ديموقراطية المفاطيح !! تقول: تبرعت بثلاثين نخلة فهل ترشحونني؟

علي الدهامي · 09-02-2005, 09:53 PM

اقتربت الانتخابات ، فزادت حمى المزايدات ، وازداد معدل الصرف بشكل كبير و أصبحت أوراق المرشحين ومشاريعهم المستقبلية تتطفل عليك من كل مكان ، فهي إما أن تأتيك تحت باب بيتك أو على سيارتك أو تجدها في الشوارع أو الصحف ، ويأتي السؤال ، لماذا؟ لماذا كل هذا البذخ ؟ و ماهو المقابل الذي سيجنيه المرشح؟ و هل يعتقد هذا المرشح أو ذاك أنه فعلا موهل لتحقيق تلك الوعود ؟

ماهو المقابل .. سؤال أطرحه كثيرا، فانفاق كل هذه المبالغ لمرشح واحد قد يفشل وقد ينجح ، يثير استغرابي، و لنكن أكثر شفافية و صراحة، فمتى كان المواطن ( مرشحا أو ناخبا أو محايدا ) يسعى لتحقيق هذه الاماني ويحمل هذا الهم الوطني؟، بل ومتى تفتق ذهنه عن مثل هذه المشاريع الانتخابية ، أم أنها للاستهلاك الانتخابي؟ ثم هل يتوقع أحدا من هؤلاء أن ينال شيئا جراء انتخابه، أعني كونه ضمن أعضاء المجلس البلدي؟ و هل هناك محفزات مادية أو معنوية تبرر مثل هذا الصرف في المستقبل ؟ أم أن هناك من يدعمه و يقف وراءه محاولا انجاحه و استخدامه كأداة لتمرير ما يريد؟

و هل لدى المرشح القوة و الأدوات المؤهلة في خضم هذه البيروقراطية التي ننعم بها،و تنعم بها بلادنا ، لتحقيق مايعدنا به؟! ولنأخذ هذه الوعود من أعلاها الى أدناها ؛ فهذا يعدكم بتحقيق تنمية مستدامة ( لاحظوا كبر حجم الكلمة ) في الوقت الذي عجزت وزارة التخطيط عن ذلك و هي بكامل قوتها و أدواتها المتاحة ، فكيف سيحققها شخص واحد ؟! ونأتي الى أبسط هذه الشعارات ، و هو ( لاحفريات بعد اليوم !! ) و يكون ضمن برنامجه الانتخابي ايصال كافة الخدمات من مياه وصرف صحي الى الحي !! فهل لكم ان تتخيلوا كيف ستصل هذه الخدمات ( ان وصلت ) ؟ هل ستكون من النوع ( الواير لس؟!) ..

اعزائي .. اذا كان المرشحون لا يمثلون الا نصف المجلس البلدي ، و البلدية بكامل مؤسساتها التابعة لها ليست لديها القدرة لتحقيق ربع هذه الوعود .. فهل ننتظر من الاخوة المرشحين ـ مع احترامي الشديد لهم ، و لغيرتهم الوطنية ـ أن يحققوا ولو جزءا من طموحاتنا و طموحاتهم المعلنة؟

على أن من حسنات الاخوة المرشحين أنهم قد أناروا بصائرنا و لفتوا انتباهنا الى أدوار كان من المفترض بوزارة البلدية أن تلعبها أساسا؟ فلماذا لم تفعل بالماضي ؟ فباستثناء الاراضي و المنح و النظافة و مراقبة البروز و الارتداد في الابنية واحتفالات الأعياد ، و جوانب تنظيمية اخرى ،لم يكن لوزارة البلديات بكافة هياكلها المؤسسية أية أدوار تذكر . فأين الوزارة من الاسهام في حل ازمة المساكن ( هذا أحد الوعود الانتخابية ) ، و أينها من محاولة اقامة الحكومة الالكترونية ( هذا وعد آخر من أحد الشباب الذي يبدو أنه أفرط في الحماس !!) و أينها من تفعيل القطاع المدني و الاعمال التطوعية ( هذا وعد احد المرشحين أيضا !!) ، كل هذه الادوار و أكثر كان من الممكن أن تلعبها الوزارة ، و لم تفعل؟! و اكتفت اجهزتها و مؤسساتها الاقليمية في تجميل و تحسين صورة بعض الاحياء، في الوقت الذي تعيش فيه أحياء اخرى بين مخلفات الصرف الصحي وعوادم الاسمنت !!

أليس من المهم الان أن تسأل الوزارة نفسها لماذا لم تفعل ذلك في الماضي؟! م أنها قطاعا قد اعتراه الصدأ و تكفل فقط باستيعاب مايرسل اليه من عمالة ( أو بطالة مقنعة !! ) ؟؟

ونعرج على السير الذاتية لأغلب المرشحين ، لنجد أنهم رجال أعمال ، و قد رأيت و ربما رأى البعض أن أحدهم لم يجد شيئا يقوله عن خدماته أو مشاركاته الوطنية السابقة، عدا أنه قد تبرع بثلاثين نخلة للبلدية في سنة من السنوات ، و أنه قد تصدق عدة مرات !!!

رجال أعمال .. يهجرون أعمالهم ليخدمونك يا بلدي ،( ما أجمل هذا الحس الوطني ) فهنيئا لنا بهم .. و أسأل الله أن لا يكون ماندفعه مستقبلا مقابل مايدفعونه الان كبيرا ، و أسأل الله أن لايدفع بلدي كثيرا لقاء ترشيح( ديموقراطيي المفاطيح ) .. و دمتم ..!!

fmm · 10-02-2005, 12:26 AM

يظهر اننا سننتظر طويلا حتي نصل الي الوعي الانتخابي........

علي الدهامي · 10-02-2005, 09:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fmm

يظهر اننا سننتظر طويلا حتي نصل الي الوعي الانتخابي........

اهلا اخي اف ام ام..
صباحك مشرق ..
نعم نحتاج للكثير و الكثير ..
واذا وصلناه تبقى القبلية و سيكولوجية التعصب مسيطرة على عقولنا ..
و الرابح هم اولئك المترززين في كل مكان ..
و ليكن لكم في الكويت عبرة ..
منذ عشر سنوات أو أكثر كان الشعار " و أمرهم شورى بينهم " ..
و الان .. اصبح المشاركة الوطنية ..
غريب يابلدي !!

09-02-2005, 09:53 PM	#1
علي الدهامي صحفي اقتصادي تاريخ التسجيل: Aug 2004 المشاركات: 838	ديموقراطية المفاطيح !! تقول: تبرعت بثلاثين نخلة فهل ترشحونني؟ اقتربت الانتخابات ، فزادت حمى المزايدات ، وازداد معدل الصرف بشكل كبير و أصبحت أوراق المرشحين ومشاريعهم المستقبلية تتطفل عليك من كل مكان ، فهي إما أن تأتيك تحت باب بيتك أو على سيارتك أو تجدها في الشوارع أو الصحف ، ويأتي السؤال ، لماذا؟ لماذا كل هذا البذخ ؟ و ماهو المقابل الذي سيجنيه المرشح؟ و هل يعتقد هذا المرشح أو ذاك أنه فعلا موهل لتحقيق تلك الوعود ؟ ماهو المقابل .. سؤال أطرحه كثيرا، فانفاق كل هذه المبالغ لمرشح واحد قد يفشل وقد ينجح ، يثير استغرابي، و لنكن أكثر شفافية و صراحة، فمتى كان المواطن ( مرشحا أو ناخبا أو محايدا ) يسعى لتحقيق هذه الاماني ويحمل هذا الهم الوطني؟، بل ومتى تفتق ذهنه عن مثل هذه المشاريع الانتخابية ، أم أنها للاستهلاك الانتخابي؟ ثم هل يتوقع أحدا من هؤلاء أن ينال شيئا جراء انتخابه، أعني كونه ضمن أعضاء المجلس البلدي؟ و هل هناك محفزات مادية أو معنوية تبرر مثل هذا الصرف في المستقبل ؟ أم أن هناك من يدعمه و يقف وراءه محاولا انجاحه و استخدامه كأداة لتمرير ما يريد؟ و هل لدى المرشح القوة و الأدوات المؤهلة في خضم هذه البيروقراطية التي ننعم بها،و تنعم بها بلادنا ، لتحقيق مايعدنا به؟! ولنأخذ هذه الوعود من أعلاها الى أدناها ؛ فهذا يعدكم بتحقيق تنمية مستدامة ( لاحظوا كبر حجم الكلمة ) في الوقت الذي عجزت وزارة التخطيط عن ذلك و هي بكامل قوتها و أدواتها المتاحة ، فكيف سيحققها شخص واحد ؟! ونأتي الى أبسط هذه الشعارات ، و هو ( لاحفريات بعد اليوم !! ) و يكون ضمن برنامجه الانتخابي ايصال كافة الخدمات من مياه وصرف صحي الى الحي !! فهل لكم ان تتخيلوا كيف ستصل هذه الخدمات ( ان وصلت ) ؟ هل ستكون من النوع ( الواير لس؟!) .. اعزائي .. اذا كان المرشحون لا يمثلون الا نصف المجلس البلدي ، و البلدية بكامل مؤسساتها التابعة لها ليست لديها القدرة لتحقيق ربع هذه الوعود .. فهل ننتظر من الاخوة المرشحين ـ مع احترامي الشديد لهم ، و لغيرتهم الوطنية ـ أن يحققوا ولو جزءا من طموحاتنا و طموحاتهم المعلنة؟ على أن من حسنات الاخوة المرشحين أنهم قد أناروا بصائرنا و لفتوا انتباهنا الى أدوار كان من المفترض بوزارة البلدية أن تلعبها أساسا؟ فلماذا لم تفعل بالماضي ؟ فباستثناء الاراضي و المنح و النظافة و مراقبة البروز و الارتداد في الابنية واحتفالات الأعياد ، و جوانب تنظيمية اخرى ،لم يكن لوزارة البلديات بكافة هياكلها المؤسسية أية أدوار تذكر . فأين الوزارة من الاسهام في حل ازمة المساكن ( هذا أحد الوعود الانتخابية ) ، و أينها من محاولة اقامة الحكومة الالكترونية ( هذا وعد آخر من أحد الشباب الذي يبدو أنه أفرط في الحماس !!) و أينها من تفعيل القطاع المدني و الاعمال التطوعية ( هذا وعد احد المرشحين أيضا !!) ، كل هذه الادوار و أكثر كان من الممكن أن تلعبها الوزارة ، و لم تفعل؟! و اكتفت اجهزتها و مؤسساتها الاقليمية في تجميل و تحسين صورة بعض الاحياء، في الوقت الذي تعيش فيه أحياء اخرى بين مخلفات الصرف الصحي وعوادم الاسمنت !! أليس من المهم الان أن تسأل الوزارة نفسها لماذا لم تفعل ذلك في الماضي؟! م أنها قطاعا قد اعتراه الصدأ و تكفل فقط باستيعاب مايرسل اليه من عمالة ( أو بطالة مقنعة !! ) ؟؟ ونعرج على السير الذاتية لأغلب المرشحين ، لنجد أنهم رجال أعمال ، و قد رأيت و ربما رأى البعض أن أحدهم لم يجد شيئا يقوله عن خدماته أو مشاركاته الوطنية السابقة، عدا أنه قد تبرع بثلاثين نخلة للبلدية في سنة من السنوات ، و أنه قد تصدق عدة مرات !!! رجال أعمال .. يهجرون أعمالهم ليخدمونك يا بلدي ،( ما أجمل هذا الحس الوطني ) فهنيئا لنا بهم .. و أسأل الله أن لا يكون ماندفعه مستقبلا مقابل مايدفعونه الان كبيرا ، و أسأل الله أن لايدفع بلدي كثيرا لقاء ترشيح( ديموقراطيي المفاطيح ) .. و دمتم ..!!

10-02-2005, 12:26 AM	#2
fmm خبير اسهم تاريخ التسجيل: Dec 2003 المشاركات: 5,841	مشاركة: ديموقراطية المفاطيح !! تقول: تبرعت بثلاثين نخلة فهل ترشحونني؟ يظهر اننا سننتظر طويلا حتي نصل الي الوعي الانتخابي........