مابين قراءة التحليل ، وقراءة الكف ، وثقافة التعامل المسمارية !

[فادي الغامدي]

[poem font="Simplified Arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://tdwl.net/vb/images/toolbox/backgrounds/10.gif" border="double,10,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ازرع جميلا ولو في غير موضعه = فلا يضيع الجميلا اينما زرع
ان الجميل ولو طال الزمن به = فليس يحصده الا الذي زرع [/poem]

الإخوة والأخوات الأفاضل حفظهم الله

قرأت اليوم في موضوع أحد الإخوة عبارة مفادها طرح الآراء ومتطلبات المداخلة نقداً أو إسناداً أو استفساراً ، فعنت لي فكرة طرح موضوعٍ عن الحوار والنقد الهادف وكذلك النقد من أجل النقد ، وما كنت لأكمل المسيرة وأترجم تلك الفكرة الصغيرة إلا لأن الحوار ضرورة من ضروريات الحياة وهو الرابط بين العقول ، بل يعتبر الخطوة الأولى الصحيحة على طريق كشف المجهول ، فبه يحسن الذكر وعن طريقه يُقدح زناد الفكر ، فيه إشباع للنهم الثقافي ، وإرواء للعطش المعرفي ، ماسار في طريقه من أحدٍ إلا واستنار فكره ، وقوي ذكره ، واستباح بالحق ماكان على البعض حكره .

قد يقول قائلنا : أنا لست متمرساً في هذا المجال ، وأخشى أن عبرت باباً أن يفضي بي إلى طريقٍ لا أعرف مجاهلها ، كمإ وأنني في الأساس سأعرض نفسي للنقد من الآخرين وهذا أمر لا أرضاه أبداً . فنقول لمثل هذا : إنه من الأجدر به ألا يتحاشى النقد ، بل يحاول طرح رأيه عند من لايتردد في النقد عندما يجد ذلك مطلباً ، لأن النقد هو أستاذ الأدب ، بل هو شمس الحقيقة التي تشرق وتكشف بشروقها كل أسدل عليه الظلام أستاره ، لكن الأهم من ذلك هو تقبل تقبله بحس عال ونفس راغبة في الرقي ، إذ بتقبله يستطيع أحدنا أن يكون الأسرع وصولاً للهدف المعرفي ، كما أنه ليس عيباً أن نخطي في طرح رأي أو فكرة ، لأن الذي لايخطئ هو الذي لايعمل شيئاً .

وقد يقول آخر : لماذا أجهد نفسي في عناء التفكير ، لكي أقدم للآخرين قليل من الأسطر أو كثير ، إذ كل من هم في محيط تجمعنا لايجهدون أنفسهم سواء في الطرح أو النقاش إلا قلة ، ومن تجرأ على خوض غمار معركة كتابية فإنه فوراً يعمد إلى المنقول لينافس به .
وفي هذه الحالة نقول له : ياعزيزي من المفترض أن يدرك هذا بأنه يرتكب في حق نفسه جرماً كبيراً ، وعليك أنت بنقاشه حتى تخرجه من دائرة عجز عن إدراك مضمون ماجلبه بكبسة زر قد يكون العنوان هو الوحيد الذي هداه لفكرتها فقط ، علماً بأن مثله مثل غيره ممن يحجمون عن المشاركة في الحوارات عملاً بالمثل الشعبي القائل : ( لولاك يالساني ماحد عرف مكاني ) ، وهؤلاء الذين يخشون الفشل _ هم أكبر الناس عرضة للوقوع فيه ، ناهيك عن انهم سيبقون كالمنطاد الذي تراه عن بعد يشغل حيزاً ليس باليسير ، لكنه يتهاوى ويصبح في قبضة اليد الواحدة بمجرد أن يتعرض لشكة دبوس بسيطة ، ومثله ذلك الذي تراه يلبس أفخر الثياب ، وتتراصف في جيبه أقلام غلا ثمنها وحسُن منظرها جميلة ، إلا انه للأسف لم يجمل أفكاره ويدعمها بالمراس على كل سلوك حسن يستعذبه منه كل الذين يتعامل معهم أو يعيش بينهم ، فإجهاد النفس وجهادها هو الجهاد الأكبر كما وصفه نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وقال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن " فلماذا نفسد ماهو عامرٌ بيننا بدون سبب أو عند أدنى خلاف ؟
قال أحدهم :

[poem font="Simplified Arabic,6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,10," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من كان يأمل أن يسود عشيرة = فعليه بالتقوى ولين الجانب
ويغض طرفًا عن مساوئ من أسى = منهم ويحلم عند جهل الصاحب[/poem]

فالمطلب الرئيسي من كلٍ منا هو : ألا نكتب ما إلا مايؤهلنا لبلوغ اعماق بعضنا البعض ، والمتداخل أو الناقد يجب أن يكون ناقداً لهدف سامً يستفيد منه كل من يعرفه ، ولا بد أن يكون حصيفاً وملماً وألا تملي عليه مصالحه أو أحقاده عبارات التداخل وتحدد له نقاط النقد ومواقعها ، لأنها في هذا الحال لن تكون كما ينبغي لها أن تعالج مواطن الخلل بل هي من سيوجده ، وفي جانب آخر من جوانب مشاركة الحوار توجد قنطرة يعبرها من لايحمل من المفاهيم سوى الهجوم بكل ماحوى قاموسه من الكلمات النابية ، أو يجعل من مواضيع الآخرين هدفاً للسخرية سواء في بالقدح في أفكار الكاتب أو الإيماء بما يوحي بضعف الفكرة المطروحة ، وهناك أيضاً " الدعي " وهو الذي يفسر النوايا وكأنه شق عن مافي صدور الآخرين ، أو يخلق من العبارات استنتاجات لم تخطر على بال كاتبها ، ومثل هذه الفئة ينطبق عليهم قول الشاعر :

[poem font="Simplified Arabic,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://tdwl.net/vb/images/toolbox/backgrounds/14.gif" border="double,10,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإذا الكريم مدحته بقصيدةٍ = قرأ اللئيم الذم في أبياتها [/poem]

إذاً : هذه أيها الإخوة سلوكيات لاتخدم صاحبها بقدر ما تنحي به إلى الجانب السلبي في كل أمر ، ونحن هنا لانطالب بالموافقة على كل الآراء ، إنما يجب أن نترك بصمتنا في كل ما تختلط عباراته بأذهاننا ، ولكن من الضروري أن نترك مع تلك البصمة مسحة من الجمال الأخلاقي والذكرى الحسنة ، وبالمقابل ننقل معنا أجمل يقوى علاقة الود الحسي والانتماء لمكان تواجده ليزيد بذلك ترددنا على ذات المكان ، وليس أجمل من التررد على مكان يبعث في النفس الارتياح ونترك فيه ذكرياتنا الجميلة. وختاماً أطلب العذرً في ضعف الطرح ولكن ليس بالإمكان أفضل مما كان حيث أنني أكتب على عجل .. هذا والله الموفق .

[frame="7 80"]استدراك فيه طلب ورجاء من المشرفين : أتمنى ألا يتم نفي الموضوع في إحدى الجزر النائية .. فليس جديراً بنا تخصيص كل أوقاتنا لجمع المال ، فهناك ثروة مفقودة هي الأولى بالجمع .[/frame]

[salzahrani]

يعطيك العافيه وما قصرت

[فادي الغامدي]

ياهلا وغلا وألف مرحبا .

أنا بصراحة استغربت وأنا داخل وطالع من سلالم الموضوع وشميت رائحة صديق .. أثاريك هنا يابو زهرة . هههه

عموماً تشرفت بمرورك وبارك الله فيك يابن العم .

تقبل تحياتي .

[فواز بن محمد]

كتبت فأجدت وجزاك الله الف خير اخوي فادي

[فادي الغامدي]

بارك الله فيك أخي فواز ، والإجـادة هي في قراءتك وسعة فهمك .

تقبل تحياتي .