فن التوصية

[ابو المجد]

تلعب التوصيات دورا هاما في توجيه المتداولين ، وتسييردفة السوق ، ويتفاوت الناس في توصياتهم بحسب ثقافاتهم المكتسبة من جهة ، وبحسب عمق فهمهم لحركة السوق ، ومدى اطلاعهم على أحواله الظاهرة والباطنة ، وقربهم من صناع قراره من جهة أخرى ، وبين هذا وذاك تدور رحى التوصيات ، لتفرز لنا الأنواع التالية :
1 ـ توصية من لايعرف أحوال السوق ولايعرف أنه لايعرف أحوال السوق ، وهولاء هم الجهلاء الذين أفرطوا في إحسان الظن في أنفسهم ، وظنوا أنهم أهل للفتوى فضلوا وأضلوا .
2 ـ توصية من يعرف أحوال السوق ويعرف أنه يعرف أحوال السوق ، وهولاء هم الخبراء الذين خبروا الشركات ، وابتلوا أخبارها ، وأجادوا المضاربات ، واستودعوا أسرارها .
3 ـ توصية من لايعرف أحوال ، ويعرف أنه لايعرف أحوالها ، وهولاء هم الدجالون الذين أعمتهم مصالحهم الخاصة ؛ فسلكوا أقرب الطرق إلى المنفعة عن طريق التوصية ، دون أن يتعاهدوا أنفسهم بالتثقيف والاجتهاد في فهم السوق قبل أن يصدروا توصياتهم .
4 ـ توصية من يعرف أحوال السوق ولا يعرف أنه يعرف أحوال السوق ، وهولاء هم المترددون الذين لايقطعون بوصية ، وإنما تجىء توصياتهم قلقة مشوبة بطعم الشك وعدم الجزم ، فتمضي توصياتهم ـ مع صدقها ـ دون أن يهتم بها أو يلتفت إليها .

وقد حاولت ـ جاهدا ـ ومنذ أن وطئت قدماي سوق الأسهم السعودية أن أدرس تلك التوصيات ، واقتفي آثارها ، بل وأسبر أغوارها ، واستبين مدى تحققها على أرض الواقع فوقفت على العجب العجاب ، وهالني ماتوصلت إليه ؛ كتاب مشهورون بقوا في عيني كبارا ، وكتاب مشهورون غدو بتوصياتهم صغارا ، وكتاب مقلون لم يكن ليلتفت إليهم ـ لندرة كتاباتهم ـ أصبحوا أعلاما .
فبعضهم خشاش رفع الرعاع أو المبتدئون مكانتهم وهم لا يستحقون ، وآخرون أصحاب عوائد لايعرفهم ـ للاسف الشديد ـ إلا الخاصة ، وكلامهم يوزن بالذهب ، ويدر ذهبا ، ولكي تعرف هولاء الكبار الأفذاذ تأمل توصياتهم ستجد أنها :
* لاتحمل مصالح شخصية ، ولاتتضمن بواعث ذاتية .
* لاتتضمن إلحاحا مفرطا ، ولا دعوة صريحة للشراء .
*لايبدو صاحبها طرفا فيها ، كأن يظهر نفسه متحكما في السهم .
* لا تشتمل على أرقام محددة .
* تشعر وأنت تقرأوها باتزان صاحبها ، وعمق فهمه للسوق .
* يميل صاحبها إلى التلميح دون التصريح ، فلا يفسد على الهامور عمله ،ولا يحمل الموصى زللـه .
ولنقارن بين توصيتن لنتبين الفارق بينهما :
التوصية الأولى :
سجل عنك ، أو سجل على العبد الفقير : اللجين غدا أو بعد غد بسعر 200
التوصية الثانية :
وراء اللجين أمر زين ، أو وراء التعمير خير وفير ، أو وراء نما أمر ما .

[د. أحمد الخضير]

كلام جميل ولفظ واضح لمن يريد ان يقيم ( التوصيـــه)
ولاتنسي ان هناك...................... ايضا( اوصــــياء )!!!
والله الهادي الي سواء السبيل