أداء البورصات العالمية المتدهور يزيد الضغوط على المستثمرين

[ابوفهد]

رغم التحسن الطفيف الذى طرأ على أداء الاقتصاد الاميركى وتحسن قيمة الدولار نسبيا تأثرت ثقة المستهلكين الاميركيين سلبا بتراجع أسعار أسهم الشركات الكبرى،


مؤخرا نتيجة التداعيات الخطيرة للفضائح المالية فى عدد من الشركات الاميركية مثل أنرون وورلدكوم وكويست.


وتتزايد مخاوف المستثمرين فى الولايات المتحدة ومناطق عديدة فى العالم من تكرار الازمة المالية التى أصابت الاسواق الاسيوية عام 1998 فى ضوء التطورات الحالية فى البورصات الاميركية والاوروبية والاسيوية التى تتشابه الى حد كبير مع الظروف التى كانت سائدة أبان الازمة المالية الاسيوية .


وقال جيمس جلاسمان كبير الاقتصاديين فى مؤسسة «جى بى مورجان تشيس» أن المخاوف تعترى المستثمرين حاليا من جراء انخفاض أسعار الاسهم لعدد من الشركات الكبرى فى البورصات العالمية 0 واشار إلى أن المستثمرين بدوا كأشخاص سكبوا البنزين على الارض ولم يعد فى حوزتهم بنزينا كافيا للاضاءة.


ودفع تراجع الاسهم فى البورصات وافلاس عدد من الشركات الكبرى التى تبلغ ميزانياتها مليارات الدولارات اضافة ئلى فضائح الشركات المحاسبية المساهمين الى اعادة النظر فى خططهم الاستثمارية فى محاولة لتعويض الخسائرالتى لحقت بهم 0 وأوضح خبراء اقتصاديون أميركيون أن الاوضاع سوف تبدو أسوأ فى حالة استمرار فضائح الشركات وحدوث المزيد من التراجع لاسعار الاسهم فى البورصات .


من جانبه قال براد ستون رئيس مؤسسة ماركت باركليز كابيتال الاميركية أن استمرار انخفاض أسعار الاسهم فى البورصات العالمية وظهور المزيد من حالات التلاعب المالى والمحاسبى للشركات الكبرى سوف يضع البنوك المركزية فى الدول المختلفة ولاسيما فى آسيا وأوروبا فى وضع حرج وربما يدفعها إلى خفض الفائدة لدعم اقتصادياتها 0واضاف ستون أن معدل النمو العالمى سوف يتأثر بالتطورات الجارية التى يشهدها الاقتصاد الاميركى الذى يعتبر المحرك الرئيس للاقتصاد العالمى حيث ان حجمة يقدر بنحو عشرة تريليونات دولار مشيرا ئلى أن بنك الاحتياط الفيدرالى أبدى قلقه بشأن التطورات الحالية فى البورصات الاميركية.


وتأثر اقبال المستثمرين على شراء السندات التى تصدرها الشركات بالفضائح المالية والمحاسبية التى تورط فيها عدد من الشركات وتراجع الثقة فى التقارير المالية التى تصدرها الشركات الكبرى.


وأدى التراجع فى أسعار الاسهم الى تزايد المخاوف من احجام المستثمرين عن زيادة استثماراتهم وانخفاض التمويل قصير المدى للشركات الاوروبية والاميركية0 وقال محللون اقتصاديون المان ان التراجع فى اسعار الاسهم انعكس سلبا على الشركات والمناخ الاستثماري مشيرين الى أن الاوضاع الحالية تشبه إلى حد كبير الظروف السيئة التى كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية .


ورغم موجة التفاؤل التى سادت أوساط المؤسسات المالية العالمية والمستثمرين فى اعقاب زيادة معدل النمو الاقتصادى فى الولايات المتحدة خلال الربع الاول من العام الحالى إلى أكثر من خمسة فى المائة تزايدت المخاوف من انزلاق الاقتصاد الاميركى إلى الركود مرة ثانية 0 الا أن عددا من المسئولين فى بنك الاحتياط الفيدرالى وخبراء الاقتصاد فى الولايات المتحدة أعربوا عن ثقتهم فى امكانية تخطى العقبات التى تهدد بوقوع الاقتصاد الاميركى فى براثن الركود بعد فترة قصيرة من تخطية للركود الاخير الذى حدث فى مارس الماضى .


وتبدو نبرة التفاؤل بشأن تحسن الاقتصاد الاميركى فى تصريحات المسئولين الحكوميين وبنك الاحتياط الفيدرالى الاميركى حيث تأمل الادارة الاميركية فى تحقيق معدل نمو مناسب قبل الانتخابات التشريعية المقبل .


ومن ناحية أخرى تخشى مؤسسات اقتصادية اميركية استمرار الانخفاض فى معدلات الانفاق الاستهلاكى نتيجة ارتفاع معدل البطالة وانخفاض أسعار الاسهم فى البورصات وفضائح الشركات المحاسبية.


وأعلن خبراء اقتصاديون فى مؤسسة برنا اسوسياتس أن احتمالات انزلاق الاقتصاد الاميركى إلى الركود تتزايد وهو ما يحذر منه أيضا ستيفان روش المحلل الاقتصادى فى مؤسسة مورجان ستانلى الذى أشار إلى أن معدلات الادخار خلال العام الماضى انخفضت بدرجة كبير.


ومن جهة أخرى تخشى المؤسسات الاقتصادية من التداعيات السلبية لارتفاع معدل البطالة وانخفاض معدلات التشغيل فى الولايات المتحدة وانخفاض الناتج الصناعى فى يوليو الماضى.


وأوضحت احصائيات وزارة العمل الاميركية انخفاض معدل التشغيل فى يوليو الماضى إلى 60 ألف وظيفة مقابل 66 ألف وظيفة فى يونيو الماضى .


كانت الاسهم الاميركية مرة اخرى امس الاول وتدنى مؤشر ناسداك مجددا الى اقل مستوى منذ خمس سنوات بتأثير قلق المستثمرين من ان يكون الانتعاش الاقتصادي الاميركي قد تعثر في الطريق.


وهوى مؤشر داو جونز الصناعي 269.50 نقطة اي بنسبة 3.24% ليغلق حسب ارقام اولية غير رسمية على 63ر8042 نقطة. وكذلك تراجع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 29.64 نقطة بنسبة 3.43% الى 834.60 نقطة.


وغاص مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا 41.91 نقطة بنسبة 3.36 % الى 1206.01 نقاط مسجلا ادنى مستوى اغلاق منذ ابريل عام 1997.


وتسيطر على وول ستريت مخاوف من ان يكون اضخم اقتصاد في العالم في طريقه الى انتكاسة تجدد الكساد بعد انتعاشة قصيرة من الكساد الاول.


وكانت طائفة من البيانات الاقتصادية المخيبة للامال اظهرت في الاسبوع الماضي نمو الاقتصاد بنسبة ضئيلة الربع الثاني من العام وتباطؤ قطاع الصناعات الوسيطة الضخم في يوليو وتراجع الانفاق على البناء في يونيو.


كذلك هبط مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة بنحو 2% امس الاول مع تراجع قطاع البنوك والاتصالات مقتفيا بذلك اثر بورصة وول ستريت المتراجعة مع استمرار المخاوف من ان يؤدي تباطؤ الاقتصاد العالمي الى ضياع المزيد من ارباح الشركات. واغلق المؤشر منخفضا 79.1 نقطة او بنسبة 1.9% الى 3996.4 نقطة بعد ان كان قد تراجع في وقت سابق من التعاملات الى 3946.4 نقطة.


وجاءت بيانات جديدة عن ضعف الانتاج المحلي الصناعي في الولايات المتحدة ومسح اظهر تراجعا في قطاع الخدمات الشهر الماضي لتضيف الى المعلومات الاقتصادية المخيبة للامال القادمة من الولايات المتحدة مما زاد من حدة المخاوف من استمرار التباطؤ في الاقتصاد العالمي.


وتسببت اسهم البنوك في تراجع فاينانشال تايمز 16 نقطة في حين تراجع المؤشر عشر نقاط بسبب اداء قطاع الاتصالات. وشهدت البورصة تعاملات امس على 1.6 مليار سهم.


ومع اغلاق بورصة لندن كان مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية في الولايات المتحدة منخفضا 1.7 نقطة بينما كان مؤشر ناسداك المجمع شديد التأثر بأسهم التكنولوجيا منخفضا بنحو 2%.