للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > الادارة والاقتصاد > الإدارة والإقــــــــــتـــصـــــــــــاد



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-07-2002, 12:37 AM   #1
ابوفهد
متداول نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2002
المشاركات: 4,498

 

افتراضي مشروع متكامل لتطوير الأحياء القديمة بالرياض

اشتهرت مدينة الرياض منذ أكثر من ثلاثة قرون بمبانيها الطينية ذات الطراز المحلي الذي جعلها مع سورها القديم معلمًا بارزًا في قلب الجزيرة العربية. وشهدت الرياض خلال القرنين الماضيين مراحل نمو متفاوتة تزامنت مع قيام الدولتين السعودية الأولى والثانية، حتى قيام الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز، حيث عاشت المدينة حركة عمرانية كبيرة تمثلت في إنشاء قصور المربع خارج أسوار المدينة ومجموعة من القصور الطينية المبنية بالطوب اللبن والمسقوفة بجذوع النخيل وذلك حتى عام 1950 عندما شهدت الرياض إقامة أول مبنى حديث من المواد الخرسانية الحديثة.

ولا تزال حاضرة مدينة الرياض حتى الآن، بالرغم من تبوئها مكانة متقدمة بين أكبر مدن العالم، تحتضن الآلاف من المباني التراثية المبنية على الطراز المحلي والقائم على تصميم شبه موحد يعتمد على أساس الفناء الداخلي الذي تحيط به الغرف والأروقة، وغالبًا ما يكون البناء من دور أو دورين. وتتكون مواد البناء من المواد المحلية التي تشمل «اللبن» والحجارة والأخشاب وأغصان الأشجار. وتتفاوت المباني التراثية في أهميتها وقيمتها المعمارية فمنها المباني التاريخية وتشمل القصور السكنية القديمة ومباني الأجهزة الحكومية وفي مقدمتها قصر المربع وقصر المصمك وقصور الملك عبدالعزيز السكنية.

ووضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برنامجًا يهدف إلى المحافظة على التراث العمراني ونمط المباني الطينية التراثية والأحياء القديمة في الرياض ويتكفل بتوفير متطلباتها التطويرية، وذلك على اعتبار كونها عمقًا تاريخيًا للمدينة ومركز إشعاع تراثي وثقافي وجذب سياحي لسكانها وزائريها، إلى جانب إعادة التوازن الاجتماعي السكاني لهذه الأحياء التي هجرها سكانها إلى أحياء المدينة الحديثة.

وينطلق مشروع المسح التراثي في العاصمة السعودية إلى إدراك الوضع الراهن للمباني الطينية والحالة الموجودة عليها في ظل التطور السريع الذي تشهده، والمحافظة على نمط المساجد الطينية التي يندر وجودها الآن في ظل العمارة الحديثة، ومعرفة طرق تخطيط المباني الطينية القديمة وتحديد أهمية المباني الأخرى وبالأخص في القصور والمباني الطينية الأثرية المنتشرة في أحياء الرياض القديمة التي تتميز مبانيها الأثرية بالدقة والزخرفة وتعدد الأدوار، ووضع الحلول العلمية المدروسة من أجل المحافظة عليها وتوعية المجتمع بأهمية التراث العمراني على اعتباره مخزنًا لعبق الماضي وأصالة أهله.

ويتم تنفيذ مشروع المسح التراثي على مرحلتين، حيث تهتم المرحلة الأولى بتسجيل البيانات ميدانيًا مع تصوير المبنى عبر فريق يتكون من طلاب الجامعات والمتعاونين موزع على شكل مجموعات تتولى كل مجموعة مسح حي معين بالاستعانة بمعلومات الأحياء وخرائطها المدرجة في المخطط الاستراتيجي الشامل الذي وضعته هيئة تطوير الرياض للمدينة. يتم بعد ذلك إدخال معلومات المباني وصورها في الحاسب الآلي ضمن قاعدة بيانات واسعة.

وتتضمن المرحلة الثانية للمشروع إجراء دراسات تاريخية عن الأحياء والمباني الأثرية المدرجة في المشروع، تشمل وصف ساكنيها وظروف الحياة السائدة في عصرهم، من أجل وضع التقويم النهائي للمباني الأثرية وتحديد العدد الذي سيتم المحافظة عليه في الأحياء على اعتباره معلمًا معماريًا يسجل تاريخ المدينة، وذلك بالتعاون بين هيئة تطوير الرياض ودارة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود.

وقد بلغ عدد المباني الطينية التي تم إحصاؤها في مدينة الرياض ضمن مشروع المسح، أكثر من 15.5 ألف مبنى تمثل نسبة 16% من منطقة حدود الدراسة و4% من إجمالي مساحة مدينة الرياض، وتتوزع في 33 حيًا مشغولة بالسكان من أبرزها أحياء الشميسي، العود، الديرة، أم سليم، معكال، ثليم، جبره، منفوحة، الجرادية، المرقب، الفوطة، عتيقة، العريجاء، صياح واليمامة.

ومن بين أبرز العناصر المعمارية المميزة للمباني الطينية التي اندرجت ضمن مشروع المسح التراثي، ما يعرف بـ«الحقاف» وهو عبارة عن خط طولي مجوف وسط الحائط أو الجدار، و«الحداير» وهو مثلثات مقلوبة وبارزة تلي الحقاف، و«الدهريز» وهو المدخل الذي يلي الباب الرئيسي للمنزل ولا يزال هذا المسمى مستعملاً في بعض الأوساط في المدينة، و«الطرمة» وهي بروز فوق باب الدار وباب غرفة القهوة ويتكون من بناء مثلث الشكل من الخشب يغطى بالطين مثله مثل سائر الجدر، وبأرضيته الخشبية ثقوب تسمح لمن ينظر من خلالها من رؤية طارق الباب وغالبًا ما تكون الطرمة بارتفاع 60 سنتميترًا واشتق اسمها من الخرس، ومن أسمائها القوتالة.

كما تشتمل أبرز العناصر الرئيسة في العمارة التقليدية في المباني الأثرية في الرياض أيضًا على «المجيب» وهو المدخل الذي يجلس فيه صاحب المنزل وأقاربه وبالأخص في فصل الصيف، و«الخلوة» وهو المجلس الخاص بالضيوف وغالبًا ما يكون واسعًا ومزخرفًا بالألوان والأصواف والستائر وبه نوافذ تطل على فناء المنزل، و«الكمار» وهو عبارة عن دولاب للتخزين مفتوح ذي أرفف يبنى من الجص وتعمل الأرفف من ألواح الجص أحيانًا ومن الخشب أحيانًا أخرى، وبه زخارف ونقوش كثيرة من البيئة المحلية وتحفظ فيه أدوات وأواني القهوة والشاي، ويبنى غالبًا في أماكن استقبال الضيوف حيث يعلو مكان إعداد القهوة المعروف بـ«الوجار» الذي يوضع فيه الحطب والفحم للتدفئة وصنع المشروبات الساخنة للضيوف.

ومن أهم العناصر الثابتة في العمارة التقليدية بمنطقة نجد، النقش على الجص، والذي يعد من مميزات العمارة المحلية، حيث يتم نقش المواقع المميزة في المنزل والمطلة على الواجهة و«الشرفات» التي تعلو الحوائط بنقوشات بيضاء ذات تصاميم وأشكال نابعة من البيئة المحلية، كما تعتبر «الفتحات المثلثة» أحد أهم العناصر الجمالية في العمارة التقليدية بالرياض، ويعود استخدامها في الأساس للعمارة في بلدة الدرعية المحاذية للرياض وخصوصًا في حي طريف الذي شهد قيام الدولة السعودية الأولى قبل نحو ثلاثة قرون.
ابوفهد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.