الأخبار الإقتصادية ليوم الإثنين 14 جمادى الأولى 1429 هـ الموافق 19 مايو 2008 م

[bhkhalaf]

بارقر والشلفان.. صُدف تغيِّر مجرى الحياة

كثيرة هي الاسماء التي ساهمت بشكل مباشر في وصول ارامكو السعودية الى ما وصلت اليه الآن ومن هؤلاء توم بارقر وعبدالعزيز الشلفان فمن هما هذان الرجلان وما دورهما في تأسيس أرامكو؟

عندما التحق عبدالعزيز الشلفان بشركة كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كمبني (كاسوك) في العام 1934م، وتوم بارقر في العام 1937م، كان الغموض يسود التوقعات، فالوظيفة لدى الشركة في ذلك الوقت كانت تبعث على الحيرة وعدم الارتياح وعدم الأمن الوظيفي، إلا أنهما كبقية الرجال الذين التحقوا بالشركة في بداياتها، ونجحا في تخطي كثير من المحن والصعاب.

ينحدر الشلفان من منطقة نجد في وسط المملكة، وكان يبلغ من العمر تسع سنوات عندما ارتحل إلى الكويت مع أعمامه، وعندما بلغ من العمر 12 عامًا في العام 1934م، كان يعمل في سوق البحرين النشط آنذاك. وفي تلك السوق التقى في أحد الأيام شخصين من الجنسية الأمريكية وهذان الشخصان هما اللذان غيرا مسيرة حياته، وكان قد سأل عنهما المترجم الذي كان معهما، فقال له «إنهما جيولوجيان يبحثان عن البترول».

كان البترول قد اكتشف في البحرين قبل ذلك بسنتين، حيث لفت انتباه الشلفان التحسن المفاجئ في معيشة الأشخاص العاملين في مجال البترول فيها، لذا قال لهما إنه سعودي الجنسية ويرغب في الحصول على وظيفة. فرأى الجيولوجيان «هيو برتشفيل» و«ماكس كرستوفر» بوادر الحماس لدى ذلك الفتى، الذي عيِّن على الفور مساعدًا في المخيم الموجود في الجبيل.

أما بداية بارقر في أرامكو فلم يُتوقع لها الحدوث، فقد تخرج محققًا المركز الأول على دفعته من كلية الهندسة في جامعة نورث داكوتا الأمريكية، وعمل في وظيفة عامل مناجم ومساح ومساعد المدير في منجم الفضة قبل الالتحاق بوظيفة أستاذ مشارك في الجامعة، حيث حصل من هناك على وظيفة في الأبحاث. غير أنه عندما تمت الموافقة على توظيفه، انخفض سعر النحاس وبالتالي تلاشت الوظيفة. ورغبة منه في الحصول على أية وظيفة في هذه الحال من الكساد، عاد بارقر إلى المناجم وهي المهنة التي كان يكرهها.

وتلقى عرضًا غير متوقع من شركة ستاندرد أويل كمبني أوف كاليفورنيا (سوكال)، وهو العرض الذي بدا له مناسبًا ليمكِّنه من ترك وظيفة المناجم، وكانت سوكال وقتها تقوم بموجب اتفاقية الامتياز، بالتنقيب عن الزيت في المملكة، وكانت بحاجة ماسة إلى مساح، فوافق بارقر على تلك الوظيفة.

وعند وصوله إلى المملكة، استقبله الجيولوجي ماكس ستاينكي، الذي لعب دورًا مهمًا في عملية اكتشاف البترول بكميات تجارية، وقال ستاينكي لبارقر الذي قدم من ولاية نورث داكوتا إلى الخبر في وقت قياسي مدته 12 يومًا: «لست أدري كيف سأتعامل معك، لكنني سعيد على أية حال بوجودك معنا».

لم يتطلب الأمر من بارقر أكثر من 48 ساعة ليؤقلم نفسه مع جيولوجيا الجزيرة العربية، قبل التوجه للقيام بأعمال المسح لمدة أربعة أشهر على منطقة مساحتها 40 ألف ميل مربع.

بعد استراحة أخذها لكتابة التقارير، رجع بارقر إلى ميدان العمل، مع مجموعة صغيرة غادرت لاستكشاف رمال الدهناء شملت جيولوجيًا آخر وسائقين وطباخًا وعبدالعزيز الشلفان.

اكتشف هذان الشخصان وعورة الصحراء والتلال الرملية التي تعيق حركة السيارات وتتكون بأشكال وألوان مختلفة وتحرك رياح الشمال التي تهب على الخيام وتدمرها، حيث كانت البيئة قاسية ولم تكن تبشِّر بالخير، غير أنهما تحمَّلا وعورتها وتغلبا عليها.

وعندما تم تعيين الموظفين بشكل نظامي لدى الشركة وأُعطيا أرقام الشارات، كان رقم شارة الشلفان 4، واستمر في خدمة الشركة لبقية حياته، وأصبح في العام 1983م الموظف الأكثر خدمة في تاريخ الشركة بسنوات خدمة بلغت 48 سنة ونصف السنة.

عُرض عليه التقاعد أكثر من مرة، إلا أن الشلفان أحب البقاء مع الأشخاص والشركة التي التحق بها في ذلك اليوم في البحرين عندما كان عمره 12 سنة.

وعمل كل من بارقر والشلفان في حقول الزيت بسبب ظروفهما الاقتصادية السيئة، وهي المرحلة المهمة في حياتهما، لكن بالنسبة لكل منهما، أصبحت أرامكو أكثر من مجرد وظيفة أو مهنة إذ أصبحت في ما بعد أسلوب حياة وأسرة.

وتقاعد بارقر من أرامكو في العام 1969م وتوفي في العام 1986م. أما الشلفان فقد توفي في العام 1983م وهو ما زال على رأس العمل في الشركة.

[سعد الجهلاني]

[bhkhalaf]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الجهلاني

بارك الله فيك وسلمك وجزاك كل خير ورزقك من حيث لا تحتسب أستاذنا الكبير

:dinmt: تحياتي وتقديري :dinmt: