ولا يستخدمون الإنترنت، ويسافرون بحقائب كبيرة ولا يلتزمون بالأوزان، ويصطحبون أطفالاً كثر ولا يراقبون تصرفاتهم، ويستخدمون أجهزة الطائرة ولا يحافظون عليها، وبقية الجرائم اليومية التي يرتكبها ركّاب الخطوط السعودية، وتذهب ضحيتها مؤسسة الخطوط السعودية ومسؤولوها المساكين.
ثانياً: الإجبار على الحياة بين حدود الوطن البوليسي الجهنمي كما فعلت الدول الشيوعية سابقاً، وهذا ما تفعله الخطوط السعودية باعتبارها الناقل الوحيد لأغلب الجهات الداخلية، والناقل الأرخص (أحياناً) لأغلب الوجهات الدولية، (وفارق السعر في الوجهات الدولية مردّه للدعم الحكومي الذي تحصل عليه الخطوط السعودية في الوقود وغيره، وليس نفحةً من كرم). فعدم السماح للطيران الأجنبي بتسيير رحلات داخلية يعني (سجن) المواطن في خيار طيران وحيد، وعدم السماح له بالتحليق خارجه. أما خطوط الطيران المحلية الأخرى فهذه ليست خيارات أخرى، فالخطوط السعودية هي الطيران (العادي) الوحيد المتاح حتى الآن، وكل المنافسين الجدد هم إما طيران (اقتصادي) أو طيران (عارض)، وهذه لا تعتبر منافسة لأن كل منهما هو سوق مختلف، تطرح فيه بضاعة مختلفة، وهذا يقودنا إلى الصفة المشتركة الثالثة وهي:
ثالثاً: إيهام الشعوب بوجود انتخابات حرة ومنافسين آخرين بينما هم مجبرون على الحياة تحت ظل الدكتاتور حتى نهاية حياته كما يحدث في أغلب الدول العربية، والخطوط السعودية كطاغية مؤسساتي هي بذلك أسوأ من الطاغية الإنسان، لأن الأخير وإن استبدّ بالسلطة فإنه يموت، والمؤسسات لا تموت! ولكن، مثلما يفعل الدكتاتور الإنسان عندما يفتعل انتخابات وهمية يفوز بها دائماً، فكذلك تفعل الخطوط السعودية عندما تفتعل (منافسة حرة)، بينما هي في الحقيقة لا تزال تحتكر سماء الوطن ومطاراته وأغلب وجهاته الداخلية.
رابعاً: تضليل الشعوب بهامش حرية نقدية، كما تفعل بعض الحكومات البوليسية التي تسمح ببعض النقد (اللفظي) في الإعلام لذر الرماد في العيون، وتقمع في المقابل النقد (العملي) الذي يطرح أسئلة تفضح تلك الأنظمة، وهذا ما تفعله الخطوط السعودية عندما تمنح الإعلام والصحافة فرصة النقد وتسويد الصفحات وإطلاق الصرخات، بينما تحارب بكل ضراوة أي مشروع نقدي (عملي) يهدف إلى كشف الملفات الداخلية للخطوط السعودية مثل عرض الميزانية المفصلة (لاسيما ميزانية العلاقات العامة!)، أو مساءلة المسؤولين علناً في مجلس الشورى، أو تولية نظام الحجز المركزي لشركة مستقلة مملوكة بالكامل للقطاع الخاص، أو إدخال الخطوط السعودية تحت جناح الهيئة العليا للسياحة والآثار لتتولى الرقابة عليها، أو بقية أنماط النقد الجاد المشروع وليس النقد المعنوي الضائع سدى في صفحات الصحف ومجالس العامة!
خامساً: إغلاق منافذ الشكوى والتظلم كما يفعل الدكتاتور الذي لا يريد أن تشوه أصوات المظلومين حلمه الوهمي بالكمال السياسي، فيغلق الأبواب، ويكتفي بسماع أناشيد التزلف الجميلة فقط، وهذا ما تفعله الخطوط السعودية. فإذا كان من المجهد والمرهق أن يتمكن الراكب من الوصول بالهاتف إلى (موظف حجز) فكيف يمكنه أن يصل إلى (مسؤول تنفيذي). إذا كانت الأبواب موصدة أمام الزبون الذي سيدفع مالاً، فكيف ستكون أمام الزبون الذي سيرفع شكوى؟ وبهذا يظل التنفيذيون في الخطوط السعودية بمعزل مقصود ومتعمد عن أصوات الشكوى التي لا تكاد تخلو منها رحلة واحدة!
هذه خمس صفات مشتركة تجعل من الخطوط السعودية دكتاتوراً مؤسساتياً، ولكن هناك صفة واحدة تجعل من ركاب الخطوط السعودية شعباً مضطهداً من شعوب العالم الثالث عندما يكررون بلا انقطاع حكاياتهم مع الخطوط السعودية دون أن يتخذوا مواقف تجاهها. فالذهنية الاجتماعية تريد مزيداً من الحكايات الشجنية المؤثرة حول الخطوط السعودية، لاسيما تلك الجديدة المختلفة. لقد ملّ الناس من قصص تأخير مواعيد الإقلاع، وإلغاء الحجوزات المؤكدة، وسوء تعامل موظفي الخطوط، وتقادم مقاعد الطائرات، وتواضع خدمات برنامج الفرسان، وتلاشي الحجوزات في المواسم، وسرقة المقاعد من ركابها، فكل هذه القصص تتكرر في كل مجلس، ولا ينفضّ سامرٌ إلا بها، ولا يجتمع نفرٌ إلا عليها. ولذلك فالحاجة إلى قصص جديدة تخلب لبّ الوجدان الاجتماعي المنكوب في ناقله الوطني (الدكتاتور) تشبه حاجة شعوب بعض الدول العربية المجاورة المنكوبة في قياداتها السياسية الدكتاتورية، والتي عندما يئست من التغيير لجأت إلى تقليب القصص، وتبادل الحكايات، وصناعة النكت للتخفيف عن آلامها الشعبية العميقة.

محمد حسن علوان
جريدة الوطن
عاشق ترابها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.