دعوى التعويضات ضد شخصيات ومؤسسات سعودية جزء من حملة تشويهية هدفها ضرب العلاقات العربي

واشنطن - مكتب "الرياض" - د. فوزي الأسمر:

اعتبرت اوساط دبلوماسية وعربية واجنبية في واشنطن في تصريحات ل "الرياض" أن الدعوى القضائية، التي رفعت ضد بنوك وجمعيات خيرية اغلبيتها أمريكية، وبعض الشخصيات السعودية ماهي إلا جزء من الحملة المكثفة الجارية منذ عدة اشهر، ضد المملكة العربية السعودية، في وسائل الإعلام الأمريكية.وكان 600شخص من العائلات التي فقدت بعضاً من افرادها في احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001، قد رفعوا دعوى قضائية، ضد الجهات المذكورة اعلاه، على اعتبار انها قامت بتمويل تنظيم "القاعدة" وزعيمه اسامة بن لادن، وكون ان اغلبية الاسماء الموجودة على القائمة الأمريكية لمنفذي تلك العمليات هم من المواطنين السعوديين.ويطالب المدعون بالحصول على تعويضات مالية تصل الى بلايين الدولارات، من شخصيات سعودية، وسبعة بنوك سعودية وحكومة السودان، وبعض المنظمات الخيرية العالمية في مقدمتها الجمعيات الخيرية الاسلامية الأمريكية، التي كانت تجمع المعونات المالية للفقراء واللاجئين والمحتاجين، وذلك بزعم أن المملكة العربية السعودية وهذه الجمعيات والمنظمات تبنت عمليات 11سبتمبر في الولايات المتحدة والتي ذهب ضحيتها حوالي ثلاثة آلاف شخص.وتأتي هذه الدعوى القضائية، في اعقاب قي
ام صحيفة "واشنطن بوست" في الاسبوع الماضي، بنشر خبر عن تقرير (مؤسسة راند) والذي اعتبر المملكة العربية السعودية، "دولة عدوة وليست صديقة". وعلى رغم أن الادارة الأمريكية تنصلت من هذا التقرير، إلا ان موجة العداء للمملكة العربية السعودية، ومصر وغيرها من الدول العربية والاسلامية لا تزال مستمرة، وتتوارد في وسائل الإعلام الأمريكية، خصوصاً بعض الخطباء في الكنائس ايام الاحد، حيث تشن حملات عنيفة على الدين الاسلامي، ويتطاول هؤلاء الخطباء على الدين الاسلامي زاعمين انه "دين حرب لا سلام".ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن لسان أحد المحامين لبعض هؤلاء الافراد، واسمه: ايلن غيرسون (Allan Gerson)، قوله بالنسبة لهذه الدعوى القضائية، ان: "هذه الدعوى ستكون دعوى سيُميز فيها القرن الحادي والعشرون" - على حد تعبيره - .وفي تصريح خاص ل "الرياض" من نائب رئيس "اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز" الأستاذ خليل جهشان قال: "اننا بصدد حملة، تشويهية شرسة، ضد المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول العربية المقربة من الولايات المتحدة، بهدف اضعاف العلاقات الثنائية بين الطرفين، واظهار (إسرائيل) بأنها الحليف الوحيد لأمريكا الذي يمكن الاعتماد عليه
في منطقة الشرق الأوسط".وأضاف جهشان: "ان هذه الحملة، تقوم بتمويلها وتديرها جمعيات أمريكية يهودية، بالاضافة الى افراد، وجمعيات سياسية، تمثل اليمين الاصولي الجمهوري المعادي للعرب، وذلك تخوفاً من أي تقارب بين واشنطن والعواصم العربية الصديقة، في الحرب الجارية الآن ضد "الارهاب".ويتابع جهشان قوله ان: "هذه الحملة المركزة قد اتخذت عدة اشكال، منها الضغط المباشر على الادارة، عبر التأثير الصهيوني في الكونغرس الأمريكي، لوضع اللوم على الاطراف العربية والاسلامية، من دول ومؤسسات خيرية على حد سواء، لأحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الماضي، والحد من التعاون السياسي والتجاري والأمني، مع الاطراف العربية، بغض النظر عن التأثير المباشر والخطير لمثل هذه الخطوات على مصالح الولايات المتحدة الوطنية في المنطقة".€